الأخبار

70 سنة على النكبة.. قصة صراع ثلاثة ملوك ونصف على فلسطين

روى الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، في كتابه عن حرب فلسطين «العروش والجيوش»، أن الملك فاروق كان يريد الخلاص من معاهدة 1936 مع بريطانيا؛ لكي يستطيع أن يتحرك إلى الشرق، حيث إن مصالح مصر الاستراتيجية وأمنها هناك، وجاءت قضية فلسطين في هذا التوقيت قبيل الحرب، لتُطرح عليه، وكانت هذه القضية هي «الهاجس الأول للشرق» وهي الشاغل الأول له.

بينما قام الملك عبدالعزيز «عرش الرياض» -خلال سنوات الحرب- بخطوة مهمة وحاسمة أنهى فيها سيطرة بريطانيا على موارد البترول في بلاده وفتح الأبواب للشركات الأمريكية، وكان «عبدالعزيز» يشعر بحرج لأن الولايات المتحدة -صديقه الجديد- هي التي تريد أن تسمح بهجرة اليهود إلى أوروبا دون قيد أو شرط وبلا استئذان، وربما كان الملك قلقا، فهو يراقب الهاشميين في عرش عمان، ويشعر أن عرشهم على تخوم فلسطين يثير شكه.

أما الملك فيصل الثاني «عرش بغداد»، فكان طفلا؛ لكن القائمين بالوصاية -وعلى رأسهم الأمير عبدالإله، ورئيس الوزراء نوري السعيد- يريدون ترتيبا من نوع جديد مع الإمبراطورية البريطانية، لكن أصداء ما يجري في فسلطين كانت تصل بغداد وتستدعي العراق رغم عدم وجود حدود مباشرة له مع فلسطين.

«العراق» حينها كان مشتتا ومرهقا؛ لأنه قبل الحرب العالمية الثانية قد عاش تجربة أول انقلاب عسكري في التاريخ العربي الحديث «انقلاب بكر صدقي»، ثم انقلاب آخر سياسي وعسكري قاده رشيد علي الكيلاني.

ويتبقى هنا العرش الرابع، وهو العرش الهاشمي الصغير، في عمان، وكان عليه الملك عبدالله، ملك الأردن، وكانت الأحوال معقدة في هذا العرش أكثر من العروش الثلاثة الأخرى؛ لأنه من المعروف أن الملك عبدالله غير راضٍ عن حقه الذي اغتصبه أخوه الأصغر الملك فيصل، حينما أخذ عرش سوريا ثم أرغم على تركه للفرنسيين بعد «سايكس بيكو»، فعوضه الإنجليز بعرش العراق.

حينها أُرغم الملك عبدالله على التواضع، وقبل إمارة شرق الأردن بعدما عرضها عليه السياسي البريطاني، وينستون تشرشل.

كما كان الملك عبدالله غير راضٍ عن دخول السعوديين إلى الحجاز وإقامة المملكة العربية السعودية، وحينها أثار ضجة بقوله الشهير إلى سياسي بريطاني -مشيرا للسعودية على الخريطة- «هنا مملكة بلا ملك، وأنا هنا ملك بلا مملكة»، وبالطبع أفشي السياسي السر وأذاعه.

ولهذا وجد الملك عبدالله نفسه مضطرا لتحويل قبلته إلى فلسطين، وهكذا وصلت العروش الأربعة بأحمالها وأحلامها وخططها إلى فلسطين، وكل له أسبابه، لكن رؤاهم لم تلتق؛ بحسب رواية «هيكل».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى