الأخبار

ابنى الوحيد راح

231

 

 

 

قالت السيدة سامية عز العرب الشيخ، والدة الشهيد محمد الجندى، إنها شاركت فى الاستفتاء على الدستور الجديد لأنها قررت بعد استشهاد ابنها الوحيد أن «تحارب شلالات الدماء». ووصفت فى حوارها مع «الوطن» يوم الاستفتاء بأنه كان «جميلا، شمسه ساطعة، بشكل يدعو إلى التفاؤل بمستقبل مصر، حيث بدأ بعدة مناسبات، يأتى فى مقدمتها مولد السيد المسيح، والمولد النبوى وفى النهاية ذكرى ميلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر»، وأضافت أن المرأة المصرية لعبت دورا مهما فى الحياة السياسية منذ أحداث 30 يونيو والاستفتاء على الدستور، حيث يشهد التاريخ بالدور البارز للعديد من السيدات بمختلف أعمارهن ومستوياتهن الاجتماعية أثناء المشاركة فى الاستفتاء للوصول بمصر إلى بر الأمان.. وإلى نص الحوار.

«السيسى» فارس لكنه يحتاج لحصان قوى.. والبلد حالتها ما تسمحش

 

 

■ ما رأيك فى دستور 2014؟

– بعد قراءة دقيقة لـ247 مادة من الدستور المصرى الجديد أرى أنه بداية حقيقية لاستقرار مصر، فأنا راضية عنه بنسبة 70%.

■ ما سبب هذه النسبة تحديدا؟

– لأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، ولكننى أرى أن تنوع واختلاف الرموز والعناصر السياسية فى «لجنة الخمسين» بارقة أمل تحثنى على ضرورة المشاركة، خاصة الدور المهم الذى لعبه الأنبا بولا أسقف الغربية الذى تربطنى به علاقة قوية بالتعاون مع ممثل الأزهر، بالإضافة إلى انضمام العامل الشبابى فى اللجنة، علاوة على المادة 16 التى تنص على (تلتزم الدولة بتكريم شهداء الوطن، ورعاية مصابى الثورة، والمحاربين القدماء والمصابين، وأسر المفقودين فى الحرب وما فى حكمها، ومصابى العمليات الأمنية، وأزواجهم وأولادهم ووالديهم، وتعمل على توفير فرص العمل لهم، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون. وتشجع الدولة مساهمة منظمات المجتمع المدنى فى تحقيق هذه الأهداف).

■ ما تفسيرك لمشاهد الفرحة التى طالعناها على وجوه السيدات من رقص وزغاريد أمام اللجان أثناء عملية الاستفتاء؟

– السيدات أنواع وتختلف كل منهن فى طريقة التعبير عن مشاعرها، فيه ست ترقص، والتانية تغنى، وفيه واحدة ترفع إيديها للسما وتقول «يا رب لك الحمد» وإن كنت غير راضية عن الطريقة التى عَبرت بها بعض السيدات عن سعادتهن. بنجاح الاستفتاء.

■ لماذا؟

– لأنه لا بد من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى فى السراء والضراء، لكن إحنا شعب بنفتكر ربنا فى المحنة بس.

■ بعض السيدات أمام اللجان قلن إن السبب وراء مشاركتهن فى الاستفتاء هو الرغبة فى ترشيح السيسى رئيسا.. ما تعليقك؟

– هذا ليس صحيحا، وفى تقديرى أن المرأة أو المواطن بوجه عام يشعر أن الفريق السيسى هو رمز للمؤسسة العسكرية التى يحتمى بها، والبلد ليس بحاجة إلى فارس فى شخص السيسى، لأن الفارس يحتاج إلى حصان قوى يمتطيه، والبلد فى حال لا يسمح بذلك، فهو يحتاج إلى «خيّال» شاطر يحترم الفرس ويعالجه ويهتم به قبل أن يبدأ فى تدريبه.

■ ما الدافع إذن وراء مشاركتك شخصيا ومشاركة السيدات بمختلف أعمارهن فى ثورة 30 يونيو والاستفتاء على دستور 2014؟

– عن نفسى، بعد وفاة ابنى الوحيد قررت أن أحارب شلالات الدماء بعقد عدة مؤتمرات على مستوى محافظات مصر، أحث فيها الشباب الثائر على التروى قبل اتخاذ القرارات المصيرية، والسيدات كافة يخرجن لنفس السبب، وهذا الموقف سببه عدم خلو أى بيت مصرى من أبناء ذات توجهات سياسية مختلفة، ولأن الأم بمثابة (إسفنجة) عليها أن تمتص آلام ومعاناة أسرتها وتحاول تعدل كفتى الميزان وتطبطب دايما، عشان أسرتها متنفجرش حتى لو كلفها حياتها، إضافة إلى حالة الفقر التى خيمت على المجتمع فى الآونة الأخيرة بفعل جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى.

ومعظم السيدات تعانى حالة كبت شديدة عندما ينظرن فى وجوه أبنائهن، اللى متجوزتش عشان مفيش فلوس، واللى مش لاقى وظيفة، والأب اللى خرج على المعاش، وهى لازم تسكت وتستحمل وتقتصد فى مصروف البيت عشان تلبى جميع الرغبات.

■ فى كل الدساتير السابقة لم تحصل المرأة على حقوقها ومع ذلك تقوم بالمشاركة والتفاعل.. ما السبب فى رأيك؟

– أى أنثى، بفطرتها، بتشيل اللقمة من بقها عشان توفرها لأولادها، لذلك تبدو المرأة فى النهاية مستسلمة وراضخة من أجل (لقمة العيش)، لكن من لم يعلم شعور الأمومة لن يدرى حقيقة القوة التى تكمن فى ضعف السيدات، فالست مننا بتبص على المجمل العائد من وراء استفتاء، أو انتخابات أو غيرها، المهم تكون حاجات تهم زوجها وولادها وبعد كدا تبص على نفسها، ودا انعكاس للعلاقة الأسرية، الأم آخر واحدة بتاكل بعد ما تطمئن أن كل أولادها كلوا وشبعوا.

■ هل سيتوقف دور المرأة عند المشاركة فى العملية السياسية بعد الاستفتاء؟

– بالطبع لا، بالعكس، فالعمل سيبدأ من نهاية تلك النقطة، وعندما تستقر الأوضاع فى مصر ستبدأ المرأة بفرض كيانها الأنثوى على المجتمع الذى يتعامل بالفطرة الذكورية.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى