الأخبار

القصة الكاملة لتاريخ المعونة الأمريكية في مصر

مسؤول المعونة الأمريكية بالجيش المصري سابقًا: الانفتاح العسكري على الدول الأوروبية أجرأ قرار اتخذه السيسي في تاريخ مصر الحديثة

مرت العلاقات المصرية الأمريكية بحالات من الشد والجذب قبل طرح فكرة المعونة الأمريكية منذ عام 1952، إذ حرصت أمريكا على بسط نفوذها بالشرق الأوسط بعد تراجع النفوذ البريطاني فيها، بالإضافة للضغط المستمر بأسلوبها لمحاولة تمرير سياسيات مُعينة في الشرق الأوسط.

لم يكن سحب المعونة الأمريكية من مصر هي الحادثة الأولى من نوعها، بل تكررت “فالتاريخ يُعيد نفسه”، وبُطرق مختلفة وبدأ ذلك في إطار الخطة الرابعة في عهد الرئيس الأمريكي “هاري ترومان” والذي قام في عهده بسحب تمويل مشروع السد العالي، بعد اتجاه مصر إلى الكتلة الشرقية وصفقة الأسلحة التشيكية، وهو الأمر المُشابهة الآن مع منع المعونة الأمريكية عن مصر واتجاهها إلى تنويع مصادر أسلحتها مع أوروبا.

• تنويع المصادر التسليحية لمصر.. السبب الرئيسي لانزعاج أمريكا

يقول اللواء مصطفى السيد، المسؤول عن ملف المعونة الأمريكية في الجيش المصري سابقًا، إن السبب الحقيقي وراء منع الاستمرار في ضخ المعونة الأمريكية لمصر هو اتجاه مصر إلى تنويع الأسلحة مع دولتي “روسيا، وإنجلترا” وليس كما يُشاع الآن عن كتابة الناشطة آية حجازي لمقال في أحد الصحف الأمريكية وهو منافي للحقيقة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية انزعجت من قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي وانفتاحه العسكري على الدول الأوروبية، وكل تلك الأمور إن دلت فهي تدل على حُب الرئيس لمصلحة الدولة المصرية، لافتا إلى أنه أجرأ قرار تم اتخاذه في تاريخ مصر الحديثة، ولم يجرأ أن يفعله أحد من قبل، حتى أن الرئيس الأسبق حسني مُبارك لم يجرأ على تحدي أمريكا.

• تاريخ المعونة الأمريكية في مصر

يعود تاريخ المعونة الأمريكية في مصر إلى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك مع تشجيعه سياسة الانفتاح الاقتصادي ودفع المُستثمرين الأجانب لعمل المشروعات داخل مصر وذلك بغرض تجاوز الأوضاع الاقتصادية بعد حرب عام 1973، وبعدها صدر قانون المعونات الخارجية الأمريكية في يناير 1975 وكان نصيب مصر منه 250 مليون دولار، ثم تم إنشاء مكتب “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” بمصر عام 1975، ومع توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام، بدأ التوسع في النوعية المعونة الأمريكية المُقدمة لمصر لتشمل التحويلات النقدية، ثم بدأ برنامج المعونة العسكري فعليًا في مصر عام 1979.

وفي حرب الخليج عام 1990، اتسعت ذروة المعونات الأمريكية المقدمة لمصر مع التغيرات التي طرأت على الاتحاد السوفيتي، وفرضت أحداث 11 سبتمبر عام 2011 طريقة تقديم المعونات في الشرق الأوسط ورفعت الإدارة الأمريكية من تكتيك وأسلوب الغرض من تقديم تلك المعونات وكان على رأس أولوياتها الدفاع عن الأمن القومي لأمريكا، كما ظهر ذلك في دعم البرامج الخاصة بالإصلاح الاقتصادي والحوكمة وإجراء الإصلاحات الدستورية.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى