الأخبار

لماذا لا يجب أن نهتم بتديّن السيسى؟

 

18

 

السيسى متديّن.

 

نعم لدينا رئيس متديّن، لكن هل يعنينا هذا؟

 

هل يجب أن يهتم الشعب بتديّن رئيسه؟

 

المؤكد أن تديّنه لنفسه، بينما الشعب يطلب من الرئيس كفاءته ونزاهته وعدالته وإخلاصه، ولا دخل لنا بصلاته أو صيامه، هذا لله يحاسبه عليه المولى عزّ وجلّ، لكن الشعب يحاسبه بحرية وديمقراطية على الاقتصاد والأمن والكرامة للناس.

 

الذين كانوا يباركون لأنفسهم أيام مرسى على رئيس يصلّى ويصوم، فإن مصر كلها تصلّى وتصوم وتزكّى وتؤدى فروض دينها، لكن لو يهمكم الرئيس أكثر من غيره، فها هو ذا رئيس مصر الحالى عبد الفتاح سعيد السيسى مصلٍّ وصوَّام وربما يفاجئكم بأنه قوَّام لليل قارئٌ للقرآن آناء الليل وأطراف النهار.

 

لكن واحنا مالنا فعلا..

 

لا شأن لنا إلا بعمله العام المسؤول، ولن تكون صلاته لدينا ميزة ولا صيامه عندنا إضافة، أما من كان يشغله هذا من مُدَّعى التديّن فهو فى مزنق حقيقى، فلو كانت صفات الرئيس المطلوبة عنده هى التديّن أولا فها هو ذا رئيس متدين فلماذا تكرهه وتعاديه إذن؟!

 

آه، لأن التدين ليس مهمًّا.. ياه! افتكرت الآن بعد ما خوتِّنا طيلة الفترة السابقة بالرئيس الملتحى، عرفت إذن أن اللحية لا تصنع رئيسًا وأن الرئيس الحليق لا يفرق عن الرئيس الملتحى إلا بالعدل والكفاءة والنجاح والإنجاز!

 

هذا يتكرر أيضا حين ينصب هؤلاء ويتحدثون عن تطبيق الشريعة كأنها غير مطبَّقة، وحين يضللون الناس حين لا يتحدثون إطلاقا فى تفاصيل، لأن التفاصيل سوف تكشف أن مصر تطبق الشريعة فى كل جوانب تشريعاتها ما عدا اللَّمَمَ، حيث لا يوجد أى قانون مصرى حرَّم الحلال أو أحلَّ الحرام. قد كانت هناك فتاوى قديمًا تحلل البيرة وهى معروفة ومنشورة، لكن بعد المدّ الدينى فى السبعينيات بات الكل مستقرا على حرمانية البيرة، خصوصا مع ظهور البيرة الخالية من الكحول، فصار الموضوع كله ثانويا، ولكن لم يقل أحد فى الحكم يوما سواء فى عصر فاروق أو عبد الناصر أو السادات أو مبارك، حتى وهو يسمح بتصنيع الخمور، إن الخمر حلال، والاحتجاج دائما بحاجات السياحة. ولكن يبقى أن نعرف أن تجريم المخدرات ومنع تصنيعها وتداولها لم يقف حائلا أمام استخدامها وتعاطيها وتهريبها، وفئة واسعة فى مصر تقريبا بتحشِّش، رغم أن الحشيش ممنوع قانونا، والشعب المصرى ينفق مليارات سنويا على المخدرات، وحجم تجارتها فى بلدنا مذهل ومثير للشفقة على شعب يدَّعى التديّن، بينما ربع الشعب تقريبا مخدَّر. ودعونى أذكّركم بأن تطبيق الشريعة لم يمنع وجود خمور فى عز عهد الفاروق عمر، بل نجل عمر بن الخطاب نفسه شرب الخمر وجَلَده عمر، بعد اعتراف الابن، ونظرا إلى تردِّى الحالة الصحية لابن عمر فقد مات من أثر الجلد. وكُتب التاريخ الإسلامى تحتشد بخلفاء كانوا يشربون الخمر فى قصورهم ويجلدون شاربيها خارجها!

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى