الأخبار

“مصر متوعدة للنادي المصري”

 

Soccer fans flee from a fire at Port Said Stadium

 

 

“الثلاث نقاط الخاصة بالمباراة والبطولة كلها ليست أهم من حق شهداء الأهلي، إذا لعبت المباراة فليتحمل الجميع ما سيحدث فيها، كل مصر متوعدة لفريق المصري”.

هكذا عبر محيى الدين عبد الرحمن -والد أنس أصغر ضحايا مجزرة بورسعيد- عن رفضه لمشاركة النادي الأهلي في مباراته التي ستجمعه بالمصري البورسعيدي غدا السبت في أول مواجهة بين الطرفين منذ ثلاثة سنوات.

كانت مباراة بين الفريقين أقيمت في فبراير عام 2012 في بورسعيد شهدت أعمال عنف أسفرت عن سقوط 72 قتيلا من مشجعي الأهلي وإصابة 254 آخرين.

كان عشرات من أهالي الضحايا نظموا وقفة يوم الثلاثاء الماضي أمام مقر النادي الأهلي بالجزيرة للمطالبة بعدم إقامة مباراة الأهلي والمصري، لحين صدور حكم نهائي في القضية.

وتنظر محكمة جنايات بورسعيد، حاليا، جلسات إعادة المحاكمة في قضية “أحداث بورسعيد”، المتهم 73 شخصا، بينهم 9 قيادات أمنية و3 من مسئولي النادي المصري، وباقي المتهمين من شباب ألتراس النادي المصري.

ويواجه المتهمون اتهامات تتعلق بارتكاب جنايات “القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بجنايات القتل والشروع فيه، بأن قام المتهمون بتبييت النية وعقد العزم على قتل بعض جمهور فريق النادى الأهلي “الألتراس” انتقاما منهم لخلافات سابقة، واستعراض القوة واستخدام أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة وقطع من الحجارة وأدوات أخرى، والتربص بهم فى إستاد بورسعيد الذى أيقنوا سلفا قدومهم إليه”.

وأضاف والد أنس -في تصريح لأصوات مصرية مساء الخميس، أن مجلس الأهلي تعهد في وقت سابق بعدم اللعب أمام المصري “لكنه خالف وعده ووافق على لعب المباراة”.

وقال محيي الدين “عندما كان حسن حمدي رئيسا للنادي الأهلي أصدر قرارا بعدم اللعب أمام المصري 5 سنوات، ولهذا وافقنا على دخول النادي في البطولات الإفريقية والدولية، بعد أن قالوا لنا إن النادي سيتعرض للإيقاف، لكن المجلس الحالي قرر لعب المباراة، رغم أن الأمور لم تهدأ بعد”.

وقرر مجلس إدارة النادي الأهلي، الأربعاء، مقاطعة المباراة، إلا أنه لم يتضح إذا كان هذا قراره يعني إلغاء المباراة.

وتابع “طلبنا من إدارة الأهلي -كجمعية شهداء مجزرة بورسعيد- في مذكرة رسمية عدم لعب المباراة، فنحن خائفون مما قد يحدث في المباراة، لكنهم لم يستجيبوا”.

وقال “الاحتقان لم يهدأ بل يزيد، والكارثة ستحدث إن عاجلا أو آجلا”.

وعقب أحداث المباراة، تأسست جمعية “شهداء مجزرة بورسعيد” من أسر ضحايا النادي الأهلي، بعد أن كانت رابطة يرأسها والد أنس، ويتولى رئاسة الجمعية الآن علي محسن والد أحد الضحايا.

وقال محيي الدين “سجلنا اعتراضنا من خلال وقفة أمام النادي الأهلي، وقد يكون هناك وقفة أخرى وقت المباراة، بعض أهالي الشهداء أرادوا الذهاب إلى الجونة لتسجيل اعتراضهم، لكننا رأينا أن الاعتراض أمام النادي وقت المباراة أفضل”.

وقال أحد مشجي نادي الأهلي الرافض أيضا للمباراة لرويترز “أين سيذهب دم الشهداء؟ كيف يمكن للأهلي أن يقرر الموافقة على خوض مثل هذه المباراة؟

“والله لم أكن لأتخيل أن يحدث هذا. هل حقا سيخوض لاعبو الأهلي المباراة مع المصري؟”

لماذا يرفض أسر شهداء الأهلي لعب المباراة أمام المصري؟

“لم يتغير شئ، فالمصري البورسعيدي لم يعتذر، ولا يرى أن ما حدث مذبحة، ولم يقيم نصب تذكاري للشهداء في مكان المذبحة، ولم يتم إعدام أحد، ولم يصدر حكم نهائي في القضية، فلماذا نوافق على لعب المباراة”، هكذا كان قال والد أنس.

وقال رئيس النادي الأهلي، محمود طاهر إن “أداء مباراة المصري لا يعني بأي حال التفريط في حقوق الشهداء”، موضحا أن الأهلي يخوض المباراة لالتزامه باللوائح والقوانين.

وأضاف طاهر في تصريحات للموقع الرسمي للنادي أنه “لا يليق بالأهلي البطل ونادي القرن صاحب التاريخ الكبير أن ينسحب من المباراة الرسمية ويتعرض للعقوبات، وبالتاكيد هذا أمر لا يسعد الشهداء الذين دفعوا حياتهم حباً في الأهلي، وأداء المباراة هو للاستمرار مسيرة الأهلي الناجحة لحصد البطولات ليظل في المرتبة الأولي وهو الأمر الذي مات من أجله شهدائه في بورسعيد”.

وتابع “أقدر مشاعر أسر شهداء الأهلي.. لكن عدم لعب المباراة لن يعيد الشهداء”.

وشدد طاهر على أن المجلس لن يتخلي عن أسر الشهداء وسيظل مسانداً لهم ومستمر في دعمه للفريق القانوني الذي يباشر القضية حتي يتحقق القصاص العادل لأبناء الأهلي من المجرمين”.

ومنذ رحل الفتيان السبعون إلى ربهم والمشجعون ممنوعون من حضور المنافسات الرياضية في مصر إلا في حالات نادرة. وتغير هذا جزئيا بصدور قرار بالسماح لعشرة آلاف كحد أقصى بالحضور في مباريات بعينها في القاهرة والإسكندرية لكنه لن يسري على مباراة الجونة.

يخشى البعض أن يقتحم مشجعو الأهلي الشبان الاستاد مثلما فعلوا في 2013 خلال مباراة لفريقهم لكن عمر يقول إن توقع ما قد يحدث يظل صعبا.

 

هذا المحتوى من : 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى