عارفينك وعارفين أبوك

fatima_naoot2

 

 

 

 

مستعدٌّ يا مرسى للقاء جون كيرى؟ هل لقَّنك المرشد ما ستقول؟ هل درّبك فريقُ المرشدين بمكتب الإرشاد على حركاتك وسكناتك وإشارات إصبعك وطريقة وضع قناع التقوى والورع؟ أم أن حديث الإسلام والاقتداء بالرسول والصحابة خاصٌّ بالعرب المسلمين؛ فيما للمراقبين الأمريكان خطابٌ آخر يحفل بشعارات: حقوق الإنسان، وحماية الأقباط، والأقليات، والمرأة، والطفل، والتعليم، والعدالة، والديمقراطية؟ هل جهّزت ديباجتك الشهيرة حول: الثورة المضادة، وأعداء الوطن، والطرف الثالث، والحارة المزنوقة، وفلول الدولة العميقة، والشرعية، ونزاهة الانتخابات، وإرادة الشعب، وتحقيق الأمن، وحل مشاكل الناس، والتصدى للأزمات المفتعلة بالإيحاء بأن بمصر مشاكل، بينما المواطنون ينعمون بالرَّغَد ولا يموتون فى طوابير الخبز ومحطات «البنزيم»؟ لن نسألك عمَّ فعل بك المرشد بعد المؤتمر الصحفى حين صكّ الشيطانُ مسامعك عن تلقيناته الثلاثة لك: «القصاص، القصاص، القصاص يا مرسى»! حتمًا غفر لك ذنبك وسامحك! لأنك وإن لم تردّد «إملاءه» لك أمام الميكروفونات، إلا أنك أنفذتها عمليًّا أمام عيون العالم حين «اقتصّ» رجالُك من الشعب فقتلوا- حتى كتابة المقال- أربعة مواطنين بالمنصورة.

بالأمس سبّ ابنُك المؤدب «عبدالله» أحدَ ضبّاط حرسك قائلاً: إنت مش عارف أنا مين؟ هاعرّفك. هاقلعك البدلة الميرى وأخليك تقعد جنب أمك!«لا يا صغيرى ابن السلطان. الكلّ الآن بات يعرفك ويعرف أباك، ويعرف مرشد أبيك، كما نعرف «سيالة» الجلباب القطرىّ المترهّل التى تُغدق عليكم لكى تقتلوا المصريين، و«تُركِّعوا مصر» كما تمنت موزة. مثلما نعرف المُغيّبين الذين عصروا الليمون لتسكنوا القصر، ولم يُفدنا ندمهم وضربهم أنفسهم بالأحذية. نعرف إصبع أبيك الذى توّعدنا بالقتل، مثلما نعرف أصابع المرشد التى تمسك بخيوط أبيك. نعرف الميليشيات الحمساوية الإخوانية المسلّحة التى تتدرّب الآن فى سيناء على قتلنا، ونعرف الجهاديين أطلق أبوك سراحهم من السجون ليستكملوا مجازر التسعينيات التى توقفت حين اعتقلهم مبارك بعدما روّعوا الشعب سنواتٍ طوالاً، وقتلوا رموزنا الفكرية التى لن نعوّضها، والتى لا يكفينا فيها جحافلُ أبيك من أعداء السلام والعدل والثقافة والتنوير.

 

 

المصرى اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى