الأخبار

قعدة الحزانى.. ولا البيع بالخسارة

انتهى الموسم وبقيت حلوى المولد مرصوصة على الأرفف وداخل علب الهدايا المنمّقة، كانت قبل أيام بضاعة ثمينة لدى أصحابها يعرضونها بتباهٍ حتى أصبحت عبئاً ثقيلاً يتمنون الخلاص منه بأى طريقة، من سيشترى حلوى المولد بعد انقضاء الموسم؟.. سؤال يراود الباعة ويدفعهم إلى إزالتها من على الأرفف وتصريفها بطريقتهم.

«هابيعها بالخسارة، واللى هيتبقى هاغلفه وأبعته لدور الأيتام»، هكذا وجد الحاج يحيى عبدالفتاح، طريقاً للخلاص من الحلوى المتراكمة داخل محله ببشتيل فى الجيزة، محمّلاً بعض التجار مسئولية عدم بيع الحلوى، بسبب جشعهم الذى أدى إلى ارتفاع أسعارها: «المفروض الحاجة لو غليت جنيه، أغليها جنيه، مش 10 جنيه». كان يبيع الكيلو بـ30 جنيهاً، وهو الأرخص، مقارنة بالسوق، وبعد انتهاء الموسم، عرضها بـ25 جنيهاً، وأحياناً 20: «فيه ناس ظروفها صعبة بتستنى لما المولد يخلص والحلاوة ترخص علشان تشتريها، أنا عملت كده، أول ما الموسم خلص رخّصت الأسعار، واللى هيتبقى هاتبرع بيه لدار أيتام».

«يحيى»: هاتبرع بيها لدار أيتام.. «إسلام»: خفضت السعر للنص وبرضه مفيش زباين «زاهر»: اللى يجيب لى زبون ياخد علبة هدية.. و«نادى»: هاوزعها على الأهل والأقارب

إسلام محمد، بائع حلوى المولد، قرّر تخفيض الأسعار إلى النصف، لإيمانه بأن زهوة الفرحة بحلوى المولد انتهت: «أنا رخّصت الأسعار علشان أصرّف البضاعة اللى عندى، رغم أنى متأكد أن الحلاوة بعد المولد مالهاش طعم».

عمرو الصياد، حلوانى، قرر إعادة تدوير الحلوى وتحويلها إلى سكر، وذلك فى مصانع الحلوى المتخصّصة فى ذلك: «أنا كمان رخّصت السعر للنص، كنت بابيع الكيلو بـ40 دلوقتى بابيعه بـ20 علشان عندى 5 محلات مليانة، وخسارتى كبيرة».

لجأ إسلام زاهر، إلى نظام السمسرة: «اللى يجيب لى زبون ياخد علبة هدية»، فلم يجد أمامه طريقة أخرى لتعويض الخسارة التى تعرّض لها هذا الموسم: «خفّضت السعر من 45 إلى 20 جنيه، وبرضو مفيش زباين، قلت خلاص أوزع علب هدية على اللى يجيب لى زباين، وكده كده خسرانين، المهم نخلص البضاعة اللى عندنا». أما نادى محمود، فكانت لديه رؤية مستقبلية لما يحدث: «اشتريت كمية قليلة خالص، لأن السوق مش مظبوطة، وبعت بسعر أقل علشان أقدر أجيب حق البضاعة»، مؤكداً أنه فى هذا العام لا ينتظر أى مكسب من الحلوى مثل السنوات السابقة.

يفكر «نادى» فى توزيعها على أقاربه: «مش هاعرف أخفّض سعر البضاعة أكتر من كده، ولسه عندى بضاعة تقريباً 150 أو 200 كيلو، وفى الآخر هاوزع اللى هيتبقى على الجيران والحبايب والبيت عندى»، موضحاً أن توزيعها بالمجان وكسب محبة الناس أفضل من بيعها للتجار بأقل من ربع ثمنها: «التجار لو أخدوها هيكون بربع التمن وكده حرام، أوزعها ببلاش أحسن».

أما هانى جاد، فيفكر بشكل مختلف عن زملائه، حيث قرّر الاستمرار فى عرض بضاعته بنفس سعرها حتى بعد انتهاء الموسم: «ولا هاعمل أى حاجة، خليها موجودة، لحد ما تخلص، ولو اتبقى حاجات بسيطة هابيعها للتجار الصعايدة اللى بيقعدوا فى الموالد.. خسارة قريبة ولا مكسب بعيد».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى