الأخبار

قطر.. محفظة تمويل الجماعات الإرهابية

أطلق وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تصريحات مسيئة لمصر حيث اتهم في حواره مع وكالة “رويترز”، مصر بدعم النظام السوري، والذي قال عنه إنه بمثابة دعم للإرهاب، مؤكدا أن قطر سوف تواصل تسليح المعارضة في سوريا.

ولكن بالنظر لتصريح وزير الخارجية القطري، فإنه بالأحرى يؤكد تاريخ قطر نفسها في دعم المنظمات الإرهابية، وهو ما تناولته وسائل الإعلام على مدى سنوات، لدرجة أن هناك صفحة كاملة في ويكيبيديا تتناول علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية حول العالم.

منظمة قطر الخيرية

“وجه ليبرالي والداخل إرهابي” كان هذا الوصف الذي أطلقه مركز دراسات “جيتستون” الأمريكي على قطر، حيث قال المركز إن قطر تصدر نفسها للعالم كدولة ليبرالية متفتحة مقارنة بباقي دول الخليج ذات الطبع المحافظ ولكن في الحقيقة فإن أموال قطر تذهب لجيوب المنظمات الإرهابية المتطرفة.

وأشار المركز بالتحديد لكون أهم دلائل على الدعم القطري للإهاب هو أن يوسف القرضاوي الذي يعيش في قطر ويحظى بدعم الحكومة القطرية ولديه برامجه على قناة الجزيرة لسنوات رغم تطرفه وتأييده لجماعة الإخوان الإرهابية.

والدليل الثاني هو منظمة قطر الخيرية والتي ساهمت في تمويل الإرهاب في عدد من الدول تحت غطاء المساعدات والتبرعات، وهي في الحقيقة الأموال التي أدت لعمليات إرهابية مثل تفجير السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا عام 1998، وتمويل جماعة أنصار الدين المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وتمويل الجماعات الإرهابية في شمال مالي كذلك.

وتأتي الأموال عن طريق التبرعات الخاصة من مواطنين قطريين تذهب للمؤسسة وهناك يتم توجيهها للجماعات الإرهابية وأشهر هؤلاء المتبرعين، عبد الرحمن النعيمي رجل الأعمال الذي كان حلقة وصل بين عدد من الممولين القطريين وبين تنظيم القاعدة في العراق وفي إحدى المرات نقل 2 مليون دولار شهريا للقاعدة في العراق، وأرسل نحو 576 ألف دولار لممثل القاعدة في سوريا، أبو خالد السوري، كما أرسل 250 ألف دولار لحركة الشباب الصومالية.

وكل هذا أكدته تحقيقات وزارة الخزانة الأمريكية التي وضعت النعيمي على قائمة العقوبات الخاصة بممولي الإرهاب، الأمر الذي يثير الريبة حيث تعاقب الولايات المتحدة الوسيط في عملية تمويل الإرهاب ولكن ليس الدولة التي مولت الإرهاب من أجل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في الدولة الخليجية.

أنصار الشريعة

في تقرير مفصل، نشرت صحيفة “التليجراف” البريطانية كيف أن قطر تتحمل مسؤولية صعود داعش وباقي الجماعات الإرهابية في المنطقة، فالإنقسام في ليبيا جاء نتيجة حكومة متحالفة مع مليشيات فجر ليبيا وجماعة أنصار الشريعة المسؤولة عن قتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز أثناء اقتحام القنصلية الأمريكية ببنغازي في 2012،

وجماعة أنصار الشريعة وفجر ليبيا تحظيان بالدعم القطري، حيث أرسلت قطر طائرات محملة بالسلاح لمليشيات فجر ليبيا، وبحسب تصريحات مصادر حكومية غربية للصحيفة فإنه تم رصد هبوط عدة رحلات طيران في مصراته مقر مليشيات فجر ليبيا وكلها طائرات تحمل السلاح حتى بعدما كان يفترض أن نظام القذافي سقط ولا حاجة للقتال.

أحرار الشام

كانت أيضا من التنظيمات التي حصلت على الأموال القطرية على الرغم من أن جبهة أحرار الشام تنظيم جهادي إرهابي لدى معظم دول العالم لكن قطر مولته ولم تخف هذا الدعم حيث تشير الصحيفة إلى أن وزير الخارجية القطري السابق خالد العطية قال في 2014 عنها “حركة سورية بالكامل”.

ولكن في الحقيقة كانت الأموال والسلاح ينتقل من قطر للجماعة الإرهابية ولم تبرر قطر هذا سوى بأن حركة أحرار الشام تلقت الضربات والخسائر في قتالها أمام داعش والنظام السوري.

داعش

في نوفمبر 2014 قال ديفيد كوهن مسؤول وزارة الخزانة الأمريكية لشئوون الإرهاب إن قطر “بيئة نشطة لتمويل الإرهاب” وهو ما كشفته وثيقة نشرتها CIA ومعهد واشنطن للحديث عن استراتيجيات الأمن القومي الأمريكي.

وبحسب الوثيقة فإن عبد الكريم آل ثان وهو عضو من العائلة المالكة القطرية كان يدير منزلا آمنا لأبو مصعب الزرقاوي مؤسس القاعدة في بلاد العراق وهو التنظيم الذي أصبح فيما بعد “داعش”.

وتشير الوثيقة الأمريكية إلى أن آل ثاني منح جوازات سفر قطرية للزرقاوي ووضع مليون دولار في حساب مصرفي من أجل تمويل التنظيم.

وكان أحد كبار المتبرعين القطريين للحساب الداعشي رجل الأعمال القطري عبد الرحمن النعيمي الذي نقل 2 مليون دولار شهريا للتنظيم.

القاعدة

بنفس أسلوب دعم داعش حصل تنظيم القاعدة وأطرافه في سوريا وليبيا على دعم قطر من المال والسلاح، وقالت صحيفة “التليجراف”، أن قطر مولت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، وجاءت التمويلات عن طريق رجال أعمال ومواطنين قطريين بحسب تقرير لموقع stopterrorfinance الخاص بتتبع الأنشطة الإرهابية وتمويلها.

وكانت وسيلة انتقال الأموال عن طريق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت في 2013 باسم “مديد أهل الشام” اضطرت قطر لإيقافها في 2015 بعدما انكشف أمرها إعلاميا وأن الأموال ذهبت لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي.

الإخوان

جماعة الإخوان الإرهابية حصلت على نصيب الأسد من الدعم العلني من قطر سواء بإيواء الشيخ المتطرف يوسف القرضاوي وغيره من القيادات الإخوانية الهاربة، ولم تخف قطر هذا حيث قالت الحكومة القطرية مرارا إن دعمها للجماعة الإرهابية هو دعم لحزب سياسي  ونقلت وسائل إعلام غربية في أبريل 2015 التصريح الذي أطلقته وزارة الخارجية القطرية وأرفقته بعبارة أن هذا لا يعد تدخلا في الشأن المصري على الرغم من كون جماعة الإخوان تم حظرها قانونا في مصر كجماعة إرهابية شن أفرادها الهجمات الإرهابية لإثارة الاضطراب في مصر.

وهذا بخلاف الدعم الإعلامي لجماعة الإخوان الإرهابية والمتمثل في قناة الجزيرة التي حرضت على الدولة المصرية وعملت على تشويهها ببث أخبار كاذبة أو بصنع مواد إعلامية محرضة على الجيش المصري وأخرها فيلم “العساكر”.

الأجندة

بعد كل هذا كان من الطبيعي أن توجه الأسئلة لقطر حول دعمها للمنظمات الإرهابية، وهو السؤال الذي وجهه صحفي CNN كريستيان أمانبور لأمير قطر تميم بن حمد، حيث قال له “هناك حديث أن قطر ليست صديق حقيقي للولايات المتحدة بسبب دعم المنظمات المتطرفة” حينها قال أمير قطر “لست في معسكر ضد أخر أنا لدي تفكيري الخاص”.

وكان الهدف من الدعم القطري للإخوان هو مجرد سلسلة من عمليات الدعم القطري لجماعة الإخوان الإرهابية بفروعها في عدد من الدول العربية كنوع من التأمين الشخصي لقطر، حيث أن قطر نفسها لا تشهد اي نشاط لجماعات إسلامية متطرفة، وكثير من الجماعات التي تدعمها قطر هي نفسها محظورة داخل الدولة الخليجية، لكن في نفس الوقت يمثل الدعم ذراع نفوذ لقطر في الدول العربية للدولة صغيرة الحجم التي تسعى لمنطقة نفوذ في الشرق الأوسط باعتبارها الدولة الأغنى عالميا من حيث دخل الفرد.

دوت مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى