الأخبار

بيت المقدس!

69

 

 

تلك المنظمة الإرهابية الغامضة التى تسمى نفسها «أنصار بيت المقدس» من أين جاءت، وما أهدافها؟ إن جميع الحركات التى تستخدم الإسلام لتحقيق أهدافها السياسية إنما خرجت من عباءة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التى نشأت عام 1928 باعتبارها جماعة دعوية لا تسعى للسلطة لكنها سرعان ما اصطدمت بالنظام السياسى بعد أن أفصحت عن أهدافها السياسية الكامنة وهى الوثوب إلى سدة الحكم، وأشهرت سلاحها الإرهابى الخفى وهو الاغتيال والقتل والتفجير والدمار.

وهكذا اصطدمت الجماعة الإرهابية بالنظام فى عهد الملكية، كما فى عهد الجمهورية، إلى أن تصاعد صدامها بعد سقوط حكمها يوم 30 يونيو 2013 ليصبح صداماً مع الشعب المصرى نفسه وتحدياً لإرادته الشعبية.

من باطن هذه الجماعة خرجت كل حركات ما يسمى «الإسلام السياسى» من جماعات الجهاد والتكفير فى الداخل إلى حماس والقاعدة فى الخارج، واليوم تأتينا تلك المنظمة التى تطلق على نفسها اسم أحد أقدس المواقع الإسلامية دون أن تشهد أعمالها الإرهابية على أى كفاح لتحريره من دنس الاحتلال الصهيونى، وإنما ترتكز أعمالها الإرهابية على ضرب الأهداف المصرية، وعلى قتل المواطنين الأبرياء، وعلى استهداف القوات التى تحمى الأمن المصرى، أما بيت المقدس فلا وجود له عندهم إلا فى الاسم الذى يتخفون وراءه.

إن التنسيق الواضح بين الأعمال الإرهابية التى تقوم بها هذه الجماعة وبين أهداف الجماعة الأم التى جعلت قيادات الإخوان يعلنون أمام أجهزة الإعلام أن الأعمال الإرهابية ستتوقف فى الثانية ذاتها التى يعاد فيها رئيسهم المعزول إلى الحكم، إنما يثبت أن التنظيم الدولى للإخوان الذى أصبح الآن هو القيادة المركزية للإخوان بعد القبض على قياداتهم المحلية، يستخدم كل الفصائل والحركات التى تتبعه وتتلقى منه الدعم من أجل تنفيذ سياساته، التى تتلخص ليس فى تحرير بيت المقدس، ولا فى التصدى للاحتلال الصهيونى أو للضغوط الأمريكية، وإنما لضرب إرادة الشعب المصرى بالعنف والإرهاب حتى يعود عن ثورته يوم 30 يونيو ويقبل صاغراً بعودة الإخوان إلى الحكم. فهل يتساءل أحد بعد ذلك: ما علاقة الإخوان بهذه الجماعة الإرهابية؟!

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى