الأخبار

«الوفد» سيكون «الحزب المدنى الأول»

141

 

 

فى وصف لما يدور على الساحة السياسية الآن، كشف الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، عن وجود صراع دائر بين الأحزاب السياسية المعارضة، وأعضاء الحزب الوطنى الذين أنشأوا أحزاباً جديدة للسيطرة على المشهد السياسى، خصوصاً بعد أن سعوا لإقرار النظام الفردى الذى يحقق وجودهم، مستعينين بالدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق.

وحذّر فى حوار لـ«الوطن»، مما سمّاه تغلغل أعضاء الحزب الوطنى فى الحياة السياسية، لأن ذلك قد يؤدى إلى حدوث ثورة ثالثة، معلناً استجابته لقرار الوفديين إذا أرادوا ترشيحه على رئاسة الحزب فى انتخاباته المقررة قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وإلى نص الحوار:

■ قررت الهيئة العليا إجراء انتخابات رئاسة الحزب فى موعدها مايو القادم، هل ستترشح أم لا؟

– حتى الآن لم أتخذ قراراً.

■ أريد إجابة من سيادتك، هل ستترشح أم لا؟

– أنا متردد، هناك ضغوط كبيرة من الوفديين علىّ للترشح، وقبل 9 مارس المقبل سأعلن موقفى النهائى.

■ فى الأغلب، ستترشح أم لا؟

– الاتجاه العام، سيقرره الوفديون، وأنا لا يمكننى أن أخذل أعضاء «الوفد»، وقرارى بالترشح من عدمه سيحدده الوفديون، وإذا أرادوا ترشيحى سأترشح.

■ ما تعليقك على ترشّح فؤاد بدراوى لرئاسة الحزب؟ وهل هناك أحد بـ«الوفد» كفء لإدارة هذه المرحلة تحديداً؟

– «الوفد» ملىء بالكفاءات، لم تسمح الأحداث فى السابق بظهور هذه الكفاءات على المستويين الإعلامى والسياسى، وقد يكون قدر رئيس «الوفد» أنه فى هذه المرحلة كان ممثلاً لحزب كبير، وكان طرفاً أصيلاً فى إدارة أمور البلاد بالرأى والمواقف خلال هذه الثورات، والمشاركة فى إدارتها بالرأى والمشورة سياسياً، هذا لو توافر لأى قيادة من قيادات «الوفد» ستعمل، فلدينا قيادات عظيمة.

■ مَن الشخصية التى تصلح لرئاسة حزب الوفد خلفاً لك؟

– لو قلت مثالاً سأظلم كثيرين، لأنهم كثيرون بالفعل، ليس فرداً أو اثنين، عشرات الأفراد يصلحون لرئاسة «الوفد»، «الوفد» غنى بقياداته جداً.

«السيسى» رئيس حتمى وضرورى لمصر.. والسفيرة الأمريكية اعترفت بـ«30 يونيو» قبل رحيلها

■ ما تعليقك على ترشّح فؤاد بدراوى؟

– هذا حق أصيل لـ«بدراوى»، فهو وفدى بالوراثة أباً عن جد، ورجل مارس إدارة الحزب، وكان أحد قياداته منذ عام 1984، ومن ثم من حقه أن يترشّح لرئاسة «الوفد».

■ أتتذكر حين انسحب من أمامك حين ترشّحت فى انتخابات 2010، هل من الممكن أن يتكرر هذا مرة أخرى؟

– هذا الأمر يحتاج إلى بعض التوضيح. فى انتخابات 2010، كان هناك خلاف سياسى بينى وبين المجموعة التى تدير الحزب فى هذه المرحلة، وبين هذه المجموعة وفؤاد بدراوى أيضاً، وكان «بدراوى» يتعرّض لإساءة كبيرة فى هذه الفترة، ثم حضر هو ومجموعة كبيرة من قيادات «الوفد» فى بورسعيد وخارجها إلى منزلى، وطلبوا منى الترشح لرئاسة الحزب، ولم يكن وارداً فى حساباتى الترشح لرئاسة الحزب فى هذا التوقيت، وأصروا، وفى النهاية وافقت، بعدها تلقيت اتصالاً من شخص مهم فى الدولة يقول لى، إن الرئيس حسنى مبارك لا يريدك أن تكون رئيساً لـ«الوفد»، وإنه لا يريد أى تغيير فى قيادة الحزب ولا أحزاب المعارضة خلال الفترة الحالية، وقال إنه تعوّد أن يتعامل مع الدكتور رفعت السعيد ومحمود أباظة وليس لديه استعداد لأن يتعامل مع السيد البدوى، فى ذلك الوقت تراجعت عن الترشح، ليس خوفاً من النظام، لكن لأن أوراق الانتخابات لم تكن بأيدينا، وكانوا يستطيعون منع الوفديين من دخول المقر الانتخابى، وفى هذا التوقيت اتصلت بفؤاد بدراوى، وأخبرته بالمكالمة التى تمت معى، وأنه لو أصررت على خوض الانتخابات، من الممكن منع الوفديين من الدخول للحزب، وكنت أعرف أساليب النظام السابق فى غلق الشوارع وإعاقة المرور، ومنع وصول الوفديين، ومن ثم سأفشل حتى من قبل بدء الانتخابات، وقلت لـ«بدراوى» ليس أمامنا حل سوى أن ترشّح نفسك، وطلبت منه ذلك، ورشّح بالفعل نفسه ودعمته، وأيدته، واتصلت فى هذا اليوم بالأستاذ مجدى الجلاد رئيس تحرير صحيفة «المصرى اليوم» حينها، وطلبت منه إعلان ترشّح فؤاد بدراوى على رئاسة الحزب، ومن ثم نظمت معه جولة فى عدة محافظات، لكننى فوجئت بأن فرصته فى النجاح صعبة، وطالبنى عدد من القيادات والمقربين من «بدراوى» بضرورة الترشّح، لأن فرصه فى النجاح صعبة، فاتصلت به، وقلت له إننا سنفشل فى هذه الانتخابات، فاتصلنا بمحمود أباظة، وقلنا له نحن نريد عدداً من الإصلاحات وأن نأخذ عليه تعهداً بتنفيذها مقابل التنازل له، وحينها استحلفنى «بدراوى» برحمة سعد زغلول، والنحاس باشا، بترشحى، فترشحت، حتى جاءت الجمعية التأسيسية الأخيرة «لجنة الخمسين»، وجمعت الهيئة العليا وأخبرتهم برغبتى إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة لن أترشح فيها، وقلت لـ«بدراوى» استعد لترشيح نفسك فى الانتخابات، حينها انفعلت الهيئة العليا، واتصل بى الكثير من الوفديين، واتهمونى بالتخلى عن المسئولية والتخاذل وطالبونى بالاستمرار.

■ ما الذى دفعك إلى هذا التصرف حينها؟

– الرؤية السياسية كانت ضبابية جداً، كنت أشعر بمسئولية تجاه أى حدث فى مصر، وأشعر بحزن شديد، حين يسقط ضابط شرطة أو مجند، أو مواطن، أياً كان انتماؤه، حتى لو كان إخوانياً، كنت أشعر بحرمة الدم المراق، بعد أحداث العنف، وعمليات الإرهاب فى سيناء، ومظاهرات الإخوان التى تحوّلت إلى حروب، أصبح الأهالى يتربصون ببعض، وأصبح الدم يراق، وأصبح المواطن يُقتل لكونه مجنداً أو ضابطاً، سواء فى الشرطة أو القوات المسلحة، المشهد كان كئيباً جداً، والدم المصرى بالنسبة لى غالٍ جداً، وشعرت بمسئولية سياسية، كشريك فى العمل السياسى والإدارة السياسية، هذا ما دفعنى لدعوة الهيئة العليا لانتخابات مبكرة على رئاسة الحزب، إلا أن أعضاء الحزب ضغطوا علىّ، ودفعونى إلى التراجع، ولو نزل «بدراوى» حينها لكنت دعمته، هذه قصة انتخابات «الوفد» من 2010 وحتى 2013.

■ «بدراوى»، كان وسيستمر صديقاً لك، كما قلت، والصديق يدعم صديقه، لماذا يترشّح مقابلك؟

– طبعاً سيظل صديقى، لكن الحقيقة مش عارف لماذا سيترشّح، لكنه من حقه الترشّح لهذا المنصب، وهو يرى أنه أحق بهذا المنصب منذ فترة طويلة، سبق وترشح ضد الدكتور نعمان جمعة، وكان سيترشح ضد محمود أباظة عام 2006، وحينها قلت له ليس هناك داعٍ، كان الحزب خارجاً من صراع تم خلاله حرق مقره، ولم يكن ليتحمل انتخابات رئاسية، وأثرت عليه بعدم الترشح، والاكتفاء بأن يكون شريكاً فى المكتب التنفيذى الحاكم للحزب دون انسحاب، وظلم «بدراوى» لعدم تحقيق رغبته فى الترشح، فطموحه منذ وفاة فؤاد باشا سراج الدين أن يكون رئيس «الوفد»، وله الحق فى هذا الطموح، وهذا لا يغضبنى ولا يغضب أى وفدى.

■ ما تعليقك على إعلان طارق سباق ترشحه، إذا لم تترشح على رئاسة الحزب؟

– أكثر من شخص أعلن ذلك، ليس طارق سباق وحده، ومن حق جميع أعضاء «الوفد» أن يترشّحوا.

■ لو قررت الترشّح، هل سيتراجعون؟

– أتصور ذلك.

السيسى

■ ما سر تحالف «الوفد» و«المصرى الديمقراطى الاجتماعى»؟ لماذا الأخير تحديداً؟

– «المصرى الديمقراطى» هو بداية التحالف، لكن «الوفد» يرحب بأى قوى تتفق مع أيديولوجيته، وتريد التحالف معه، أنا لست ضد التحالف مع أى تيار يتفق معنا فكرياً، لدينا استعداد لأن نضع أيدينا فى أيديهم، «الوفد» دائماً بيت الأمة ويرحب بالجميع، «المصرى» يتفق معنا فى كثير من مبادئ «الوفد»، فهو على يسار «الوفد»، ومن المعروف أن «الوفد» لديه يمين ووسط ويسار، فأنا فى الفكر الوسطى لـ«الوفد».

■ ما تعليقك على تأكيد حزب الحركة الوطنية المصرية، برئاسة الفريق أحمد شفيق، أنه سيحصد أغلبية البرلمان المقبل، وسيشكل الحكومة؟

– لكل حزب أن يقول ما يشاء، وجبهة «مصر بلدى» تقول ذلك أيضاً، وهى أيضاً تضم قيادات سابقة من أعضاء الحزب الوطنى، وهنا وجب أن أحذر، لو حدث هذا الأمر سنكون أمام ثورة ثالثة، ولن تكون ثورة عادية، وصفها سامح عاشور نقيب المحامين فى أحد اجتماعات جبهة الإنقاذ بالمذبحة، هذا الأمر لو حدث لن تكون ثورة ثالثة فقط، وإنما ستكون مذبحة، وهذا خطر، ومن ثم لا بد أن يراعى قانون الانتخابات هذا الأمر، لدينا شباب ثائر، خرج فى ثورة 25 يناير، ويعتقد أن البعض يحاولون ركوب موجة 30 يونيو على أنها ثورة على 25 يناير، وهذا أمر خطير جداً فى ظل شباب غاضب، فى ظل فتنة يمارسها تنظيم الإخوان، واستخدم الشباب كرأس حربة، ستكون نتائجه وخيمة جداً على الدولة المصرية.

■ ما النسبة المسموح بها لوجودهم فى البرلمان المقبل؟

– ليس بالنسبة، القانون هو الذى يسمح بالتمثيل، أنا ضد استخدام فزاعة «الإخوان»، والقول بأن القوائم ستأتى بهم، فقد ظل حبيب العادلى ونظام «مبارك» يستخدمان هذه الفزّاعة طوال 30 عاماً، إلى أن فوجئنا بوصول الإخوان إلى الحكم، لو استخدم القائمون على إدارة شئون البلاد الآن فزاعة الإخوان أيضاً لتفصيل قانون انتخابات يقصيهم، فى النهاية ستكون المواجهة أمنية لأن إقصاءهم يترتب عليه إقصاء جميع الأحزاب السياسية، وستظل المواجهة أمنية، كما كانت بين الأمن والإخوان، وبعد 10 سنوات من الآن، سينسى المصريون ما فعله الإخوان وسيتعاطفون مرة أخرى معهم ضد المواجهة الأمنية، وسنفاجأ مرة أخرى بوصولهم إلى الحكم، لذا فالمسئولية كبيرة فيما يتعلق بقانون الانتخابات القادم، وأرى مع كل الاحترام والتقدير للرئيس عدلى منصور، وهو رجل أجله وأحترمه وأقدره، وأقول عنه إنه أعاد لمنصب رئيس الجمهورية وقاره وهيبته واحترامه، ألا يتورّط فى إصدار قانون الانتخابات، وأن يتركه للرئيس المنتخب المقبل، حتى يتحمّل مسئوليته التاريخية أمام شعب مصر وأمام التاريخ.

■ ما الشكل الأمثل لقانون الانتخابات حتى يحظى بتوافق القوى السياسية ويمنع غضب الشباب؟

– هناك دول كثيرة مرّت بتجاربنا، منها جنوب أفريقيا، أجرت انتخاباتها بالقوائم النسبية المفتوحة، حتى نيسلون مانديلا ترك لخصومه نسبة كبيرة تفوق توقعاتهم، رغم أنهم سجنوه وحاربوه، لكنه كان رجلاً واسع الأفق، يقولون إن النظام الفردى كان موجوداً قبل عام 1952، وأقول لأنه كانت هناك أحزاب، ويقولون إن المواطن المصرى لا يعرف غيره وهذا لا يهم، ما يهم هو ما الذى سيحقق صالح المواطن المصرى، بصرف النظر عن علمه به من عدمه، ما يهم هو ما يحقق صالح البلد فى بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية، فوجود أحزاب قوية، يمنع وجود حاكم فرد يشكل الحكومة، ويمتلك السلطة التنفيذية كاملة، ويسيطر على السلطة التشريعية، هناك مادتان فى دستور 2014 تطالبان واضع قانون الانتخابات بأن يراعى الأحزاب وتمثيلها، والمادة الخامسة تنص على أن الحياة السياسية تعتمد على تعدد الأحزاب، والتداول السلمى للسلطة، وهذا يحتم على المشرع أن يضع قانوناً يضمن تمثيل الأحزاب، كذلك فنظام الحكم أحدث توازناً داخل السلطة التنفيذية بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، فرئيس الجمهورية لا يملك عزل وزير ولا يملك عزل رئيس الوزراء، لا بد أن توافق أغلبية البرلمان على عزل أى وزير، فيما عدا 4 وزراء يملك رئيس الجمهورية تعيينهم، هم وزراء العدل والداخلية والخارجية والدفاع، اليوم لو ليس لدىّ أغلبية فى البرلمان سيكلف رئيس الجمهورية حزب الأكثرية بتشكيل الحكومة، لو لم يكن هناك حزب أكثرية، سيشكل هو الحكومة، لعدم وجود ائتلاف حزبى يصل إلى 50%، والمستقلون أغلبهم يريدون تحقيق مصالحهم ويكونون نواباً محليين، وليسوا نواباً عن الأمة.

حمدين صباحى شخصية وطنية جداً والانتخابات الرئاسية قوية عليه

■ ما النظام الانتخابى الأفضل لإجراء الانتخابات المقبلة؟

– الأفضل هو نظام القائمة المفتوحة للأحزاب والمستقلين على الدائرة الصغيرة، 6 نواب على سبيل المثال على الدوائر الصغيرة، أو دائرتان مثلاً تمثلان بأربعة نواب، ونحن على استعداد لذلك، إذا لم يكن هذا ممكنا، فالبديل الثانى، 50% للفردى، و50% للقوائم، وتكون الدائرة أصغر من دائرة 2010، يمثل خلالها المرأة والشباب، حيث سيكون عدد النواب 550 نائباً، وكل قسم إدارى يكون دائرة، دون إقحام دوائر إدارية ببعضها.

■ لماذا تأخرت «الرئاسة» فى إصدار قانون الانتخابات البرلمانية حتى الآن، رغم انعقاد عدد من الاجتماعات التى تمت للتشاور حوله؟

– حضرت اجتماعاً بالفعل، وبلغ عدد المجتمعين حينها 82 شخصاً، 53 يريدون «المختلط» و6 يريدون «القوائم»، و23 اختاروا «الفردى»، والمجتمعون كانوا عبارة عن ممثلين لأحزاب سياسية وإعلاميين ورئيس نادى القضاة، ومجموعة من أصحاب الفكر والرأى فى المجتمع، ولم يكن للسياسيين فقط، كان اجتماعاً عاماً، وبعدها دعت «الرئاسة» ممثلى الفلاحين والعمال وغيرهم، ومن ثم بدأت النسب تختلف، وأعتبر هذا الاجتماع هو المعبر، لأن الحضور جميعهم كانوا أصحاب فكر ورأى.

■ ما سبب تأخره؟ هل «الرئاسة» حائرة؟ الدكتور محمد أبوالغار قال لى إن «الرئاسة» مرتبكة، هل تعتقد ذلك؟

– هناك مجموعة تدفع بقوة فى اتجاه إجراء الانتخابات بالنظام الفردى، وهذه المجموعة تمتلك آليات مثل وسائل إعلام وغيرها، وبدأت تهاجمنى وتعرضت للهجوم منهم لمجرد مناداتى بالقوائم، وكأنى أقول كلاماً قبيحاً، أنا حر أقول ما أريد، وهناك أناس من السلطة تدفع تجاه النظام الفردى.

صباحى

■ من هؤلاء؟

– هناك مثلاً الدكتور كمال الجنزورى، وأنا أقدره تقديراً كبيراً وأحترمه، يتبنى النظام الفردى، وكأنها معركة حياة أو موت بالنسبة له، فمن حقه أن يتأثر بفكر كان موجوداً قبل 25 يناير، هذا الفكر كان الهدف منه إقصاء الإخوان، لكننا فوجئنا بالإخوان يحكمون مصر، أرجو من الدكتور الجنزورى، وهو قيمة وقامة، أن يترك للأحزاب السياسية، بحكم عملها، أن تصنع وتشارك فى القرار السياسى، ولن يكون لمجموعة من المستقلين، أو أحد من الحزب الوطنى القديم أو أى تكتل منهم القيام بذلك، مع التسليم بأننى لست مع عزل الحزب الوطنى القديم، فهناك منهم الصالح وهناك الطالح، وهناك الفاسد مالياً، وهناك من أفسد الحياة السياسية، وهناك من زوّر جميع انتخاباتنا وأشرف على تزويرها منذ عام 1984 حتى 2010، ونعتبره حتى لو كان طاهر الذمة أنه أفسد الحياة السياسية، وإفساد الحياة السياسية أخطر بكثير من إفساد الذمم المالية.

■ ما تعليقك على ترشّح حمدين صباحى مؤسس «التيار الشعبى» فى الانتخابات الرئاسية، ولماذا أعلن ذلك مبكراً فى نظرك؟

– «صباحى» شخصية وطنية، وأعتقد أن ترشّحه للرئاسة ليس غاية فى حد ذاته، ولكنه وسيلة لتحقيق مطالب 25 يناير، أنا على المستوى الشخصى أحبه، وكنت مشفقاً عليه من ترشيح نفسه، لصداقتى به، ولأن المعركة الانتخابية القادمة قوية وشرسة جداً، لكن ترشحه سيعطى زخماً كبيراً لهذه الانتخابات، وحسناً أنه رشّح نفسه، فـ«حمدين» اختار طريق المعارضة منذ البداية، ودفع الثمن كبيراً.

■ قلت إن الانتخابات الرئاسية ستكون قوية جداً، هل ترى أنها ستكون قوية فى ظل شعبية المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع؟

– هى قوية على «صباحى»، لكن المشير السيسى لا يوجد شك أن لديه قبولاً جماهيرياً كبيراً، ربنا وضع حبه فى قلوب المصريين، لكن المسئولية جسيمة جداً، وطول الوقت أقول لو أنى مكان هذا الرجل ما أقدمت على الترشح للرئاسة، لكن فى نفس الوقت أقول إن ترشّحه أصبح ضرورة حتمية، ربنا يعينه على تحمل المسئولية، وعلى خوض المعركة الرئاسية، لأن الحرب النفسية التى ستوجه إليه سيكون صعباً على أى إنسان أن يتحمّلها، سيُحارب من قِبل فصيل منظم على المستوى الدولى، ومن قبل دول لا تريده أن يأتى رئيساً لمصر.

■ من خلال لقائك بعدد من سفراء أوروبا، هل اختلفت نظرتهم لما حدث فى مصر مؤخراً؟ هل حدث تغيير؟

– يزورنى عدد كبير من السفراء كثيراً، وأصبحوا يعترفون أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة، وجميع سفراء أوروبا يعترفون بذلك، حتى آن باترسون السفيرة الأمريكية، قبل أن تغادر مصر.

■ ماذا قالت لك؟

– من وجهة نظرها أن المشهد ثورة قبل أن تغادر، أرادت أن تودع اثنين، أنا وعمرو موسى، وقبل أن تغادر قلت لها ما حدث فى مصر ثورة شعبية، والقوات المسلحة انحازت إلى الشعب مثلما انحازت فى 25 يناير، قالت أنا أرى ذلك، لكن كل الاعتراض على المحاكمات، فالسفراء يتحفّظون على مسألة المحاكمات، ويعتقدون أن الحبس الاحتياطى قرار سياسى، وأوضحت لهم أن الحبس الاحتياطى إحدى الوسائل القانونية لحماية المجتمع من عنف وتطرف واغتيالات، لكنهم لا يعترفون بذلك، فقالوا لى لماذا لا يحاكم مؤيدو «السيسى»، على تظاهراتهم، فقلت إنهم يحصلون على تراخيص، وليسوا مدفوعين من أحد، وأن المشير السيسى نفسه يرفض ذلك، وقلت لهم انتظروا القضاء المصرى وستعلمون أن بمصر قضاءً شامخاً.

هناك مجموعة تمتلك «وسائل إعلام» تضغط من أجل النظام الفردى فى الانتخابات البرلمانية.. و«الجنزورى» يقاتل لتطبيقه

■ لو عرض عليك «السيسى» رئاسة الحكومة، هل ستوافق أم لا؟

– لو «الوفد» له الأغلبية التى تمكنه من تشكيل الحكومة أرحب، لكنى أرفض أن يتم تعيينى بقرار، فقد رفضت رئاسة الوزراء مرتين لرفضى التعيين من قرار سلطوى، فقد عُرض علىّ فى عهد النظام الأسبق التعيين مرتين فى مجلس الشورى، مرة فى 2000، وأخرى فى 2002، كما رفضت قرار تعيينى مساعداً للرئيس فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى.

■ إلى من تذهب أصوات السلفيين، لـ«صباحى» أم «السيسى»؟

– لا بد أن نفرّق بين حزب النور، والسلفيين، التيار السلفى واسع، وحزب النور لا يسيطر عليهم جميعاً، وإنما على شريحة صغيرة من التيار السلفى، أعتقد أن أصوات حزب النور ستذهب إلى المشير السيسى، أما أصوات السلفيين فأعتقد أنه سيكون هناك التزام بقرار الإسلاميين بوجه عام، سواء كان بالمشاركة أو المقاطعة.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى