الأخبار

أعمال البناء المخالفة على أرض الدولة فى «قباء»

6

 

 

لم تمر لحظات على انتهاء الزيارة التفقدية التى أجراها الدكتور جلال مصطفى، محافظ القاهرة، وبعض القيادات الأمنية والتنفيذية، لأعمال الإزالة التى ينفذها حى أول مدينة السلام للتعديات على أرض مملوكة للدولة فى مدنية قباء، حتى عادت الأمور إلى طبيعتها، وعاد أفراد الأمن التابعون لشركة خاصة تتولى تأمين الأرض لمصلحة عائلة «الجبالى» إلى مواقعهم.

فاستمراراً لحملة إزالة التعديات على أراضى الدولة، التى تشهدها أحياء العاصمة، منذ منتصف الشهر الحالى، تحت إشراف محافظة القاهرة، قام حى أول مدينة السلام، صباح الأربعاء الماضى، بحملة لإزالة العقارات المخالفة، بمدينة قباء، التابعة لحى السلام، شرق القاهرة، وسط حراسة أمنية مشددة، من قوات الجيش والشرطة، وانتهت الحملة أمس الأول، بزيارة تفقديه قام بها محافظ القاهرة، لموقع الأرض المملوكة للدولة، والتى تبلغ مساحتها 23 فداناً ملك شركة النصر للكيماويات الدوائية. الأرض التى استولى عليها بعض الأشخاص، تقع أمام المنطقة الصناعية، وتحديداً فى شارع مسجد النصر، وتنحصر بين المنطقة السكنية من اليسار، والمنطقة الصناعية يمنياً.

سامح خيرى، أحد العاملين فى توكيل إحدى ماركات السيارات العالمية المواجه للأرض، يقول: «مش دى أول مرة الحكومة تهدم فيها العقارات المخالفة، فسبق أن هدموها مرتين، وكل مرة بعد ما الأمور تهدى يعيدوا بناءها مرة أخرى»، وأضاف: «هناك شخصان يسيطران على الأرض، ويبيعانها للمواطنين، ويؤكدان للمشترى أن الأرض مسجلة وأن كل المرافق ستصل إليها». وأثناء حديثه معنا، تتوقف سيارة بيضاء اللون، يهبط منها 3 أشخاص، يُدعى أحدهم عصام سعد، يتحدث مع فرد الأمن التابع لشركة الأمن الخاصة التى تتولى تأمين الأرض لمصلحة عائلة «الجبالى»، كما تزعم لافتة سوداء، مدون عليها باللون الأبيض: «هذه الأرض ملك عائلة الجبالى ومسجلة برقم 137 لسنة 1979 وليس لها أى توكيلات»، ويتحدث الشاب الجالس داخل كشك مخصص للأمن، قائلاً: «الأرض مسجلة»، يحاول من يرغب فى الشراء الاستفسار عن سبب أعمال الهدم، ليؤكد له عدم صدرو ترخيص للبناء.

عصام سعد، المقيم فى منطقة عين شمس، جاء برفقة 2 من أصدقائه لمشاهدة قطعة الأرض المعروضة للبيع على أحد موقع بيع الأراضى والعقارات على شبكة الإنترنت، ليفاجأ بأعمال الهدم، وقال إنه لم يكن يعلم أن الأرض مملوكة للدولة، إلا بعد أن سمع الخبر فى الإذاعة، أثناء قدومه فى الطريق إلى هنا، ولم يخطر بباله أن تكون هذه الأرض، وأضاف: «صديق يُدعى عيد العرباوى سبق أن اشترى قطعة أرض هنا»، وتساءل لماذا تترك الحكومة الشركة فى الأرض حتى الآن، رغم مرور 5 أيام على أعمال الإزالة. ركام 3 عقارات تحت الإنشاء نتيجة أعمال الإزالة، ترقد بجوار مسجد فى مقدمة الأرض لم يُهدم، يبرر حسن شعبان، أحد السكان المجاورين لموقع الحدث بناء الجامع بأن الهدف منه تسهيل توصيل المرافق إلى البنايات التى هُدمت، بينما خلف الجامع تظهر عمليات الحفر التى تمهد لإنشاء أساسات خرسانية للعديد من البنايات.

التحرك وسط الأرض التى تتمدد بشكل طولى يُظهر اعتداءات من نوع آخر، حيث تظهر تلال الرمال والزلط داخل شونة، يقبع داخلها لودر و3 سيارات نقل، وعلى بعد عشرات الأمتار يرقد منزل مبنى بالطوب الجيرى الأبيض، لم تصل إليها أعمال الإزالة، رغم أنها تقع ضمن مساحة 23 فداناً، وفقاً لـ«حسن شعبان».

محمد عز الدين، أحد أفراد الأمن، الذى يعمل منذ عام فى شركة الصحابة، المملوكة للمهندس خالد الجبالى، يقول: «الحكومة وقفتنا كلنا خارج الأرض حتى تنتهى زيارة المحافظ، وبعد ما المحافظ مشى، كل واحد فينا رجع لمكانه تانى»، متسائلاً: «إذا كانت الأرض دى ملك الحكومة فعلاً ليه مش بتشيل اللوحات دى وتعلق لوحات تؤكد أنها ملكها».

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى