الأخبار

“موعد مع الزعيم”

122

 

 

بحثت 25 يناير لها عن قائد أو زعيم أو كبير فلم تجد سوى المؤامرات والأطماع والنهش فى نسيج الوطن واستغلال الشباب الحالم بغد أفضل ووطن أجمل فى تحقيق مصالح لأشخاص من هم فى الأساس خارج الجماعة الوطنية أو راغبى المصالح الشخصية وعدم احترام للكبار ومحاولة كسر الرموز، أياً كانت تلك الرموز والقيادات المحترمة (التى حاولت قدر طاقتها أن تفعل شيئاً إيجابيا).

مرت مصر بأحداث متنوعة ومتغيرة ولم يظهر القائد أو الزعيم كان الجميع يحاول لعب دور لا يتقنه، وكانت هناك محاولات لانتزاع أى مكاسب خلال تلك الأحداث المتتالية والمتسارعة والتى لم تسفر عن ظهور أى شخصية تقنع المصريين بأن لها مواصفات الزعامة والقيادة.

خلال ثلاث سنوات لم يستطع أى شخص ممن ظهروا على الساحة السياسية أو الشباب الثورى أن يقنع جموع الشعب المصرى بنفسه أو إمكانياته أو حتى خوفه على مستقبل هذا الوطن وتلك الجموع وإنما ظهرت عشرات الأحزاب لمجرد الوجاهة السياسية والبرامج الفضائية دون أن يفكر أحد من هؤلاء فى أن الاندماج فى 4 أو 5 أحزاب قوية كان يمكن أن تحقق نتائج أفضل من أحزاب لا يتجاوز أعضاؤها أصابع اليد الواحدة.

كانت هناك حالة من التعالى والتكبر والتعامل مع بسطاء هذا الشعب ومثقفيه بمنتهى الغرور وعدم الإحساس بالمعاناة اليومية لرجل الشارع البسيط سواء كان رب أسرة أو أم أو شاب أو شابة فى مقتبل عمرهم.

لم يشعر المصريون طيلة الثلاث سنوات بأن هناك من يريد أن يجمعهم على حب الوطن وتوحد الهدف وصدق المواقف وقوة المواجهة
الغريب أنه عندما تظهر على الساحة شخصية وطنية مخلصة حكيمة شجاعة تجمع ولا تفرق يتفق عليها أكثر من 85% من المصريين ويضعون فيه آمالهم فى غد أكثر استقرارا وأمنا لهم ولأولادهم وأحفادهم.

تطالعنا تلك الوجوه المعترضة دائما بلا سبب أو حجة أو منطق لمجرد الاحتجاج أو تكرار كلام ومصطلحات بغباغانية لا يدرون ماذا تحمل بين طياتها وما هى أهدافها المباشرة وغير المباشرة.

وحين تناقشهم بالحجة والمنطق لا تجد سوى فراغ فكرى وتدهور إخلاقى وعدم احترام لأى رمز أو كبير فى هذا الوطن ولا تصل معهم إلا للاشىء.

نقول جميعا لهؤلاء وبكل قوة إن الشعب المصرى البسيط اختار بوعيه وفكره ومرارة تجربته وقسوتها وبقلبه أيضا من يكون زعيمه.

اختار من يضعه على طريق مستقبل حقيقى يبنى بأيدى شباب ورجال الوطن يصنع منهم القيادات قبل أن يبنى بهم الاستثمارات الحقيقية ويخرج ما بداخلهم من قدرات وطموحات ولا يخدعهم بالشعارات ويستغل موارد مصر المتعددة والكثيرة لبناء دولة مدنية قوية.

فمصر تحتاج القائد الذى يصنع قادة جدد فى كافة القطاعات لا اتباعا ليس لهم صلاحيات ولا قدرات على الإبداع والعمل.

فالمطلب الأعظم فى الحياة هو أن تكون مثالاً، أولا فى الخلق والشخصية الناضجة، وثانياً بالامتياز فى الأداء، فمرحبا بالقائد والزعيم وسط جبال التحديات.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى