على خطى حبيب العادلى: ما عندناش قناصة .. ماسحلناش.. ماضربناش

44رحاب لؤى

«اللى شُفتوه ده مش حقيقى، كذِّبوا عيونكم وصدّقونا»، ملخص تصريحات قيادات وزارة الداخلية منذ الجمعة الماضية وربما قبلها، فبعد تكذيب واقعة السحل التى عاد وأكدها حمادة صابر بنفسه، خرج اللواء عبدالفتاح عثمان، نائب مساعد وزير الداخلية للأمن العام، بتصريح: «الوزارة طلبت من الرئيس استخدام القوة مع المتظاهرين حول قصر الاتحادية، لكنه رفض مجرد استخدام الغاز فى محيط القصر»، وكأن الرصاص الحى فى الرأس والصدر، وإصابات الخرطوش، والاختناقات كانت «فوتوشوب».. الأمر بدا أن له جذوراً فى الداخلية، منذ أيام منصور العيسوى، الذى اندهش من اتهام الداخلية بقنص المتظاهرين، فانطلق نفيه الشهير: «ماعندناش قناصة».

«نوع فاشل من غسيل المخ»، هكذا وصف الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر ما يجرى للشعب المصرى حالياً، وقال: «غسيل المخ يتلخص فى تعرُّض الشخص لحالة من الضغط الشديد والقهر، والحرمان من النوم والتواصل، وقتها يكون من السهل الإيحاء إليه بالأشياء التى يريد من قهره أن يعتنقها، وهذا يكون فعالاً مع الأشخاص الخاضعين للحبس الانفرادى، والتعذيب، لكنه غير جائز فى حالة الشعوب مطلقة السراح. لا يمكن غسيل مخ ملايين شاهدت شيئاً بعينيها وسمعته بأذنيها. الإيحاء هنا يتحول إلى سخرية، ويصبح المتحدث مشوهاً».

لا يتوقف الأمر عند حدود الفشل فى تغيير القناعات، فالمشاهد الطبيعى فى هذه الحالة يبدأ فى فقْد الثقة، يقول «المهدى»: «إحساس عام بالكذب المتعمّد والفج يسيطر على المصريين، النظام السابق حين كان يكذب كان يتقن كذبه، أما الآن فالكذب غير متقن ولا يراعى البديهيات، التلفيق والتزوير الجارى يوضّح مدى الغباء السياسى والأمنى، وكم الاحتيال والكذب والتلفيق، مما يُفقد المواطن أيضاً احترامه للقيادات، فالكاذب شخص غير محترم».

ويؤكد أن «شعب لا يأمن على نفسه، فى حالة من الخوف والقلق على نفسه ومستقبله، غياب الإحساس بالأمان والعدل، يدفع الناس تلقائياً إلى البحث عن مصادر الأمان الشخصى، بالتسلُّح أو الانتماء إلى مجموعات وميليشيات، حيث يصبح على كل شخص أن يحمى نفسه بنفسه، وهنا يسقط معنى الدولة».

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى