الأخبار

مصر تشهد أسوأ “اقتتال داخلي”

273

 

في تعليقها على التفجيرات, التي وقعت أمام جامعة القاهرة في 2 إبريل, توقعت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية تصاعد أعمال العنف في مصر, خاصة قبل الانتخابات الرئاسية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 3 إبريل أن سماع أصوات الانفجارات بات أمرا معتادا في مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي, والذي أشعل –  على حد تعبيرها – أسوأ “اقتتال داخلي” في تاريخ مصر الحديثة.  وأشارت “كريستيان ساينس مونيتور” إلى أن ما يزيد من التوقعات حول تدهور الأوضاع في مصر أكثر وأكثر, ترشح وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي للرئاسة, والذي زاد الانقسام في البلاد, حيث يري مؤيدوه أنه المنقذ, الذي سيخلص البلاد من الاضطرابات السياسية ويحقق الرخاء، بينما يرى معارضوه أنه سبب الاضطرابات المتواصلة, لأنه “العقل المدبر للانقلاب الذي أطاح بمرسي”. وكانت جماعة تدعى “أجناد مصر” تبنت التفجيرات, التي وقعت أمام جامعة القاهرة في 2 إبريل, وتسبب أحدها بمقتل عميد شرطة، بينما دعت الرئاسة المصرية إلى تعاون دولي لتجفيف منابع “الإرهاب”. واستهدفت قنبلتان نقطة للشرطة أمام جامعة القاهرة, وأعقبهما انفجار ثالث، فيما كان رجال الشرطة والصحفيون يتجمعون في الموقع، كما تم إبطال مفعول قنبلة رابعة. وأعلنت وزارة الداخلية مقتل رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة العميد طارق المرجاوي وجرح خمسة ضباط شرطة -بينهم لواء- في أول انفجارين، ولم يخلف الانفجار الثالث إصابات. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “أجناد مصر” مسئوليتها عن التفجيرات، وقالت الجماعة في بيان نشر على صفحة تحمل اسمها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “فتح الله على جنودنا الأبطال ضمن حملة (القصاص حياة) بالوصول إلى تجمع لكبار قيادات الأجهزة الإجرامية المتمركزة قرب ميدان النهضة”. وذكر البيان أنه تم زرع ثلاث عبوات، وفور وصول القيادات الأمنية تم تفجير عبوتين، وأوضحت أنه تم تأجيل تفجير العبوة الثالثة, نظرا لاحتشاد عدد من المدنيين وتم تفجيرها بعد ابتعادهم حتى لا  تصلهم أي شظايا. وكانت الجماعة أعلنت مسئوليتها عن تفجيرين استهدفا عناصر للشرطة أعلى جسر في الجيزة في 7 فبراير الماضي، وأسفر ذلك الهجوم عن إصابة ستة أشخاص, بينهم أربعة من رجال الشرطة. ورغم تبني الجماعة التفجيرات, فإن المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية اتهم جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراءها، وقال في مداخلة لإحدى القنوات الفضائية إن طلاب الجماعة زرعوا قنابل في الأشجار الموجودة بمحيط جامعة القاهرة في ميدان النهضة، وأكد أن طلاب الإخوان حاولوا من قبل زرع قنابل داخل الحرم الجامعي وخارجه وتم اكتشافها وإبطال مفعولها. وقد ترأس رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب في وقت لاحق اجتماعا أكد فيه أن الحكومة قررت تعزيز التدابير الأمنية في محيط الجامعات وتكثيف الدوريات المشتركة بين الجيش والشرطة، وتعهد بإعادة النظر في قوانين مكافحة “الإرهاب”. ومن جانبها، دعت الرئاسة المصرية إلى تعاون دولي لتجفيف منابع “الإرهاب”، وقال بيان صادر عن الرئاسة إن على المجتمع الدولي أن يعي أن مكافحة “الإرهاب” لا تتم عبر معايير مزدوجة. وتوالت ردود الفعل في أعقاب التفجيرات، وأدانت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها هذه التفجيرات وأكدت أنها ستواصل “مسيراتها السلمية”، ودعت للتحقيق في الحادث و”الامتناع عن إلقاء التهم جزافا من دون دليل”. كما أعرب حزب الوطن عن إدانته تفجيرات جامعة القاهرة، وعبر عن أمله في ألا تؤثر على سرعة عودة المسار الديمقراطي، فيما طالبت “حركة 6 إبريل” بعد تنديدها بالحادث بإعادة التفكير في طريقة تعامل الأمن مع المواطنين. وبدوره, ندد علاء أبو النصر أمين عام حزب البناء والتنمية والقيادي في تحالف دعم الشرعية بالتفجيرات، وقال إن الشرطة فشلت في حماية عناصرها، كما استنكر حزب النور السلفي ما وصفها بالأعمال الإرهابية في جامعة القاهرة، وطالب الأمن بالتحرك بقوة لكشف المتورطين فيها.

المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى