الأخبار

الجحيم قطر .. إيكونوميست : وزير العدل يخشى نزع جنسيته بسبب تميم

حالة شيزوفرينا وفصام نفسى يعيشها النظام القطرى فى تعامله مع شعبه وجيرانه، ففى الوقت الذى تنتشر صورة تميم بن حمد، حاكم الإمارة الصغيرة فى كل ركن وزاوية فى قطر، أصبحت عقوبة سحب الجنسية العقاب الجاهز والمعد لكل من يعارض النظام أو ينتقده.

هذا ما كشفت عنه صحيفة “إيكونوميست” الإنجليزية، مؤكدة أن انتشار صور تميم فى زوايا الدوحة بهذه الصورة المبالغ فيها اليوم يشبه انتشار صور الرئيس العراقى الراحل صدام حسين فى بغداد بالأمس، إذ أنه على الرغم من ترويج قطر لنفسها طيلة عقود ماضية كمنارة للانفتاح باستضافة محطة “الجزيرة” الفضائية التى تتناول الشؤون الداخلية لدول جيرانها فى الشرق الأوسط، إلا أن الظروف والملابسات كشفت عن الوجه الحقيقى والمشوه لأميرها تميم بن حمد، الذى يبدو أقل تسامحا مع الانتقادات الموجهه إليه.

إيكونوميست عن القمع فى قطر
بلا جنسية.. تحت رحمة أمير قطر

وأوردت الصحيفة الشكوى المرة على لسان وزير العدل القطرى السابق نجيب النعيمى، الذى يخضع لحظر السفر، ففى إشارة إلى ممارسات القمع التى ينتهجها النظام القطرى، قال النعيمى: “نحن خائفون.. سوف يأخذون جواز سفرك أو ممتلكاتك ويتركونك عديم الجنسية إذا تحدثت”.

ويسخر تقرير المجلة من الشيزوفرينا والتناقض الذى يعيشه الأمير تميم بن حمد، فطالما يردد أقاويل مثل: “نريد حرية التعبير لشعوب المنطقة، وهم ليسوا سعداء بذلك”، بينما كشفت الحقائق أن معظم القطريين مجبرون على الصمت.

وذكرت “إيكونوميست” كيف تحولت الدوحة إلى ملاذ لأولئك الفارين من حكوماتهم فى الشرق الأوسط، بينما يمارس تميم بن حمد قمعا أشد مع القطريين، لافتة إلى المرسوم الذى أصدره الشهر الماضى، والذى يهدد فيه بالسجن لمدة 5 سنوات أو غرامة قدرها 27 ألف دولار على “كل من يبث أو ينشر شائعات أو بيانات أو أخباراً كاذبة أو متحيزة.. بقصد الإضرار بالمصالح الوطنية أو إثارة الرأى العام أو التعدى على النظام الاجتماعى”، ما اعتبرته الصحيفة تكميما للأفواه بسطوة قوانين مطاطة.

إيكونوميست عن القمع فى قطر
تكميم الأفواه يطال الصحف

تكميم الأفواه فى قطر يطال الصحف مثلهم فى ذلك مثل المواطنين العاديين، ففى حادثة مريبة، نشرت صحيفة يومية تسيطر عليها الدولة فى قطر، تقريرًا حول المرسوم، إلا أنها تراجعت بصورة مريبة عن تقريرها، وحذفته على الفور.

وتشير “إيكونوميست” فى هذا الصدد إلى صورة الأمير التى انتشرت فى كل مكان بالدوحة، مثلها مثل صورة صدام حسين فى بغداد من قبل، مشيرة إلى العبارة الدعائية التى يتم وضعها تحت الصورة دائما: تميم المجد”، ما اعتبرته الصحيفة محاولة لتثبيت صورة حاكم يعانى الفصام بسبب ممارساته المتناقضة تماما مع تصريحاته وممارساته مع جيرانه فى الشرق الأوسط.

ووأوضحت الإيكونوميست أنه غالبا ما تصدر الصحف القطرية بنفس الأخبار على صفحاتها الأولى، مع عناوين شبه متطابقة، فى إشارة إلى صحف تعانى سطوة الدولة، ولفتت إلى ما حدث فى 23 يناير الماضى، والتغطية الخاصة بحفل تخريج لأفراد الشرطة، والذى ذكروا فيها اسم الأمير 9 مرات بشكل شبه متطابق.

تكميم الأفواه فى قطر لم يرحم أحد، فحتى الأكاديميين الذين يخرجون عن الخط يخاطرون بفصلهم، ويقول كاتب عائد من ندوة عن الحقوق المدنية فى الكويت: “لا أستطيع حتى تنظيم ورشة عمل!”.

مجتمع بلا ديمقراطية وتعهدات تميم الزائفة

وتعد المؤسسات المكلفة بمحاسبة الحكومة فى قطر مجرد واجهة، إذ أن مجلس الشورى القطرى ـ البرلمان القطرى ـ يضم 45 لا يتمتعون بسلطات تذكر، علاوة على أنه على الرغم من وعود تميم بن حمد المتكررة وتعهداته المتكررة أمام المجتمع الدولى، إلا أنه لم تجر الانتخابات الموعودة منذ عام 2003 حتى يومنا هذا.

وبحسب الصحيفة، يؤكد مراقب إعلامى مقيم فى قطر أن “الجزيرة حرة فى انتقاد الدول الأخرى، ولكن لا تنتقد قطر أبدا”، وتحدر الإشارة هنا إلى التصريحات التى أطلقها مصطفى سواج، مدير الجزيرة بالإنابة، عندما طُلب منه تفسير غياب المعارضة القطرية فى برامجه، فكان رده: “لا توجد معارضة قطرية”.

تميم بن حمد
غضب شعبى مع اقتراب كأس 2022

كذلك يشير تقرير إيكونوميست إلى توقعات بارتفاع مستوى الامتعاض بين الشعب القطرى حول سياسة النظام الحاكم، إذ يشك القطريون فى قرارات الأمير، ويتساءلون لماذا أهدر المليارات على مشاريع أجنبية وصفقات أسلحة.

وتقول إيكونوميست: “من المرجح أن تنمو التمتمة فقط تعبيرا عن حالة الامتعاض، حيث تستضيف قطر كأس العالم لكرة القدم فى عام 2022، ويشعر السكان المحليون بالقلق إزاء تناول المشجعين للخمور ورفع الأعلام الإسرائيلية والعروض العامة من بين أمور أخرى”.

ويقول عبد الحميد الأنصارى، العميد السابق لجامعة قطر، إن “كل يوم نقترب من الافتتاح يجلب المزيد من السخط”، فى إشارة إلى حالة من الغضب الشعبى الغير مسبوق داخل قطر.

وترى الإيكونوميست أن حكام قطر حولوا الدوحة من حفرة رملية إلى مدينة ذات مبان وأبراج عالية، إلا أنه مع ذلك لا يمكن لقطر أن تدعى أنها منارة للانفتاح، وأنه يجب على نظام الدوحة التوقف عن محاولة إسكات المنتقدين قبل ترديد هذه الدعايات الكاذبة، فالتنوير يبدأ من الوطن، وليس من خارجه.

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى