الأخبار

العد التنازلي للحكومة!

87

العنوان لا يعنى أن الحكومة الجديدة وحدها هى من تعد تنازلياً.. ليس هذا هو ما أريد الإشارة إليه أبداً.. أى رئيس يبدأ العد التنازلى بمجرد حلف اليمين.. وبالتالى أى حكومة تعد تنازلياً بمجرد أداء اليمين الدستورية.. هذه هى القاعدة.. هناك رؤساء يدخلون التاريخ، وهناك حكومات أيضاً.. فى المقابل هناك رؤساء لا يذكرهم أحد ورؤساء وزارات.. هذه الحكومة تعد تنازلياً فى حالة واحدة سأذكرها فوراً!

دون أن تُخمن أو تتهمنى بأننى أريد زوالها.. أقول: هناك إشارة إذا صدرت من الرئيس السيسى فاعلم أنها حكومة تستعد للرحيل.. هذه الإشارة تتعلق باجتماعات الرئيس منفرداً مع الوزراء.. دون حضور رئيس الوزراء.. وساعتها سوف تعرف أن الرئيس يفكر فى التغيير.. وساعتها فقط تعرف أن الرئيس جمع منصبين فى يده.. الأول رئيس الجمهورية، والثانى رئيس الوزراء.. أى السلطة التنفيذية كاملة!

ربما لاحظت أن الرئيس يعقد، منذ شهور، اجتماعات مع الوزراء.. بعضنا يعتبرها أمراً عادياً.. بعضنا يثنى على جهود الرئيس فى متابعة الملفات.. بروتوكولياً كانت مسألة صعبة.. قل أيضاً غير مقبولة.. فيها تنازل من رئيس الوزراء.. الصحيح فيها اعتداء على سلطة رئيس الوزراء.. «محلب» كان يسافر.. وكان الرئيس يقوم بدور رئيس الوزراء.. هذا حق للرئيس.. لكنه من حيث الشكل يحمل معانى كثيرة بالطبع!

من جديد، عاد الرئيس يجتمع بمجموعات وزارية.. هذه المرة فى حضور رئيس الوزراء.. مفترض أن رئيس الوزراء يلتقى وزراءه.. يقدم التقارير للرئيس.. يسأله الرئيس فيسأل وزراءه.. هذا هو المنطق.. ليس معناها «ودنك منين يا جحا».. أبداً.. لا تعنى أن يلجأ الرئيس مباشرة للوزراء.. لا.. هذه حكاية تصنع خللاً فى العمل.. مرة بعد أخرى يهتم الوزير بالرئيس، ثم يتجاهل رئيس الوزراء.. هنا تحدث المأساة!

لو كل وزير اجتمع مع عمال شركة فى غيبة رئيسها.. ولو كل صاحب مؤسسة اجتمع مع العاملين فيها بعيداً عن مديرها، تسقط المنظومة فى الحال.. بمعنى: هل يصح أن يجتمع مالك أى صحيفة مع المحررين، بمعزل عن رئيس التحرير مثلاً؟.. الإجابة لا.. لماذا؟.. لأن هذا الاجتماع يعطى إشارة فورية أن هناك قراراً من نوع ما.. هذا هو المنطق.. القياس قائم هنا فى حالة مجلس الوزراء بالتأكيد!

من حق الرئيس أن يجتمع بمجلس الوزراء.. هذا صحيح.. ولكن على أن يكون ذلك فى حضور رئيس الوزراء شخصياً.. اللهم إلا أن يكون هناك قرار.. دور رئيس الجمهورية شىء آخر.. يرسم سياسات ويعطى تكليفات، ويحاسب عليها رئيس الوزراء.. أما أن يدير المنظومة بنفسه فهذه نقرة أخرى.. تابعناها خلال حكومة محلب.. فسرناها كنوع من الحماسة، أو محاولة لإنجاز ملفات عاجلة بسرعة!

فكرة أن يدير الرئيس بنفسه غير مقبولة.. لو فعلها الرئيس، تعنى أن الحكومة تعد تنازلياً.. وتعنى أن الرئيس هو رئيس الوزراء أيضاً.. وتخلق جواً من الشائعات.. نتحدث عن مبادئ عامة، بغض النظر عن الأشخاص.. نعرف رؤساء وزارات رحلوا، لأنهم مارسوا مهامهم كرؤساء وزارات.. دون أى دعوة فى أى مناسبة سياسية أو حتى قومية!

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى