الأخبار

أشهر قصص المبدعين التى انتهت بالانتحار ورسائلهم قبل الرحيل

184

كتبت رحمة ضياء

عاشوا حياتهم تحت الأضواء، لكن الشهرة لم تمنحهم السعادة التى يحلمون بها ففضلوا الرحيل، بعضهم اختار الطريق الأسرع عبر رصاصة نقلته للعالم الآخر وهناك من اختار طريقة أنيقة للرحيل عن دنيانا عبر الأقراص المهدئة أو طريقة رومانسية بالتعمق فى البحر الذى ابتلعها دون عودة.

فيرجينيا وولف

أديبة إنجليزية تصنف كواحدة من أهم الرموز الأدبية المحدثة فى القرن العشرين، عاشت حياة زوجية هانئة ونالت تقديراً كبيراً على روايتها، لكن هذا لم ينتشلها من حالة الاكتئاب التى أصابتها وزادت حالتها سوءاً بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وتدمير منزلها فى لندن والاستقبال البارد الذى حظيت به السيرة الذاتية التى كتبتها لصديقها الراحل روجر فراى حتى أصبحت عاجزة عن الكتابة.

وفى 28 مارس 1941 ارتدت فيرجينيا معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها فى نهر أوس القريب من منزلها، ووجد جسد وولف فى 18 أبريل 1941 ودفن زوجها رفاتها تحت علم فى حديقة مونكس هاوس فى رودميل ساسيكس.

وفى رسالة انتحارها كتبت لزوجها:
“عزيزى، أنا على يقين بأننى سأجن، ولا أظن بأننا قادرون على الخوض فى تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، كما لا أظن أننى سأتعافى هذه المرة، لقد بدأت أسمع أصوات وفقدت قدرتى على التركيز، لذا سأفعل ما أراه مناسباً، لقد أشعرتنى بسعادة عظيمة ولا أظن أن أى أحداً قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الاثنين سوية إلى أن حل بى هذا المرض الفظيع، لست قادرة على المقاومة بعد الآن، وأعلم أننى أفسد حياتك وبدونى ستحظى بحياة أفضل، أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ، جل ما أريد قوله هو أننى أدين لك بسعادتى، لقد كنت جيداً معى وصبوراً علىّ، والجميع يعلم ذلك، لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذنى فسيكون أنت، فقدت كل شىء عدا يقينى بأنك شخص جيد، لا أستطيع المضى فى تخريب حياتك”.

مارلين مونرو

أسطورة السينما الأمريكية وملكة الإغراء التى لم تَظهر من تقاربها جمالاً وسحراً وأنوثة وعذوبة وبراءة معاً، توفيت منتحرة بطريقة أنيقة بعد تناول جرعة زائدة من الدواء يوم 5 أغسطس 1962 حيث وجدت عارية فى سريرها فى بيتها فى لوس أنجلوس وكان عمرها 36 سنة، فى حادثة غامضة حتى الآن لكنها سجلت: “انتحارا بالحبوب المنومة والكحوليات”.

ربما تفسر الرسالة التى كتبتها مارلين مونرو عام 1960، أى قبل وفاتها بعامين، سر انتحارها، وتبين مقدار المرارة التى كانت تشعر بها، فقد جاء فى الرسالة:

“لدى إحساس عميق بأننى لست حقيقة تماماً، بل إننى زيف مفتعل ومصنوع بمهارة، وكل إنسان يحس فى هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت وآخر، ولكنى أعيش هذا الإحساس طيلة الوقت، بل أظن أحياناً أننى لست إلا إنتاجاً سينمائياً فنياً أتقنوا صُنعه”.

فان جوخ

عاش حياة فنية زاخرة وحياة عقلية مضطربة كان يتعافى منها بين الحين والآخر حتى تفتك به نوبة جنون جديدة كانت المرة الأولى حينما قطع الجزء الأوطأ من أذنه اليسرى بواسطة شفرة حلاقة، ثم انهار.

ظل ينتقل من المستشفى إلى بيته الأصفر بعد كل نوبة جديدة ففى 7 فبراير عانى من نوبة أخرى تخيل فيها نفسه بأن مسمم، نقل مرة أخرى إلى مستشفى هوتيل ديو للمعالجة، ومكث هناك 10 أيام، لكنه عاد مرة أخرى إلى البيت وفى منتصف شهر يوليو حاول ابتلاع لوحاته الخاصة، ولذلك وضع فى المستشفى.

فى مساء يوم الأحد الموافق 27 يوليو 1890 أخذ فان جوخ مسدساً وأطلق على صدره رصاصة، ولم يمت على الفور وبقى وصديقه ثيو سوية حتى الساعات الأخيرة من حياته، ذكر ثيو لاحقاً بأن فان جوخ أراد الموت بنفسه، فعندما جلس إلى جانب سريره قال له فان جوخ: “إن الحزن يدوم إلى الأبد”، ومات يوم 29 يوليو 1890 عن سن الـ37.

داليدا

فنانة ومغنية إيطالية مصرية ولدت فى شبرا لأبوين من المهاجرين، وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا فى جنوب إيطاليا، بدأت حياتها بالمشاركة فى مسابقة ملكة جمال مصر وفوزها بها سنة 1954، وبدأت حياتها الفنية فى فرنسا وغنت بتسع لغات: العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، وحققت نجاحاً كبيراً، لكن حياتها انتهت سنة 1987 منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، بعد أن تركت رسالة تحمل “سامحونى الحياة لم تعد تحتمل”.

إيرنست هيمنغواى

كاتب أمريكى يعد من أهم الروائيين وكتاب القصة الأمريكيين، فى سن مبكرة 1909م اشترى له أبوه بندقية صيد، أصبحت فيما بعد رفيقة عمره إلى أن قتلته منتحراً عام 1961.

تلقى همينغوى جائزة بوليتزر الأمريكية فى الصحافة عام 1953، كما حصل على جائزة نوبل فى الأدب فى عام 1954، وعاش حياة ناجحة لكنه فى آخر حياته انتقل للعيش فى منزل بكوبا، حيث بدأ يعانى من اضطرابات عقلية.

فى 1961 فى صباح أحد الأيام رأت مارى زوجته همنغواى يحمل بندقية حاولوا تهدئته وأرسلوه إلى مستشفى، حيث تلقى الصدمات الكهربائية، وأطلق سراحه فى أواخر يونيو ووصل منزل فى كيتشوم يوم 30 يونيو، بعد ذلك بيومين، وفى الساعات الأولى من صباح يوم 2 يوليو 1961، أطلق همنغواى النار على نفسه من البندقية المفضلة لديه.

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى