الأخبار

الذكرى الثانية لمقتل «كريستي» عاصر الليمون

211

 

في لجنة امتحانات منتصف العام الماضي لكلية التجارة جامعة القاهرة، مقعد رفض الطلاب أن يظل شاغرًا، فوضعوا صورة كبيرة تحمل وجهه مبتسمًا وهو يرتدي جلبابًا أبيض وطاقية، وأمام الصورة بعض الأوراق، وقلمًا..

الصورة للشهيد محمد حسين قرني، 23 سنة، الشهير بـ«كريستي»، والذي كان لا يزال اسمه في كشوف الممتحنين.

قُتل كريستي مساء الأول من فبراير عام 2013، وتم إعلان وفاته صباح اليوم التالي، 2 فبراير، بمحيط قصر الاتحادية أثناء التظاهرات التي تلت الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، بعد تزايد الغضب ضد الرئيس المعزول مرسي.

الطريقة التي اغتيل بها كريستي كانت غريبة، فلم يُصَب كريستي برصاصة طائشة خلال إطلاق رصاص عشوائي، ولم يكن من مثيري الشغب أو حاول اقتحام القصر فأصابه رصاص الحرس، لكن كريستي أصيب بطلقتين ناريتين، أحداهما في الرأس والأخرى في الصدر، كما أشار تقرير الطب الشرعي، وشهد الدكتور محمد فتوح رئيس جمعية أطباء التحرير، لذلك ربط أصدقاء كريستي وبعض النشطاء بين طريقة قتله، وبين حقيقة إنه «أدمن» صفحة إخوان كاذبون.

نبوءة الشهادة تتحقق

«الدبابات هتكتر والكترة غلابة.. والقلب لو مؤمن ولا ألف دبابة.. هيقولوا مات كريستي.. قولهم لاء عاش.. ما الجنة ولا فيها موت.. ولا تتدخل ببلاش».. كلمات كتبها كريستي على حسابه الشخصي على موقع فيس بوك في 29 ديسمبر 2012، قبل استشهاده بحوالي شهر.

لم تكن تلك الكلمات هي الوحيدة التي كتبها كريستي عن استشهاده، فقبل حلول الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، كتب كريستي وصيته على حسابه الشخصي بأن تقام له جنازة شعبية بحضور كبير: «أنا عايز جنازتي تبقى زي جنازة جيكا».

تحقق نصف حلم «كريستي» بالشهادة، أما النصف الآخر بالجنازة الشعبية فقد تحقق رغم رفض والده الذي أصر أن تتم الصلاة عليه في مسجد السيدة نفيسة، وليس عمر مكرم، وتشيع جثمانه بلا أي مسيرات، لكن أصدقاؤه دعوا لجنازة شعبية، تجاوب معها الناس، وسار خلف جثمانه الآلاف، وتحولت الجنازة إلى مسيرة غاضبة، هتفوا فيها بالثأر له ولكل شهيد قُتل برصاص الغدر، ورددوا هتافات معادية للرئيس المعزول مرسي، ولوزارة الداخلية.

«ألف مبروك يا مرسي»

انتخب كريستي الرئيس المعزول مرسي في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة، وكان من ضمن من عرفوا بـ«عاصري الليمون».

كتب على صفحته بموقع فيس بوك يوم إعلان فوز مرسي:« ألف مبروك يا مرسي، ويا رب تنجح وتبقى قد المسؤولية، ولتعلم أن لك معارضة شرسة لن تسكت على أي خطأ، وسنعارضك بكل شراسة.. ولكن في الحق»، وأشار نشطاء عديدون إلى مفارقة مقتل كريستي في عهد من انتخبه وفرح بفوزه.

ما زالت صورة كبيرة لكريستي مكتوب تحتها الأبيات سالفة الذكر تتصدر مدخل منزله، وما زال والداه يحلمان بالقصاص من قتلة ابنهم. قالت والدته في تصريح صحفيّ إنه قُتل في عهد مرسي، لكنه ليس وحده المسئول، فهى تتمنى أن ترى من أطلق عليه الرصاص – سواء كان أحد ضباط الداخلية أو أعضاء الإخوان على حد قولها – في القفص بجانب مرسي، الذي تتمنى أيضًا أن يُضاف إلى قضاياه قضية قتل ابنها، بصفته المسئول السياسي عن هذه الأحداث.

فيديو لحظة قتل كريستي :

 

[media width=”400″ height=”305″ link=”http://www.youtube.com/watch?v=pT0vKyx7fEE&feature=g-all-xit”]

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى