الأخبار

نيويورك بوست: الانتخابات المبكرة أفضل طريقة لحل الأزمة التركية

78

 

 

نشرت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية مقالا لها اليوم حول تركيا تحت قيادة رئيس الحكومة “رجب طيب أردوغان”، مشيرة إلى التحول الذي طرأ على تاريخه السياسي من رافضا للأيديولوجية، إلى إتباعها بحذافيرها.

وقالت الصحيفة إن عاما كاملا قد يكون طويل جدا في مجال السياسة، حيث منذ 12 شهرا، كان رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان” على القمة، حيث كان يضع اللمسات الأخيرة على الدستور التركي الجديد بشكل يجعله رئيسا يتمتع بسلطات تنفيذية داخل بلده، وسلطات روحية كخليفة للمسلمين بالخارج، فحلمه بالعثمانية الجديدة نجح في ضمان منح الناخبين الأتراك لحزبه (العدالة والتنمية) أصواتهم في المستقبل.

وأضافت “نيويورك بوست” أنه مع بداية 2014 فإن “أردوغان” يقاتل من أجل حياته السياسية، و استغربت الصحيفة متسائلة لماذا تحول حظ “أردوغان”فجأة، لكن الإجابة باختصار هي الغطرسة، فرحا بنجاحه الأمر الذي أدى لتغير شخصيته.

وأشارت الصحيفة إلى أن “أردوغان” مدين بنجاحه لقدرته على تعلمه السريع للسياسة التركية الحديثة، ففي 1990 كان يظن أن السبب الجذري لتخلف تركيا النسبي ودوام أزمتها السياسية هو صدام الأيديولوجيات، ونجحت طريقة “أردوغان” بتغيير الأيديولوجيات في إعطاء تركيا الاستقرار السياسي، مما مهد الطريق للتنمية الاقتصادية في الدولة على مدى العشر سنوات الماضية.

وأضافت “نيويورك بوست” أنه منذ بداية 2011، بدأ “أردوغان” بالتصرف بطريقة مختلفة، في حملة أيديولوجية واضحة، فقد بدأ بتطهير الجيش من الضباط غير مبال، وتبديلهم بمن ينتمون لحزبه،و قد بدل القضاة العلمانيين بالإسلاميين، مجبرين على التقاعد المبكر، وبعدها بدأ بمنح العقود الحكومية للشركات التجارية الكبرى التي لها صلة بحزب العدالة والتنمية، وبعدها اضطهد ودمر العلاقات مع العلويين والأكراد الترك.

وتابعت الصحيفة بأنه إذا لم يكن كل هذا كافيا لعاصفة مثالية، فقد كشف “أردوغان” عن مشروع عملاق لتحويل اسطنبول لأكبر مدينة حضارية إسلامية في وقت احتفال الألفية الأولى من انتصار الإسلام العسكري الأول على المسيحية، وهنا بدأ “أردوغان” الحقيقي في الظهور، فقد تغير إلى النقيض تماما، وقد أصبح حلمه بحكم تركيا لـ 20 عاما قادمة بمثابة كابوس لمعظم الأتراك.

واختتمت الصحيفة مقالها بأن من ينادون بانقلاب الجيش باسم إنقاذ الأمة يسيئون فهم الحاضر وأخطأوا في قراءة المستقبل، فأفضل طريقة لحل الأزمة بتركيا هي إجراء انتخابات مبكرة، فإذا تمكنت من ذلك ستخرج من أزمتها أقوى من أي وقت مضى.
البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى