الأخبار

هدنة 3 أيام بين النوبيين و«بنى هلال»

 

41

 

نجحت جهود «الأجاويد» من كبار ومشايخ القبائل والعائلات الكبرى بقرى ومراكز محافظة أسوان، خلال اجتماع ترأسه اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، والدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان، ومشايخ القبائل العربية، فى تهدئة الوضع المحتقن بعد تعهد كلا الطرفين، أبناء النوبة وأبناء بنى هلال، بوقف نزيف الدم لمدة 3 أيام، لإعطاء الفرصة للجنة تقصى الحقائق العاجلة، التى أمر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بتشكيلها خلال زيارته لأسوان السبت الماضى. حيث توصلت قبيلتا الدابودية وبنى هلال لاتفاق بهدنة مفتوحة لا تقل عن 3 أيام وشمل الاتفاق العديد من الآليات منها عدم قيام أى منهم بالاعتداء على الآخر ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة، وإطلاق سراح كل من تم القبض عليهم من شباب القبيلتين باستثناء المتهمين فى قضايا جنائية، علاوة على حصر المشكلة فى مجال التنازع بين القبيلتين فقط دون امتدادها إلى باقى المناطق أو الأطراف الأخرى، مع عدم قيام أى طرف بقطع الطرق أو عمل أكمنة للتفتيش وتجنب الاحتكاك من خلال ابتعاد كل طرف عن مناطق تجمع الآخر، بالإضافة إلى تقديم أى متهم فى عمليات القتل أو الاعتداء التى جرت إلى العدالة وتسليمه للأمن لبسط وتفعيل سيادة القانون دون تفرقة بين أحد وآخر، وتضمّن الاتفاق سرعة دفن الجثامين من الجانبين بعد تصريح النيابة العامة، وبدء عمل لجنة تقصى الحقائق للوقوف على أسباب الأحداث، مع الحصر الفورى لكافة التلفيات والخسائر.

النيابة تأمر بحبس 3 من الهلايل 4 أيام على ذمة التحقيق.. والأمن يضبط 11 متهماً

من جانبه أشاد محافظ أسوان بحكمة قيادات القبيلتين لاحتواء الخلاف وحقن الدماء، وخاصة أنهم أهل جوار ومصالح مشتركة وتضمهم أرض أسوان الطيبة التى كانت وستظل واحة للأمن والأمان، لافتاً إلى أن المخزون الحضارى والرصيد الإنسانى لدى أبناء المحافظة ساهم بشكل فعال فى تقريب وجهات النظر ووأد الفتنة التى حاولت أطراف خارجية تأجيجها، فى ظل انزعاج كافة مؤسسات الدولة من تطور الأحداث، وعلى رأسها فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء.

كما تمكن مشايخ وكبار محافظة أسوان من دفن 6 جثث من أبناء بنى هلال الذين قُتلوا فى الساعات الأولى من صباح السبت الماضى، وسط إجراءات أمنية مشددة من رجال الشرطة والقوات المسلحة والعمليات الخاصة. فيما قرر الدكتور محمد عبدالمطلب، وزير الموارد المائية والرى، تأجيل الاختبارات التحريرية الخاصة بمهندسى الرى بالمحافظة، والتى كان مقرراً عقدها أمس للمتقدمين لشغل وظيفة مهندس ثالث بالوزارة إلى موعد لاحق لم يتم تحديده بعد لحين هدوء الأوضاع بالمحافظة.

من ناحية أخرى، ترك العشرات من أهالى منطقة السيل الريفى منازلهم، أمس، على خلفية الأحداث الدموية التى وقعت بالمنطقة منذ الجمعة الماضى بين أبناء النوبة «الدابودية» وأبناء بنى هلال، والتى راح ضحيتها 25 وأصيب العشرات من الطرفين، واستضافهم أهلهم وذووهم فى مناطق أخرى خوفاً على أرواح أطفالهم، حيث أصبحت المنطقة أشبه بالثكنة العسكرية إثر فرض اللواء حسن السوهاجى، مدير أمن أسوان، حظر التجول لحين السيطرة على الموقف الأمنى بعد سقوط قتيلين مساء أمس الأول على خلفية تجدد الاشتباكات. لم يأمن الأهالى على أبنائهم وأسرهم سواء من أبناء النوبة أو من بنى هلال بسبب تربص الطرفين كل منهما للآخر، وقام شباب القبيلتين بمنع أى غريب من الدخول لمناطقهم، وشهدت مداخل المنطقة سياجاً بشرياً من الشباب ووضعوا جذوع الأشجار والنخل والحجارة الكبيرة على مداخل السيل الريفى، وأشعل البعض النيران فى إطارات السيارات وصناديق القمامة، لمنع اقتراب الطرف الآخر من المنطقة. كما تم قطع الطرق فى العديد من مداخل ومخارج مدينة أسوان وتم إشعال النيران ووضع الأحجار على شريط السكة الحديد بمركز أسوان وكلابشة، وأوقفت الهيئة العامة للسكك الحديدية حركة القطارات بين أسوان والقاهرة وكذلك الخط الداخلى إدفو – السد العالى، بسبب تجمع الشباب على شريط السكة الحديد، فيما توجهت قوة أمنية مكبرة مكونة من 5 سيارات أمن مركزى ومصفحتين وسيارة إطفاء ومرور و7 سيارات شرطة صغيرة للتعامل مع قاطعى الطريق باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، واستقبلهم الشباب بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة، وحدثت حالة من الكر والفر وتمكن رجال الشرطة من ضبط 8 من المتهمين علاوة على ضبط 3 آخرين متورطين فى أحداث الاشتباكات.

وقرر خالد الزغبى، وكيل نيابة أسوان، بإشراف المستشار هشام بركات النائب العام، حبس ثلاثة من المتهمين الرئيسيين فى الأحداث 4 أيام على ذمة التحقيقات، حيث ألقت قوات الأمن فى الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضى القبض على «وليد. ح»، 32 سنة، و«محمد. ش»، 22 سنة، و«هيثم. ع»، 26 سنة، ممن قاموا باستخدام الأسلحة النارية والتى أسفرت عن مقتل 3 أشخاص فى بداية الاشتباكات القبلية التى شهدتها المحافظة بمنطقة السيل الريفى «الشعبية» التابعة لدائرة قسم ثانى أسوان، وتم التحقيق مع المتهمين فى معسكر قوات الأمن المركزى بمنطقة الشلال، مكان احتجازهم، حيث انتقل فريق النيابة لاستجوابهم نظراً لخطورة عرضهم على النيابة بمحكمة أسوان، ووجهت لهم تهمة المشاركة فى أحداث الشغب والعنف وإطلاق الأعيرة النارية بطريقة عشوائية. فيما توقفت أعمال البيع والشراء بشارع كورنيش النيل، واجهة المدينة السياحية، حيث أغلقت المحال والشركات التجارية الكبرى أبوابها، وخلت الشوارع من المارة وكأن المدينة أصبحت فى حظر تجول كما هو الحال فى المقاهى والمطاعم التى فتحت أبوابها دون أن يرتادها أحد، بسبب قيام شباب العائلتين بإشعال النيران وإحراق المحال التجارية لبعضهم البعض، كما أُحرقت 4 حناطير وقامت الوحدة المحلية لمدينة أسوان برفع بقاياها، وتم رفع الحجارة والأشجار من الشوارع بعد نجاح الأمن فى فتحها.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى