الأخبار

قطر إذن هى العدو الأول

123

 

 

إنها تعلن الحرب على مصر ورسالتها واضحة «ينبغى أن تصير مصر إلى ما صارت إليه سوريا والعراق من قبل»، وهى تدفع ملايين الدولارات كى تحقق هدفها ولا يردعها رادع فى هذا الشأن ويتعجب المرء من مدى تسامح، أو لنقل تساهل دولة كبيرة عريقة كمصر فى مقابل هذا العدوان السافر من دويلة لا هى فى العير ولا فى النفير.

الإنسان البسيط يتصور أبسط ردود الفعل أن يطلب وزير الخارجية اجتماعا عاجلا لوزراء خارجية جامعة الدول العربية يعرض فيه بالوثائق المسجلة والمصورة ما يؤكد عدوان هذه الدويلة على مصر من خلال تصنعها لقناة سمتها خصيصا (الجزيرة مباشر مصر)، ومن خلال العديد من البرامج ونشرات الأخبار التى خالفت كل القواعد المهنية والتقاليد الإعلامية ومواثيق الشرف وقررت عمدا أن تكون بوقا لتدمير السلام الاجتماعى المصرى واحتضنت هاربين ومجرمين وعملاء وأعطتهم مساحات زمنية واسعة للتحريض ضد النظام المصرى بل والحث المباشر على مهاجمة قوات الأمن وإخراج الموقوفين والمحتجزين بالقوة، فى الخامس والعشرين من يناير الماضى، قال أحد ضيوف برامج الجزيرة الإخبارية نصا (إنه يمكن لهذه المجاميع من شباب المتظاهرين أن يقتحموا أقسام البوليس ومديريات الأمن لتحرير زملائهم المعتقلين وحينها لا يستطيع أفراد الشرطة ولا أهلهم أن يفعلوا شيئا أمام هذه المجاميع الكاسحة)، وطبعا وللغياب المهنى التام فإن المذيع لم يحرك ساكنا بشأن ما قاله الضيف ولم يرفض ضمنا أو علنا هذا الأسلوب التحريضى بل التوجيهى للمجاميع ميدانيا بشكل سافر.

هذا نموذج صغير وبسيط من نماذج الغزو والاعتداء والحرب السافرة الفاجرة التى تشنها لقيطة الصحراء على مصر المدائن، ناهيك عن إثارة الفتن بين أطياف المجتمع بنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة وغير الموثقة بغرض خلق وتكريس الصراع بين الأطياف المختلفة مع احتضانها فى بلادها لعناصر متورطة بإدانة قانونية فى ممارسة عمليات إرهابية أو فى الحد الأدنى الحض والتحريض عليها، ومن المنتظر مع هذا التراخى الحكومى المصرى أن تزداد نبرة ووتيرة هذا العدوان ولا عزاء للشعب المصرى الفائر غيظا واحتراقا من انتهاك دولته وأمنها على هذا النحو، ولعل تصريح عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فى 25 يناير الماضى بأنه «ينبغى علينا احترام مشاعر الشعب المصرى التى تلتهب غيظا وإثارة من هذه القناة المعتدية بإغلاق كل منافذها العاملة» تعبير واضح عن أن البصمات القطرية الغازية مرصودة خلف خطوطنا الحمراء بمسافة كبيرة، الأمر واضح يجب غلق قناة الجزيرة مباشر مصر فورا وتجنب قناة الجزيرة الإخبارية لكل ما يتعلق بالشأن المصرى بمعنى عدم التورط فى إثارة الفتن بين أطراف شعبها، وينبغى للدول الشقيقة أن توافق فى الحال على تعليق عضوية قطر فى جامعة الدول العربية وإلا فإن مصر مضطرة، حماية واحتراما لإرادة أغلبية ساحقة من شعبها، إلى اعتبار نفسها فى حالة حرب مفتوحة مع هذه الدويلة تحتمل أى رد فعل قاسٍ مع هذا الكيان الذى اتسم بعمالة صارخة واحتضنت أرضه أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى منطقة الشرق الأوسط (قاعدة السيلية) وسعى مرارا من قبل للتآمر على مصر فى محافل سياسية واقتصادية عديدة، ولعل وزراء الخارجية المصريين لديهم فى خزاناتهم الورقية الوثائق الدامغة التى تؤكد أن حكومة قطر فى ظل أميرها السابق وابنه الحالى ووزير خارجيتها ورئيس وزرائها السابق المشبوه تآمرت بكل الوسائل على الشعب المصرى، وأرجو من الوزير النابغ السيد عمرو موسى أن يخرج إلى الجماهير ليشرح لهم كم من مرة أوقف بمهارته مؤامرات قطرية على بلادنا، ورغم أن مصر العظيمة كانت تنظر إلى تآمر الولد العاق وزوجته المتصابية على أبيه الأمير باعتباره انقلابا حقيقيا وعملا خسيسا إذ تم بكبيرة من الكبائر حيث قام ابن بنفى أبيه خارج البلاد وهو قمة العقوق إلا أن مصر رفضت وصف الفعل باسمه الحقيقى احتراما لمواثيق الجامعة العربية وللتقاليد السياسية التى لا تجيز مثل هذا التدخل فى شأن داخلى لدولة أخرى مهما كانت هذه الدولة صغيرة وحديثة إلى الحد الذى يجعلها غير مجسمة لمصطلح دولة فالأجدر لغويا أن نقول دويلة والأجدر أيضاً أن نعد بإذن الله أنها دولة قريبا جدا سوف تدول.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى