الأخبار

تبرؤ إخوان الكويت من إخوان مصر

123احمد عبد الله

 

قال الباحث الإسلامي هشام النجار: إن السبب الواضح وراء تبرؤ إخوان بعض الدول العربية من إخوان مصر مثل اخوان الكويت والأردن هو ذلك الخلط المخل الذى حدث طوال الأشهر الماضية بين العديد من المتناقضات؛ حيث تحالف الإخوان مع تيارات وفصائل اسلامية متشددة لديها فكر وتصور ومنهج مختلف عن الإخوان فى النظرة للتغيير وكيفية إقامة الدولة الاسلامية مثل التيار الجهادى والسلفى الجهادى والجماعة الاسلامية الذى يميل للثورية والتغيير من القمة.

واعتبر النجار في تصريح خاص ان هذا مخالف لما درج عليه الاخوان الذين قدموا أنفسهم طوال العقود الماضية كحركة تغيير سياسى متدرج مستنيرة، وربما لا يرغب اخوان مصر فى فقدان حلفائها الاسلاميين وربما حولتهم الأحداث الماضية الى تبنى المنهج الثورى المتعجل فقدمت نفسها هذه الأيام كأكثر الحركات ثورية فى مزايدة متبادلة بينها وبين حلفائها الجهاديين فى سباق على احتواء وضم جماهير الشارع وشباب الفعاليات الغاضبة منذ 3 يوليو الى اليوم.

مضيفا، كذلك التناقض بين التنظيرات والمواقف العملية والخطاب المعلن بعد تنامى مظاهر العنف والتكفير السياسى والتجاوز فى الحوار والإساءة للمخالف، وجميعها مناقضة لما تربى عليه الاخوان فى الدول العربية فى كتابات مفكرى الاخوان المنفتحة المتسامحة والتى تدعو لقيم مخالفة للمظاهر المنتشرة فى الشارع السياسى المصرى اليوم.

مشيرا الي انه فضلاً عن مخالفة أصول وثوابت راسخة فى الوجدان الإخوانى منذ زمن أهمها الحفاظ على العلاقات العربية والجسد العروبى كمقدمة ولازم من لوازم الوحدة الاسلامية، وما حدث فى الفترة الأخيرة هو الاستهانة والعصف بمقومات الانسجام العربى والوحدة العربية بداية من تعامل الدكتور مرسى مع القضية السورية بعقلية الداعية والتنظيم لا بعقلية الدولة، والتعامل مع هذا الملف الخطير من منطلق طائفى سنى شيعى كما حدث فى مؤتمر سوريا.

مؤكدا علي انه كان يجب التعامل بمنطق الدولة من منطلق الحفاظ على العلاقات مع سوريا العربية والسعى فى إبقائها موحدة مهما كان الاختلاف مع بشار الأسد، انتهاء بما حدث على مستوى العلاقات المصرية الخليجية؛ حيث كان الإخوان دائماً منحازين للصوت القطرى الذى يدعم بدوره التوجه الايرانى الغربى المناهض والمهدد لمصالح كبريات الدول العربية وفى مقدمتها السعودية والامارات ومصر.

وتوقع الباحث تكرار السيناريو الكويتى والسعودى أيضاً مع الاخوان حرصاً منهم على مصالحهم الاستراتيجية المهددة بسبب تغول النفوذ الإيرانى الذى تناغم مع الاخوان وقطر ولاقى ارتياحاً غربياً، وحفاظاً وحماية للدول العربية السنية التقليدية من الاختراق والفوضى والانقسام أمام تهديد المؤامرات الغربية الايرانية، وسعياً لدعم الاستقرار داخل مصر الذى يمثل أولوية للدول العربية والخليجية على وجه الخصوص فهى السند العربى الاستراتيجى السنى القوى المتبقى لهم.

صدي البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى