الأخبار

أعياد المصريين في يناير

 

67

 

 

أربع مناسبات كبيرة وعظيمة يعيشها المصريون فى شهر يناير الجارى, فقد جمعت المصادفة الفلكية بين عيد الميلاد المجيد, ومولد النبى صلى الله عليه وسلم بفارق اسبوع واحد بين المناسبتين.

 

كما جمعت المصادفة السياسية بين احتفالين آخرين, هما الفرحة باقرار الدستور الجديد حسبما يأمل معظم المصريين, حيث تحدد يومى 14 و15 للاستفتاء عليه, والتصويت عليه بـ نعم يعطينا الامل فى عودة الاستقرار الذى افتقدناه كثيرا، ويضعنا على طريق الدولة المدنية التى طالما حلمنا بها كثيرا, وبعد هذه المناسبة باقل من عشرة ايام تأتى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير التى كانت بمثابة الضوء فى نهاية النفق المظلم, مما ساعدنا على الخروج من الظلام إلى النور, ومن الهواء الفاسد الذى تراكم لسنوات طويلة دون تجديد, إلى النسيم النقى الذى ينعش الروح ويقوى البدن ويجدد الفكر.

الاحتفالات الاربعة لها خصوصية مصرية , فنحن الدولة التى حددت ميلاد المسيح بيوم 7 يناير, ورفضت كنيستنا الاحتفال به يوم 24 ديسمبر مثل كنائس الغرب الكاثوليكية, ففى البداية تم تحديد يوم ميلاد المسيح فى 7 يناير, وبعض سنوات غير قليلة أعاد بعض علماء الغرب الحساب مرة اخرى وقالوا ان ايام السنة 365 يوما وجزء من اليوم, وانه اذا تم حساب هذا الجزء على مدى مئات السنين فان مولد المسيح يكون فى 24 يناير, ولكن قادة الكنيسة القبطة الارثوذكسية تمسكوا بالاستمرار فى الاحتفال فى اليوم الذى تم تحديده من قبل, ورفضوا الاعتداد بحساب الغرب, واستمرت الاحتفالات المصرية فى يناير, ايضا مصر ضمن دول اسلامية قليلة ولعلها الوحيدة التى تحتفل بذكرى مولد النبى عليه الصلاة والسلام.

فهناك دول تحرم هذا الاحتفال وتعتبره بدعة، وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة فى النار, ولكن الفقهاء والشيوخ المصريين لم يجدوا مانعا شرعيا فى الاحتفال بالذكرى العظيمة , واحب المصريون هذا الاحتفال الذى يذكرهم بالرسول الكريم, وصنعوا فيها الحلوى التى اشتهرت بها مصر منذ ايام الفاطميين وحتى الآن.

دستور 2014 علامة على تفرد الشعب المصرى الذى قام بثورتين فى سنتين, وهو امر ادهش العالم , وغير بعيد عنه ذكرى ثورة 25 يناير التى قال عنها الرئيس الامريكى اوباما يجب ان يدرس التلاميذ فى المدارس ثورة المصريين , لقد صنع الشعب المصرى ثورة غير مسبوقة وعندما سرقها الاخوان قام بثورة اخرى خرجت فيها ملايين لم يشاهد العالم اعدادا مثلها من قبل, ولان ثورة 30 يونيو كانت متتممة لثورة يناير فقد شاءت الاقدار أن يتم الاحتفال باول خطوة على طريق تحقيق مطالبها وهو اعداد دستور مدنى يليق بمصر, مع اقتراب ذكرى الثورة التى تعلم منها الجميع.

اربع مناسبات جميلة فى شهر واحد, وفى بداية العام الجديد وكأنها اشارة وعلامة على أنه عام سعيد أن شاء الله

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى