الأخبار

خالد جلال: «ستديو الممثل» لا يعترف بـ«الواسطة»

 

246

 

نجح مركز الإبداع الفنى بقيادة المخرج الكبير خالد جلال، في أن يحقق طفرة كبيرة في الحياة الفنية، وأن يكتشف من خلال ورشة الممثل التي تأسست منذ 12 عاما عددا كبيرا من المواهب الشابة التي حققت النجومية فيما بعد، مثل نضال الشافعى وسامح حسين ومحمد شاهين وإيمان السيد ومحمد سلام وبيومى فؤاد وياسر الطوبجى، ومازال المركز يواصل عمله في تقديم واكتشاف المواهب.

استضافت «المصرى اليوم» المخرج خالد جلال والفنان نضال الشافعى، لتتعرف منهما على تجربة ورشة مركز الإبداع وكيف أضافت للحياة الفنية.

■ كيف كانت بداية استديو مركز الإبداع الفنى؟

– خالد جلال: الاستديو بدأ سنة 2002 في مركز الإبداع الفنى، وقبلها بفترة كنت أتولى إدارة مسرح الشباب عندما عدت من إيطاليا، حيث سافرت في بعثة بعد حصولى على جائزة الدولة في الإبداع، ووقتها بدأت فكرة استديو الشباب في المسرح لأنى وجدته يقدم كل شىء إلا الشباب، وكان كل من يمثل ويخرج فنانين كبارا في السن، فقررت عمل ورشة في مسرح الشباب يكون قوامها من الشباب، وبعد عامين استطاعوا أن يفوزوا بالعديد من الجوائز، وعندما توليت رئاسة مركز الإبداع قررت أن أعيد نفس التجربة لكن بشكل احترافى، فأعلنت عن عمل ورشة طويلة وأن التدريب سيكون لكل الفنانين الموهوبين في كل المجالات؛ الديكور والإخراج والتمثيل، وتقدم عدد كبير وللأسف نحن لا نقبل في هذا المكان إلا الموهوبين الذين يستحقون الحصول على هذه المنحة الدراسية المجانية، التي تقدمها وزارة الثقافة من صندوق التنمية الثقافية واخترنا مجموعة منهم للتدريب عام 2003 وتخرجوا عام 2005، وكانت الدفعة الأولى هي الاختبار الشخصى لى في نجاح المشروع من عدمه، وخرج منها نجوم كثيرون مثل نضال الشافعى الذي كان وقتها معنا في مسرح الشباب، والذى حدث له نقطة تحول فنى عندما جاء المخرج شريف عرفة والتقطه هو ومحمد شاهين.

■ ما الصعوبات التي واجهت هذا المشروع؟

– خالد جلال: اعتبر المشروع محظوظا لأنه في ذلك الوقت كان وراءه الوزير فاروق حسنى، الذي كان يدعمه لأنه كان مؤمنا بفكرة دعم الشباب الموهوب، وكان المكان وقتها مثل الحلم، والشاب الموهوب وقتها كان يتلقى الدراسة على يد 14 أستاذا وأستاذة لمدة عامين يدرسون «إلقاء وإخراج وإتيكيت وتمثيل وتصوير فوتوغرافى»، وحتى لجنة التحكيم كانت من كبار المخرجين والمبدعين، ولم توجد صعوبات في المرحلة الأولى لأن وزارة الثقافة تبنته والمشكلة التي قابلتنا بعد ذلك هي ازدياد عدد المتقدمين، فعلى سبيل المثال الدفعة الرابعة التي ستتخرج قريبا تقدم لها 5000 ونحن نقبل 200، وفى الدفعة الأولى كنا نأخذ 60، والصعوبة تأتى من أننا نحاول أن نستوعب أكبر عدد ممكن لكى نوسع رقعة الاستفادة، وواجهتنا صعوبات مالية بعد انفصال وزارة الآثار عن الثقافة، وبالتالى تراجع الميزانية المخصصة لصندوق التنمية الثقافية، لذلك بدأنا مؤخرا في عمل كورس مدفوع بجانب المنحة المدعومة ليغطى العجز.

■ ما هي فلسفة صناعة النجم التي يتبعها مركز الإبداع في التدريب؟

– هناك شقان، الأول فكرة أن تحل الفنان بعناصره الأولى وتقوم بتعليمه الأساسيات، فمثلا الممثل المهارى ينقصه الجانب الغنائى والاستعراضى، والتى تساعد في خلق فنان شامل، والثانى تأهيله سلوكيا ليكون مشرفا على المستوى الشخصى، ليكون مؤهلا لكى تقدمه بطريقة محترمة تحفظ له كرامته الفنية والشخصية، لتخلق عنده أمام السوق درجة من درجات الكرامة، فمثلا كان ممنوعا لدينا أن يدخل مساعد مخرج ويختار أحد الطلاب، فمثلا ساندرا نشأت عندما اختارت نضال الشافعى للعمل في السينما لأول مرة في فيلم «ملاكى إسكندرية»، اختارته بنفسها بعد أن شاهدته في لجان تحكيم المركز، لأنهم أثناء الدراسة يعذبون في التدريب ويصلون إلى درجة احترافية عالية تستحق أن يقدموا بشكل محترم، ودائما أقول لهم «انتو في معسكر روسى قاسى جدا وتدريب يومى ولكن في النهاية يكونوا وسام على صدركم» وكما يقولون في الجيش: العرق عند التدريب يوفر الدم عند المعركة، وأكثر من أفادنى في تجربتى شخصان؛ مخرج فرنسى لديه مسرح في مدينة أفنيون، وهى مدينة المسرح في فرنسا حيث رأيته وهو يقود الممثلين، وكيف أن الروح هي أهم ما في العمل الفنى، وكيف تكون طبيبا نفسيا قبل أن تكون مخرجا، والثانى المخرج الإيطالى دانيلو كارمونتى وهو لديه مشروع اسمه المعمل الدولى للتعليم الإيطالى، وعلمنى كيف أنسج من ارتجال الممثلين عرضا واحدا».

■ ما الدافع وراء إصرارك على استمرار المركز وتحمل هذه المسؤولية الصعبة؟

– خالد جلال: في بداياتى ساعدنى كثير من الأساتذة المبدعين حتى «وقفت على رجلى» مثل نهاد صليحة ونبيل بدران وآمال بكير وأحمد سخسوخ وفاروق حسنى وسناء فتح الله ومنحة البطراوى، فشعرت أننى لابد أن أرد الجميل لكل الموهوبين، وأمد لهم يد العون عن طريق الإصرار على نجاح مركز الإبداع خاصة أنه المكان الوحيد في مصر الذي ليس به أي وساطة.

■ ما الذي ينقص مركز الإبداع لكى يقدم مبدعين أكثر؟

– خالد جلال: المركز نفسه لا ينقصه شىء، ولكن يجب أن تتكرر التجربة في محافظات أخرى غير القاهرة لكى نستفيد أكثر، ويكون الموضوع أشمل لأن المركز في النهاية مهما استوعب من عدد سيكون محدودا، ولا نستطيع أن نغطى كل المواهب الموجودة في مصر، لأنه بذلك سيلعب دور الكشاف ليس في التمثيل فقط، ولكن في التصوير الفوتوغرافى والشعر وغيرهما من الفنون.

■ نضال، أنت خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، فما الذي جعلك تلتحق مرة ثانية بمركز الإبداع؟

– نضال الشافعى: وجودى مع خالد في مسرح الشباب، وقبل بداية مركز الإبداع جعلنى أعيش معه التجربة منذ ولادتها وآمنت بها، ووقتها شعرت أن أهم ما يشغل خالد هو كرامة الممثل، وشعرت معه أنه سلعة غالية كما أدركت أن المركز قائم على شقين هما أنه «يشتغل» على الممثل وقدراته، والثانى أنه يسوقه بشكل محترم خاصة بعد أن مات كل من يصنعون نجوما محترمة أمثال رمسيس نجيب وحلمى رفلة، وشعرت أن المركز خلق ثقة وخلق جمهورا يذهب إليه، كما لفت أنظار كبار النجوم والمبدعين أمثال المخرج يوسف شاهين وعادل إمام لشباب المركز، بالإضافة إلى أننى أدركت أن المركز يتعامل مع من لديهم خبرة وموهبة ولم تأت لهم فرصة الظهور، لذلك رأيت أنه كيان كبير ومحترم، وكان سبب الهبوط الاختيارى لى، وهناك فكرة مهمة حققها مركز الإبداع وهى إعادة حب السينمائيين للمسرح والذى كان بدأ يندثر، وفكرة الكشافة التي كان يخرج من خلالها ممثلون عظام لان الثقة كانت قد انعدمت بين الممثلين والمسرح في الفترة الأخيرة، فهو أعاد جسر الثقة بين الوسط الفنى وخاصة السينمائيين بكل طوائفهم وبين الشباب والمسرح.

■ في رأيك ما الذي ينقص مركز الإبداع لكى يزيد الناتج الإبداعى في مصر؟

– نضال الشافعى: أؤيد رأى خالد جلال في الانتشار، ولكن أود أن يكون المركز متحكما في هذا النوع من الفكر الإبداعى في كل مصر، كما أتمنى أن يتسع المكان ففى النهاية الجدران لا تتحرك والمكان محدود وأنا نمت وأكلت وشربت فيه، لذلك أعرف أنه الان محتاج إلى مكان أكبر، خاصة أننا كنا 60 شخصا والان أصبحوا 200 ويحتاجون للتركيز والاستقرار، لكى يستفيدوا من المجهود الذي يبذل معهم، لذلك المركز يحتاج مكانا أكبر.

■ هل مركز الإبداع فرصة حقيقية لشباب المبدعين؟

– نضال الشافعى: عندما يقصدنى أحد شباب الفنانين المبتدئين في المساعدة أنصحه بشكل مباشر أن يتجه إلى مركز الإبداع، لأنه سيحل له عنصرين أساسيين، الأول أزمة أنه لم يخض تجربة التمثيل من قبل، وبالتالى سيحققها له، والثانى أنه لو توفرت لديه الموهبة سيكون عنده فرصة الظهور بشكل محترم، ويكون لديه فكرة الانتشار.

■ ما هي الإضافة التي قدمها لك مركز الإبداع وجعلك نجما تختلف عن غيرك من النجوم؟

– مررت بظروف وخبرات كثيرة جعلتنى أطبق مقولة خالد جلال وهى أن العرق في التدريب يوفر الدم في المعركة وأعتبر أن لدى نوعا من التحصين والفهم اكتسبته من المركز جعلنى أفرق بين الجيد والذى يشت عن الطبيعى، فقد اكتسبت خبرات وفكرا وقدرة على الاختيار وتشكيل وعى حقيقى للاحتكاك بالوسط الفنى جعلنى أستطيع إلى حد ما كيفية إدارة موهبتى وتربية وعيى الفنى، وكل هذا من خلال ما زرعه فينا القائمون على المركز بقيادة خالد جلال، وأنا فخور أننى كنت طالبا في هذا المكان تحت قيادة خالد لان المركز كان نقطة تحول كبيرة في حياتى على المستوى العملى، لانى هناك استمتعت بطعم ضحك الناس وتعلمت منه الكثير، وأتمنى أن أشارك المركز في عرض مسرحى من جديد، خاصة أننى بعد أن انتهيت من دراستى مكثت 3 سنوات بدون عمل فنى، وكنت أنوى السفر للخارج ولكن خالد شجعنى وأعطانى أملا وقال لى لا تسافر وعمل لى دعما لن أنساه.

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى