الأخبار

عنان والإخوان.. لعبة تلاقي المصالح والفرصة الأخيرة

39

 

 

لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين فى مصر، أن الفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة، أن يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، بعد أن أطاح به الرئيس السابق محمد مرسى، فى 13 أغسطس من العام قبل الماضى، على خلفية حادثة رفح الأولى، التى راح ضحيتها 16 جنديًا وأصيب 9 آخرين، بل ويسعى للاستحواذ على دعم جماعة الإخوان المسلمين.

الفريق عنان، الذى لم يلبث أن خرج الملايين فى 30 يونيو، فسارع بالهجوم على الإخوان، الذين كانوا قد وصلوا إلى سدة الحكم آنذاك، واصفاً حكمهم بـ”الاستبدادي الاقصائي”، الذى يعمل لصالح جماعة بعينها دون النظر إلى الشعب، وقدم استقالته من منصبه كمستشار للرئيس المعزول للشئون العسكرية.

وفتح عنان النار على “الإخوان” وقتها، عندما قال أنهم انحرفوا عن ثورة 25 يناير، وأن لا مفر من اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مشيراً إلى أن مصر تدهورت وتراجعت بصورة لم تعرفها عبر تاريخها، وأنه لابد من الاعتراف بأن الآمال قد خابت، وأن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية قد تدهورت ووصلت إلى “الحضيض”.

وقال عنان جملته الشهيرة فى 30 يونيو “الشعب المصري قال كلمته، وبالتالي فعلى الجميع أن ينصت وينفذ”.

وكعادة السياسة لا تعترف سوى بالمصالح والأهداف المشتركة، فأعداء الأمس حلفاء اليوم، فالفريق سامى عنان، بعد أن حسم قراره بخوض انتخابات الرئاسة، يسعى فى الوقت الحالى لكسب أصوات الإخوان.

مرسى يكرم عنان

مرسى يكرم عنان

ولا شك أن الفريق عنان يمثل طوق النجاة لجماعة الإخوان، ووسيلتها الوحيدة للعودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد رفضها فى المجتمع، سواء على الصعيد الشعبى، أو الحكومة التى اعتبرتها جماعة “إرهابية”، ولا يوجد أمامها سوى “عنان” بعد التراجع الشديد لشعبية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، عضو الجماعة السابق، وكذلك تضاءل شعبية أيمن نور والمستشار سليم العوا.

الإخوان : كمل جميلك يا عنان

ويستعد شباب الإخوان لتدشين حملة “كمل جميلك يا عنان” لدعمه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

البرلمانى السابق المهندس حمدى الفخرانى، قال إن جماعة الإخوان تؤيد الفريق عنان فى الترشح للرئاسة، للبحث عن “خروج آمن” من الوضع السىء الذى يعيشون فيه بعد عزل محمد مرسي، وحبس معظم قياداتها السجون.

الفخرانى أضاف أن “طنطاوى” و”عنان” هما السبب فى ما نعيشه الآن من عنف وإرهاب، وذلك لتسليمهما السلطة للجماعة، نافياً أن ترشح “عنان” يحدث انقسام فى صفوف الجيش، معللاً ذلك بأن “الجيش لو كان يريد عنان، لكان من الأولى أن يتحرك عندما إقالهم المعزول مرسي”.

قراءة المشهد الحالى تقول أن الجماعة “من وجهة نظرها” ترى فى الفريق عنان “منافس قوى” يستطيع أن يواجه المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، الذى اقترب من حسم قراره بالترشح للرئاسة، والذى ترى الجماعة فى فوزه المسمار الأخير فى نعشها.

عنان يتوسط الكتاتنى وبديع

عنان يتوسط الكتاتنى وبديع

الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم، أكد أن ترشح عنان للرئاسة “قرار فاشل” وأنه بذلك سيحرق نفسه، ويكتب نهاية حياته السياسية.

اللواء سويلم أكد أن عنان يعول فى ترشحه على علاقاته القوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودعم فرنسا والاتحاد الأوروبى له، إلا أن ذلك لن يجدى.

سويلم عبر عن رغتبه فى ترشح كل من يرغب فى المنصب، سواء حمدين صباحى وأبو الفتوح، حتى يعرف كل شخص حجمه ووزنه الحقيقى أمام المشير السيسي.

وكانت قوى سياسية قد اتهمت عنان بالتعاون مع جماعة الإخوان وعناصر للتنظيم الدولي أبرزها إبراهيم منير وإبراهيم صلاح ، من خلال المركز الرئيسي لحملته الذي يقع في العاصمة الفرنسية باريس على حد قول مصادر سياسية ، مشيرين إلى أن حلفاء الإخوان من التيارات السلفية هم أبرز المؤيدون للإخوان.

الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، توقع دعم جماعة الإخوان للفريق عنان، لرغبتهم فى انقسام القوات المسلحة، مؤكداً أن ترشح عنان أمام السيسى خطير للغاية.

منسق حملة سامى عنان قال فى تصريحات صحفية، أن شعبية المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، لن تؤثر على الفريق عنان، لأن حسابات الصندوق الانتخابي تختلف عن حسابات العواطف”، منوهاً بأن “عنان” قادر على منافسة السيسي والوصول لجولة الإعادة معه.

أونا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى