خمسة جرحي في هجوم بقنبلة يدوية الصنع

اصيب خمسة اشخاص صباح الخميس في هجوم بقنبلة يدوية الصنع على حافلة نقل عام بحي مدينة نصر بالقاهرة وتم ابطال مفعول عبوة ثانية في المكان نفسه غداة اعلان الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين “تنظيما ارهابيا”.
ويعد هذا اول هجوم ضد مدنيين منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 3 تموز/يوليو الماضي في مصر حيث وقعت خلال الاشهر الاخيرة عدة اعتداءات ضد الجيش والشرطة اوقعت اكثر من 100 قتيل.
كما شنت الاجهزة الامنية منذ فض اعتصامي انصار مرسي في القاهرة منتصف اب/اغسطس الماضي حملة واسعة النطاق ضد جماعة الاخوان المسلمين ادت الى سقوط قرابة الف قتيل وتوقيف عدة الاف من قيادات وكوادر الجماعة.
وامس الاربعاء اعلنت الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين “تنظيما ارهابيا” وحملتها مسؤولية الاعتداء الذي استهدف فجر الثلاثاء مقر مديرية امن الدقهلية في مدينة المنصورة بدلتا النيل واوقع 15 قتيلا معظمهم من رجال الشرطة.
والاربعاء اعلن تنظيم “انصار بيت المقدس” الذي يستلهم افكار واساليب القاعدة، مسؤوليته عن تفجير المنصورة الذي دانته جماعة الاخوان المسلمين ب”اشد العبارات” واكد الرجل القوي في مصر وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الخميس انه على الرغم من “الاحداث الارهابية” الاخيرة فان مصر قادرة على “العبور نحو الاستقرار”.
وقال السيسي في كلمة القاها اثناء حضوره حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط السف ان “مصر ستقف صامدة في مواجهة الارهاب وما يحدث لن يهز مصر وشعبها ولن يخاف الشعب ابدا طالما الجيش المصري موجود”.
واضاف “لا تدعوا هذه الاحداث الارهابية الغاشمة تؤثر فيكم او في روحكم المعنوية فنحن علي الحق المبين”.
وتابع موجها حديثه الى المصريين “اردتم الحرية والاستقرار وهذا لن يأتي بسهولة ولابد لكم من الثقة في الله وفي انفسكم وفي جيشكم والشرطة المدنية ، وبأننا قادرون علي العبور بمصر نحو الاستقرار والامن والتقدم ” .
وشدد على انه “لا يوجد قلق او خوف فنحن فداكم والجيش المصري فداء لمصر والمصريين ومن يمسه لن نتركه علي وجه الارض” مضيفا “هدفنا البناء والتعمير والرخاء وليس القتل ولا الترويع ولا ايذاء المصريين”.
وقالت وزارة الداخلية الخميس انه تنفيذا لهذا القرار “تم وقف اصدار جريدةو الحرية والعدالة” الناطقة بلسان الحزب المنبثق عن الجماعة وقامت الجهات الامنية المعنية ب”وقف طبع الجريدة وتوزيعها”.
واعلنت وزارة الداخلية انه تطبيقا لقرار الحكومة فان عقوبة “الحبس خمس سنوات ستطبق على كل من يشارك في تظاهرات” لجماعة الاخوان.
ويتصاعد العنف في مصر مع اقتراب موعد الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و15 كانون الثاني/يناير المقبل، وهو الخطوة الاولى في خارطة الطريق التي وضعها الجيش بعد عزل مرسي والتي تقضي كذلك باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال الاشهر الستة المقبلة.
وقال مصدر طبي لفرانس برس ان خمسة اشخاص اصيبوا اثر انفجار العبوة مضيفا ان “جروحهم خفيفة الى متوسطة”.
واوضح مصدر امني ان “عبوة ناسفة يدوية الصنع كانت موضوعة في الحديقة الصغيرة التي تتوسط شارع مصطفى النحاس وانفجرت اثناء مرور الحافلة فيه”.
ويقع هذا الشارع على مقربة من جامعة الازهر حيث وقعت خلال الاسابيع الاخيرة اشتباكات عديدة بين الطلاب المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين وقوات الامن.
واضاف المصدر الامني انه “لدى وصول خبراء المفرقعات الى موقع الانفجار اكتشفوا وجود عبوة اخرى مخبأة داخل لوحة اعلانات زجاجية بجوار الحديقة التي انفجرت فيها العبوة الاولى وقاموا بابطال مفعولها”.
واكد اللواء يحي العراقي نائب مدير امن القاهرة لفرانس برس انه “كان من المستهدف ان تنفجر العبوة الثانية لدى وصول الشرطة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف لفرانس برس ان “العبوة الثانية التي ابطل مفعولها كانت معدة بحيث يتم تفجيرها عن بعد وهي محاولة للترهيب والترويع قبل الاستفتاء”.
وقال محمود عبد العال وهو عامل بناء كان بالقرب من موقع الانفجار لفرانس برس “سمعت دوي الانفجار فجريت وساعدت في نقل خمسة جرحي، اربعة رجال وسيدة كانت الدماء تغطي جسدهم وملابسهم”.
واضاف ان “احد الرجال كان فقد احد ساقيه”.
واكد صحافي من فرانس برس في موقع الحادث ان الشرطة اغلقت المنطقة التي وقع بها الانفجار فور وصولها وانها قامت بالبحث بواسطة كلاب بوليسية عن عبوات اخرى محتملة في نفس المكان.
وكان زجاج الحافلة الذي تهشم من جراء الانفجار متناثرا في الشارع.
وبعد الحادث تجمع عشرات من اهالي مدينة نصر بالقرب من مكان الانفجار وبدا انهم يحملون الاخوان المسلمين مسؤولية الحادث.
وصاحت فادية وهي سيدة في الاربعين من عمرها ترتدي جلبابا طويلا وحجابا “الاخوان هم السبب (…) اولادنا ينزفون والبلد ينزف (…) لا نريد الا ان نعيش”.
اخبار الخليج