الأخبار

العصابة تدفن جثتها!!

92

 

شلال هائل من الإدانات العربية والدولية تدفق علينا أمس وأول من أمس، عقب شيوع أنباء آخر حلقة فى مسلسل الخسة والتوحش والإجرام المتفوق فى الجنون، الذى ترتكبه حاليا «عصابة الشر الإخوانية» وأتباعها القتلة ضد مصر شعبا ودولة وحضارة.

أمين عام الأمم المتحدة بان كى مون، قال فى بيان عاجل صدر بعد ساعات قليلة من التفجير الهمجى الذى استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة، وألحق تدميرا وتخريبا مأساويا بمتحف الفن الإسلامى المقابل: «لا يوجد أى سبب يمكن أن يبرر مثل هذه الأعمال الإرهابية»، وأعرب عن «خالص تعازيه للحكومة والشعب المصرى فى ضحايا الجريمة»، ودعا إلى سرعة القبض على الجناة و«تقديمهم للعدالة».

المعنى نفسه وإن كان بألفاظ وتعبيرات أشد حرارة وحماسة، قالها أمين الجامعة العربية الدكتور نبيل العربى فى بيان مماثل، سبق ولحقه فيض من البيانات الرسمية التى صدرت عن عواصم عربية مهمة، لم تكتف بالإدانة الحازمة، بل أكدت صراحة تضامنها ودعمها ووقوفها بقوة وحزم مع مصر قلب العروبة وعقلها وقاطرة تقدمها، فى لحظة مصيرية تخوض فيها ببسالة حربا شرسة ضد عصابات أشرار، لا ينافس تشوههم الخلقى والروحى إلا عمالتهم وغربتهم وكراهيتهم لهذا الوطن شعبا ودولة وجيشا.

أما على صعيد القوى الدولية الأبرز، فقد سارعت الإدارة الأمريكية إلى بث تعليقين على أخبار جرائم التفجيرات الإرهابية فى القاهرة، بدوَا متطابقين تقريبا فى المعنى والألفاظ، التعليق الأول جاء على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض «جاى كارنى»، الذى أكد للصحفيين أن «الرئيس باراك أوباما أخذ علمًا بأنباء التفجيرات التى وقعت فى القاهرة»، وحضّ من سماهم كل الأطراف «على إدانة هذه الأعمال والحيلولة دون تكرارها»، واعتبرها «تعرقل المرحلة الانتقالية وتضر بإمكانية تحقيق استقرار سياسى واقتصادى فى مصر»، كما لم ينسَ الإشارة الواضحة والصريحة إلى أن واشنطن «تتابع هذه الأحداث عن كثب، (لأن) الأمن فى مصر هو من القضايا ذات الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة».

من جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية «مارى هارف»، إن واشنطن «تدين بشدة الهجمات الإرهابية التى وقعت فى مصر»، وتمنت أن «ينال مرتكبوها العقاب القانونى» الرادع، كما حثّت «جميع المصريين على التحلى بالهدوء والصبر وقوة التحمل، خصوصا أنهم يحتفلون هذه الأيام بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير»، ولاحظت (ملاحظة ذات معنى لا يخفى على الأريب) أن «الشعب والحكومة فى مصر يبحثان حاليا عن انتقال سياسى آمن، لكن العنف يهدف (لم تشر إلى مرتكبيه) إلى تقويض مساعى الانتقال»، ثم تعهدت بـ«دعم الشعب المصرى وحثه على المضى قدما فى المرحلة الانتقالية».

على الجانب الآخر من المحيط، توالت الإدانات الأوروبية، وقالت منسقة السياسة الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى كاترين آشتون فى بيان صدر باسمها: «ندين بشدة الاعتداءات التفجيرية التى وقعت فى مصر، وأدت إلى وقوع عدد كبير من القتلى والمصابين»، وبعد أن قدمت «خالص التعازى لعائلات الضحايا» أشارت إلى أن «مصر تحتفل بالعيد الثالث لثورة 25 يناير، حين وقف المصريون ضد نظام مستبد مطالبين بالكرامة والعدالة الاجتماعية والتعددية والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان واقتصاد أفضل»، وشددت على أن «العنف لن يقرّب مصر من تحقيق رغبة الشعب فى (بناء) دولة ديمقراطية يتمتع فيها جميع المصريين بحقوق الإنسان الأساسية».

وأعربت الحكومة البريطانية فى بيان أصدره وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط عن إدانتها الشديدة «للتفجيرات التى وقعت فى القاهرة»، ودعا البيان «جميع المصريين إلى حل خلافاتهم (لاحظ) سلميا ونبذ أعمال العنف»!! طبعا، غنىٌّ عن البيان أن علامتى التعجب السابقتين لا وجود لهما فى نص بيان الوزير البريطانى، وإنما العبد لله كاتب هذه السطور هو الذى وضعهما لأسباب أظنها واضحة ومفهومة.

ولم تتخلف فرنسا عن المشاركة فى ركب الإدانة، غير أن موقفها بدا أكثر حزما ووضوحا وإيجابية، إذ خرج المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية «رومان نادال»، ليعلن أمام الصحفيين أن بلاده «تستنكر هذه الأعمال الإجرامية وتعبر عن تعازيها لأسر الضحايا، وعن تضامنها وتعاطفها مع المصابين. وتؤكد أن فرنسا تقف إلى جانب مصر فى مواجهة آفة الإرهاب». وأضاف البيان «أنه فى الوقت الذى يحتفل فيه الشعب المصرى بذكرى ثورة 25 يناير، فإن باريس تأمل أن يتمكن الشعب المصرى من الالتفاف حول قيم الوحدة والحرية والتقدم التى ألهمته قبل ثلاث سنوات»، كما لم يفت المتحدث باسم الوزارة الإشارة إلى أن «فرنسا تؤيد عملية الانتقال الجارية حاليا فى مصر».

هذه اللهجة وذلك الموقف الإيجابى نفسه عبرت عنه كل من إسبانيا وروسيا، فقد شددت الأولى فى بيان أصدرته وزارة الخارجية على «تضامنها مع مصر ودعم جهودها الهادفة لإنشاء نظام ديمقراطى يضمن للجميع العيش فى سلام وازدهار مع احترام كامل لحقوقهم وحرياتهم».

وبعد.. هل تسأل حضرتك لماذا حشدت سطور اليوم بهذه النماذج من فيض الإدانات ومواقف التضامن والدعم التى تلقيناها من أمتنا ومحيطنا الحيوى وباقى العالم شرقا وغربا؟!.. أجاوبك غدا إن شاء الله.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى