الأخبار

أبوإسلام “بائع الورق”: “بساعد اللي مبيعرفش يقرا..

111

 

 

يجلس على كرسي من الخشب، وأمامه منضدة ترتفع عن الأرض قليلًا، وضع عليها رزمة من الأوراق والألوان المختلفة، أمام الباب الخلفي لمجمع محاكم الجلاء.. عم محمد الشهير بـ”أبو إسلام” يحفظ جميع الصيغ التي تُقدم في النيابة والمحكمة سواء كانت “جنح” أو “جنايات”، ورث المهنة عن أبيه الذي كان يجلس في نفس المكان في تسعينيات القرن الماضي، يقول: “بساعد الغلابة وبكتبلهم الصيغة المناسبة ويا بخت اللي يساعد الناس”.

لدى الرجل الخمسيني، خبرة قانونية بحكم ممارسته العمل أمام المجمع وتعرض عليه الشكاوى والتظلمات، وخبرته تختصر الساعات وربما الأيام على معظم المترددين، لاستخراج ما يلزمهم من شهادات أو غيرها، يقول “أبوإسلام”: “في محامين بيجوا يقعدوا جنبي وأقولهم يعملوا إيه ويصرفوا إزاى ويرجعوا يقولوا لي الله يباركلك”، مشيرًا إلى أنه يملك الخبرة لكن دون شهادة معتمدة تثبت ذلك بحكم خبرة الـ9 سنوات التي قضاها أمام المجمع، حسب قوله “عايز أشوف جامعة مفتوحة وأدرس حقوق بس المواعيد تبقي من بليل عشان أبقى فاضي”.. لا يخشي أن يكون زميل ابنه الوحيد إسلام الذي صمم أن يدرس المحاماة، ويقول “إيه يعني لما أبقى زميل ابني ونذاكر سوا مش عيب”.

“بعد ما شاب ودوه الكتاب”، مثل لا يؤمن به “أبوإسلام” الذي يرى أن التعليم لا يقتصر على سن معينة، حتى لو شارف الإنسان على الثمانين.. مهمة “أبوإسلام” لا تقتصر لمن لا يستطيع القراءة والكتابة فقط وإنما يقدمها أيضًا لبعض القانونيين، ويقول “عمرى ما شفت محامي للغلابة بجد ونفسي أدرس القانون عشان أحميهم من النصابين”، ويؤكد أن بعض المحامين يستغلون وكلائهم: “لو صاحب الدعوى بنفسه راح المحكمة الورقة اللي محامي بيخلصها بـ200 جنيه هو ممكن يخلصها بـ5 جنيه بس يكون بيعرف يقرأ ويكتب”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى