الأخبار

هيكل: السيسي هو حل الضرورة..

11

 

• الإشارات الواردة من واشنطن واضحة رغم كونها منقسمة.. لكن جزءًا منها يقول: «بلاش السيسى»

قال الأستاذ محمد حسنين هيكل فى الحلقة الأخيرة من سلسلة حواراته «مصر أين؟ وإلى أين؟» إن جماعة الإخوان سوف تقاتل إلى أبعد مدى، وإن أكد أن الخطر الأكبر قد زال منه جزء كبير جدا بزوالهم عن سدة الحكم، مشيرا إلى أن البعض يعتقد أن ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لمنصب الرئاسة يعد حل الضرورة، فالرجل لعب أدوارا أساسية خلال الفترة الماضية، بدءا من مواجهة مشروع التوريث فى أثناء حكم حسنى مبارك، وإن كانت الإشارات القادمة من الخارج لا تريده أن يكمل هذا الدور، فأمريكا بعثت برسالة واضحة وهى: «بلاش السيسى».

عن حكم مبارك يقول: «فترة مبارك كلها كانت بها حالة من فقدان الثقة فى كل المراحل، وانفتاح لم يحقق أهدافه، وحلف مع الإخوان المسلمين انقلب إلى عكسه، وعلاقة مع أمريكا التبست وانقلابات حدثت، حتى أتى انفجار 25 يناير، وأنا أعتقد أن هذا هو الفعل الثورى الأول وهو البداية، لكن ما حدث بعد 25 يناير أننا أصبحنا مقبلين على أوضاع مخيفة جدا، وليد جنبلاط قال لى كلنا تفاءلنا فى أعقاب 25 يناير، فماذا حدث؟ فقلت له سأقول لك شيئا ما، ثورة يناير كسرت خزانا بحاله كان يقف ليصد مرحلة، والمياه تبدو خلف الخزان عالقة ومغطاة بعوالق وشوائب، 25 يناير كانت حركة عظيمة جدا لكنها بلا فكرة ولا قيادة، لكن مع انكسار خزان مبارك بما فيه من محتوى وما به من عوالق وشوائب، بدأنا نشعر بالقلق مما نراه، تصورنا أنه سوف يجىء ماء ثوريا صافيا.

• جماعة الإخوان سوف تقاتل إلى أبعد مدى.. وجزء كبير من خطرهم زال بعد زوالهم عن سدة الحكم

يكمل هيكل: «قلت لجنبلاط لا تخف على مصر، فما تشاهده الآن قد يبدو أنه ازدحام لبقايا أشياء، خليط من الأشياء، لكن هذا كان طبيعيا جدا، وأريد أن أقول هنا إن اختيار الناس للإخوان لم يكن اختيارا مبنيا على معرفة، وعلى اختيار مستقبلى لكنه كان مبنيا على هذا الذى تدفق من الخزان المكسور. وهناك جماعة إخوانية سوف تقاتلك حتى أبعد مدى، لأن الخطر المتمثل أكبر جدا مما نحن نتصور فهى مسألة عقائد مغلوطة ونتصور أنها مسألة استغلال للتدين وبعيدة عن روح الدين، ونتصور أنها فقط فكرة إرهاب».

• رفاعة الطهطاوي قال لسفير دولة عربية كبرى: لا توجد فكرة خروج لدينا.. و400 ألف مستعدون للشهادة

وعن جماعة الإخوان يقول: «لا أحب أن أتحدث عن أحد فى السجن، لكن السفير رفاعة الطهطاوى قال لسفير دولة عربية كبرى، لا توجد فكرة خروج لدينا، وهناك 400 ألف مستعدين للشهادة، ولابد عندما يفكر أحد أن يتصدى لنا أن يدرك هذا، هنا يجب أن نتحدث عن الإخوان المسلمين نفسهم، فقد بدأوا وهم يتصورون أنهم هم الحركة المجددة لشباب الخلافة، وأنهم الحركة ذات المستقبل وأن الامريكان يتحدثون عن الإسلاميين كحليف محتمل، لكنهم قلقون فى ذات الوقت من الإرهاب، وهناك عناصر كثيرة فى مصر يمكن أن تخلط بين الدين والتدين، وعندما وصلوا إلى الحكم تصوروا أنهم ماكثون للأبد، وسوف يدافعون ويقاتلون، فقد شعروا ببعض الأمور الغريبة بعض الشىء، فزعمائهم دخلوا السجن وقت النقراشى حيث اعتقل 5000 منهم فى ليلة واحدة، وإبراهيم باشا عبدالهادى أكمل بعد النقراشى باشا، فالإخوان المسلمون قادتهم فى السجن أو فى الهرب، حدث عندهم شىء لابد أن ندركه، فهم شعروا أن السلطة المتركزة فى المركز العام للإخوان المسلمين فى قيادة الحركة تعطلت بالضربات التى وجهت لها، نتيجة هذا أن المراكز الأخرى الموجودة فى العالم العربى والعالم الإسلامى قويت على حساب المركز، وبدأ الثقل الذى كان موجودا لدى القيادة فى مصر يذهب إلى الإخوان المسلمين فى الأردن وسوريا، وفى الجزائر وليبيا والمغرب، وبالتالى بدأت السلطة الموجودة لدى القيادة فى التفتت، وعندما رجعت القيادة واعترف بها فى 25 يناير على سبيل المثال، شعرت بأن كل المراكز لا تقبل قيادتها، وحاولت أن تستخدم سلطان الدولة المصرية، ليس فقط لاسترداد المراكز الشاردة واستعادتها مجددا، ولكن لمواجهة الأصدقاء أيضا الذين قد يفكرون فى أمور أخرى، فهناك دول عربية كانت تتصور مثل المملكة العربية السعودية أنها أعطتهم فى أيام المحنة الكبرى وهذه حقيقة».

يضيف: «وفى السيتنيات وما بعدها بعد إغتيال أنور السادات، فتحت السعودية أبوابها للعناصر الإسلامية شريطة ألا يتدخلوا فى السياسة السعودية، مثلا 3 من المرشدين كانوا فى السعودية بديع ومأمون الهضيبى وعاكف، وانضم إليهم مجموعة من اللاجئين من سوريا مثلا، والإخوان فى العراق، ورغم عهدهم للسعوديين بعدم التدخل بدأوا يهندسون، وشعرت الدولة السعودية بالقلق منهم، وفى هذه الفترة تمكنوا من الاستيلاء على سلطة الدولة وبدأوا فى مواجهة السعودية لأول مرة كـ«ند»، نحن لسنا فقط لاجئين لديكم ولسنا فقط حركة دينية، لكن ايضا نملك دولة فى مصر».

«الشىء الثانى أن الأمريكان وجدوا فيهم شيئا مهما، حيث كانوا على الدوام لا يثقون بهم أو يريدون أن يتقاتل التيار الاسلامى مع اليسارى والشيوعى، وتصوروا وفقا لدالاس فإن الإسلام الزاحف والشيوعية الهاجمة هى أطراف العراك القادم، لكن بدأوا يثقون فيهم لسببين، الأول أن الإخوان تعاونوا معهم فى أفغانستان وغيرها وكان عن طريق السعودية بشكل أو بآخر فى سنوات معينة، لكن اصبحو قوة مستقلة ويريدون أن يتعاملوا مع الأمريكان، الذين يريدون أن يكون لديهم صديق إسلامى فى مصر، وبوش وهو يتكلم عن حرب العراق وموجودة ومثبتة فى المحاضر قال نحن مقبلون على حرب صليبية ضد الإسلام، وكولن باول قال له من فضلك لا تذكر هذا مجددا، لكن هذا كان انعكاسا للكلام القديم الخاص بتقرير دالاس للرئيس أيزنهاور، فهم بهذه العلاقة مع الإخوان لا يريدون أن يظهروا أمام العالم والدول العربية أنهم يقصدوا دولا إسلامية بالتحديد».

«الأمريكان طوال عهدهم لم ينظروا إلى سياسة بعيدة المدى، فنظرتهم براجماتية، لكنهم يعتقدون أن ما يسمونه بالإسلام المعتدل، سيكون قادرا على الرد على الإسلام المتطرف، نحن أمام طرفين يخوضان معركتهما الأخيرة، أمريكا تلعب معركتها الأخيرة فى المنطقة لأنها تعبت منها كثيرا وتريد الخروج بشكل أو بآخر، أو على الأقل تقليل خسائرها، وتريد طرفا تتعامل معه، وهذا التعامل لا ينتهى ليس بدولة وطنية تفكر فى الوطنية أو قومية تفكر فى نوع من الوحدة بين الدول العربية، حتى هذه اللحظة الحليف الأمريكى لديه مشكلة كبيرة جدا، متصور أنه يحاول أن يدعمهم لإكمال المشروع الخاص بهم الذى تصوروا أن يتم مع أردوغان، فأردوغان فى طريقه للسقوط الآن، والإخوان سقطوا فى مصر، فهم يتصورون فى هذه اللحظة أن الإخوان بدلا من دعم أردوغان لهم فى هذه المرحلة، يمكن الاستعانة بهم لإنقاذ أردوغان فى تركيا، فنحن أمام لعبة مزدوجة جدا لأننا فى 2014 أعتقد أن صانع القرار المصرى سيكون لديه مشكلة كبيرة جدا».

• مستعد أن أقول إن أسلوب الإخوان واضح فى الحوادث الأخيرة وآخرها المنصورة.. وقد عايشته فى حقبة الخازندار

وعن أساليب مواجهة الإخوان يكمل: «بدأت بوادر مواجهة مع الإخوان من خلال نفور الناس من الإخوان، هناك أقلية متماسكة إما مضللة، أو إما تقوم بالخلط بين التدين والدين وخلط بين التدين، وعندما يقول أحدهم أين الدليل أن من ارتكب الحوادث الأخيرة هم الإخوان المسلمين وآخرها المنصورة؟ أنا مستعد أقول أولا هذا أسلوبهم بوضوح، وقد عايشته فى حقبة الخازندار، وهو يطابق بالضبط حقبة تخويف القضاة وسليم زكى على سبيل المثال، ومن يقول إنها بيت المقدس، أرد بأنها أحد الجذور الناجمة عما تردت إليه أحوال الجماعة من الدعوة إلى التنظيم الخاص إلى أفكار سيد قطب والتكفير إلى القاعدة، فنحن نتحدث عن سياق واحد فى واقع الأمر وإن تعددت المراحل عليه، فنحن نتحدث فى واقع الأمر عن بداية طريق وهذه نهايته الحتمية.

«كان مبارك يقول أنا أو الإخوان، والإخوان يقولون أنا أو الخراب والفوضى، ومن يتحدث عن أنهم يفعلون ذلك للضغط فى المفاوضات فهذا غير صحيح، لأن المائدة لم تعد موجودة، هناك باستمرار فى الحركات السرية الرصيد الذى تغطى بها أوقات المحنة، الموجودون صفا ثالثا خفيا لا نراه، ولذلك يبدو التخبط لأن كل ما يفعلونه اليوم يؤدى فى النهاية إلى فقدان ثقة الناس فيهم، وأنا أعتقد أنه فى مكان ما موجود من هو يقوم بوظائف المرشد على أقل تقدير، يقال عزت موجود فى غزة أو غير ذلك، لكنى أنا أقول قياسا على تجارب سابقة دائما وباستمرار كان هناك حاضر خفى يحل محل قائد غائب، فهناك غيبة للقيادات الكبرى، وأنا أعتقد أن حسابات الصف الثالث خطأ أيضا، وبالتالى الموجود الآن ليست قيادة الصف الأول غير الموجودة ولا الصف الثانى الذى ظهر فى التمكين، وإنما هى قيادة الصف الثالث ومستوى ما نراه منهم ليس فيه مستوى عقل سياسى وهذا حقيقى، القيادة غائبة، والخط الثانى ظهر وانكشف وأصبح مطاردا، والخط الثالث لم يجرب القيادة لكن يستطيع أن يفعل ما يعرفه».

وعن علاقة الإخوان بتركيا يقول: «الأمريكان وأوروبا لا يستطيعون استيعاب أن المشروع الخاص بتركيا تغير، أردوغان يعانى وتركيا تعانى، وهو يريد أن ينسحب ولا يستطيع ذلك، وهى مهددة كدولة من الأكراد وحزام علوى محيط بها، فاللعبة التى بدأها أردوغان وهو على ثقة مما يفعل، أعتقد أنها انتهت بنتيجة شبه كارثية».

• امنحوا الفرصة لقطر لكى تراجع حساباتها.. وأعتقد أنها مضطرة لذلك لأنها تنزلق ولا يمكنها الاستمرار

أما بالنسبة لقطر فـ«أعطوها الفرصة لتراجع حساباتها وأنا أعتقد أنها مضطرة لمراجعة حساباتها لأنها لا يمكنها الاستمرار فى ذلك، أعتقد أنها تأخذ قرارات خاطئة بحكم المستشارين الموجودين، لابد أن يستغنى عنهم بشكل أو بآخر، وبعد فترة سوف يتبين أن قطر إما أنها تتحرك مستقلة وإما أنها تتحرك ضمن مخطط مع آخرين، وأنا أرى المخاطر التى ينزلقون بها الآن وقلق عليهم مما يفعلونه، وهذا يكشف قطر لدرجة قد لا تحتملها قطر».

«أعتقد أن الخطر كان هو وجود الإخوان فى سدة الحكم، ومعهم سلطة الدولة المصرية، وهم قادرون على جمع شتات التنظيم، وهم قادرون على مواجهة دول عربية أخرى من خلال قوة الدولة المصرية، فى هذه اللحظة أعتقد أنهم كانوا الأخطر، وبالتالى خروجهم من الحكم يمثل زوال جزء كبير جدا من الخطر، وبالتالى علينا أن نتوقع أن المعركة لن تكون بسيطة، كيف يتصرف طرف شعر فجأة بحلم أنه حقيقة ثم تحول إلى كابوس».

وعن دور الجيش فى ثورة يناير و30 يونيو والاختلاف بينهما يقول هيكل: «مبارك لم يستدع الجيش فى 25 يناير، مبارك استدعى ما تصور أنه جيشه، لكنه اكتشف أنه جيش المصريين، فمنذ عام 2010 طرح فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ــ ومن طرحه هو عبدالفتاح السيسى ــ ماذا لو حل يوليو فى 2011 وفوجئنا بأن المرشح هو وريث، ماذا نفعل؟ ثم غضب الناس ثم طلب منا، أن نتصدى لغضب الناس، وفى هذا الوقت ومبارك موجود اتخذ قرارا فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بناء على توصية من السيسى أن الجيش لن يدخل هذه المعركة، لأنه هنا سيكون خائنا لعهده مع القوى الوطنية ولن يتدخل كأبسط شىء، ثم بدأت أزمة يناير وعندما حدث الانفجار خرج الناس، وقال الجيش أنا لن أطيع ولن أتصدى، فوجد النظام أن درعه لم يعد موجودا، لأنه جيش الشعب، فقال لن أتدخل لأن القوات المسلحة مرتبطة بسلامة الدولة وأمنها، لكن الأمن الداخلى مرتبط بالبوليس، وقال الجيش: لديكم الشرطة.

يضيف: «مبارك لم يتنح إلا عندما أدرك أن الجيش ليس فى جانبه، بمعنى أن هذه أداته النهائية، أدرك أنها ليست فى يديه وليست تحت قراره فتغير الموقف، وتجربة 30 يونيو ليس فقط الشعب هو من استدعى الجيش، لكن أعتقد أن القوات المسلحة أيقنت ايضا أنها خدعت، لأن الجيش الذى كان موجودا وسمح للإخوان بأن يصلوا إلى السلطة، أدرك أن ما حدث بعد هذه الثورة العظيمة حدث خطأ فى ترتيب نتائجه، وإن بشكل ما هو يتحمل جزءا من هذا الخطأ وعليه أن يصححه، وأول الإجراءات التى قاموا بها هو استدعاء جميع القوى الوطنية بما فيها الإخوان، وذهبوا للرئيس مرسى وقالوا له من فضلك ما حدث كان خطأ ولم يكن متوافقا مع أهداف ثورة 25 يناير، ونرجوك أن تشرف بنفسك على انتخابات رئاسية مبكرة ورفض هو ذلك، فنحن أمام جيش أولا أخذ الموقف الصحيح فى 25 يناير، عندما فتح الباب لتقدم الثورة، وثمة مسار خاطئ حدث فى ثورة 25 يناير وينبغى أن يصحح، وبالتالى ستظل ثورة يناير هى الأصل و30 يونيو هو تصحيح لما جرى فى سياق هذا الأصل.

• القوات المسلحة ستلعب دورًا في المستقبل وليس لديها خيار آخر

«وفى 2014 أعتقد أن القوات المسلحة مطالبة بأن تقوم بدورها خلال الفترة المقبلة بسبب الظروف، فما لدينا طموحات كبرى وفوضى زائدة، ونحتاج إلى ترتيب هذه الأمور بحيث نستطيع أن نتقدم إلى المستقبل، القوات المسلحة مطالبة بأن تحمى هذا الشعب بكل الوسائل حتى يحزم أمره تجنبا للفوضى، حتى الفوضى أنتجت أشياء كثيرة جدا جزء كبير منها قلة الثقة، هل من الطبيعى أن أنظر حولى فى الحياة المدنية فلا أجد من لا أستطيع أن أطمئن إليه، هناك أناس تتمتع بحسن النوايا لكن يبقى السؤال ما هى قدراتهم؟ هل يمكن تحديد حزب أستطيع الارتكان إليه؟ لا أريد أن آخذ هذه الأحزاب واحدا واحدا لكن فى النهاية لا يوجد حتى الآن فى هذه الأحزاب من هو قادر على تحمل مسئوليات المستقبل، وهى مسئولية تنظيم الفوضى وفتح الطريق إلى مستقبل فى 2014.

وحول توقعاته فيما إذا كان الفريق أول السيسى سوف يرشح نفسه للرئاسة أم لا يقول: «حتى هذه اللحظة أنا لا أعرف، نحن نقول إنه الحل والمشكلة فى نفس الوقت، هو حل لأنه حل الضرورة، لم يكن أمامى حزب قادر ولم يكن أمامى زعامة معتمدة، ليس لدينا سعد زغلول أو غيره ولا أحمد عرابى، عندى حالة ضرورة وطنية ألجأت الشعب إلى قواته المسلحة، فالشعب يرى أنه بحاجة إلى حماية لكى يستطيع أن يتدبر أمر المستقبل، فإذا كنا لجأنا إلى القوات المسلحة لأجل هذه الطمأنينة بشكل ما، كما أن السيسى رجل لعب ثلاثة أدوار رئيسية، الأول أنه توقع قضية التوريث، ثم دوره فى 30 يونيو، لكن يجب أن نعلم أن كل هذه المعارك كانت دفاعية بالأساس، والآن هو مطالب بأن يحمى المستقبل فى عملية قد تبدو هجومية، والمؤسسة الآن أصبح دورها حيويا، ولابد أن تلعب دورا مهما فى مرحلة توفير الاختيارات المهمة، وقد تكون هذه الاختيارات صعبة.

«وهناك الخارج الذى يعانى من مشكلة كبيرة جدا لأن خططه كلها التى كانت مبنية على ظرف معين سقطت، مثلا ونحن نتحدث عن التنظيم الدولى للإخوان المسلمين لم نعرف له وجها إلا عندما جاء الإخوان إلى السلطة، وقبل ذلك لم نكن نعرف له وجها لأن هناك دولة خرجت لتبنى المشروع المقبل، وهى تركيا، وهناك من يقف فى الخارج فى عصبية شديدة لأننا أسقطنا مشروعا أكبر بكثير جدا منك عندما أنقذنا البلد، وغريبة جدا أن تكون الإشارات الواردة من واشنطن واضحة رغم كونها منقسمة، لكن جزءا منها واضح يقول لك بلاش السيسى».

«وهناك تصور أن تركيا ممثلة فى أردوغان معرضة لذات الخطر، وقد يظهر فيها جيش تركى يقوم بدور ما، والأدوار التى قام بها الجيش التركى ليست سيئة فى مرات كثيرة جدا، ليس صححيا أن كل ما حدث من الجيش التركى كان انقلابات ضد حكومات مدنية، لكن تدخل الجيش هنا كان ضد حكومات مدنية فقدت دافعها، وفى كل مرة حاول الدخول للحفاظ على ميراث الأتاتورك».

«السيسى ليس حائرا فقط، لكن الرجل يرى ويسمع من يدعوه، ويشعر أن دور القوات المسلحة مهم جدا فى الفترة المقبلة، ويخشى على هذه القوات المسلحة، يقول لى وأنا لا أفشى سرا فى هذا، أستاذ هيكل أنا لا أريد أن يشعر أنى أطلب ثم أترفع عن المسئولية، أنا فى اعتباري أشياء كثيرة جدا، فأنا حريص على القوات المسلحة إزاء هذه الدعوات الموجودة التى تقول يسقط حكم العسكر، وأقول لهم أين حكم العسكر فى ظل حكومة مدنية ورئيس مدنى؟ فإذا كنت أنا فى السلطة وقيل يسقط حكم العسكر، فلا أريد أن الثقة بين الشعب والقوات المسلحة تتدهور، لأن القوات المسلحة هى الحائط الأخير الذى يحمى الشعب من الفوضى.

يكمل الأستاذ هيكل: «لا يمكن أن تستمر أن تكون السلطة فى مكان والقوة فى مكان آخر، لأن هذا يحدث ازدواجية لا يمكن أن تنجح، وليس لها داع، فإذا كنا نريد الاستقرار ولا أريده أن يكون الاستقرار بمعنى الجمود لكن بمعنى انتظام الأمور فى سياق معين واضح أمام الناس ومقبول منهم وتنفيذه بإرادتهم، هنا مشكلة ولديه محاذير أولها الضغط الخارجى وأنا أتصور أنها كبيرة، ويمكن وسأقص ما سمعته منه مباشرة فى المرات القليلة التى أقابله فيها، يشعر بالضغوط موجهة عليه ويشعر بالرسائل موجهة إليه مباشرة مفادها بلاش، ولمن يقول تجنبوا هذا الترشيح أقول: ما هو البديل؟ لا أحد يقول ما هو البديل.

«على أى أساس عندما نقول السيسى فلديه من الرصيد ما يزكيه بشكل ما أنه قادر وغير ذلك، وأنه قاد خطوات كبرى فى الانتقال بهذا البلد سواء برفض التوريث أو حماية 25 يناير ثم 30 يونيو، وهى مخاطر التغيير وهذه مهولة، الناس يصل بهم اليأس مرات وقد سمعنا هذا فى قاعة محكمة قريبا، يا جمال يا مبارك الرئاسة فى انتظارك.

• وزير الدفاع قد يحدد موقفه من الرئاسة قبل أو بعد الاستفتاء والأمور ستفرض عليه ما لا يرضاه

وعن المستقبل يؤكد الأستاذ هيكل أن القوات المسلحة سوف تلعب فيه دورا بالضرورة، ليس لديها خيار فيه، وأعتقد أن الأمور قد تفرض على الفريق السيسى ما لا يرضاه، أظن أنه يتدبر موقفه لكن أظن أن موعد الاستفتاء هو ذات الموعد الذى يراه ضروريا لقطع كل هذا الشك.

«هناك مزايا أن يقول هذا قبل الاستفتاء مثل أن يعطى الاستفتاء عيونا يتصرف بها، وفى الاستفتاء نراهن على مجهول، حيث إن الدستور معلق بتطبيق وقوانين تصدر بتنفيذه، وهنا التصور سيكون على احتمال ليست له ملامح له خطوط عريضة دون قسمات وجه حقيقية وملموسة ربما لو تقدم وقت الاستفتاء قد يعطى لهذا المستقبل ملامح».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى