الأخبار

“عين الصيرة”.. البلطجة سيدة الموقف

109

 

 

مستودع كبير تابع لشركة بوتاجاسكو الحكومية، على ناصية منطقة عين الصيرة بمصر القديمة، يفصل بين سكان المنطقة والشارع الرئيسي، لافتة مكتوب عليها “ممنوع التدخين” عند مدخل المستودع، الجميع هنا في انتظار “الكلارك” القادم من المصنع لتخزين الأنابيب بالمستودع.. الحذر يخيم على وجوه العاملين بالمستودع، عقب سؤال: “من المسؤول عن المستودع؟”، ليرد أحد الجالسين أمام المستودع بسؤال آخر: “من أنتم؟”، فما كان لنا إلا الرد بكشف هويتنا، وبسؤاله عن أن هناك مخاطر يواجهها أهالي المنطقة من وجود المستودع.

 

يبدأ أحد الأشخاص يتجاذب أطراف الحديث معنا، يدعى عصام، ادعى أنه مدير المستودع والمسؤول عنه، قائلًا: “مستودع عين الصيرة من أكثر المستودعات الآمنة على مستوى مصر.. ويوجد هنا عوامل أمان كفيلة بمنع وقوع حادث انفجار مثلما حدث في البراجيل”.. “عصام” الذي رفض الطشف عن بقية اسمه، بحجة عدم وجود تعليمات، أكد أن المستودع به طفايات حريق وخراطيم لتبريد الأنابيب، وتكييفات حال ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى أشخاص مدربين ومجهزين للتعامل مع أي مشكلة، فضلا عن وجود رجال للأمن الصناعي والميداني.

 

بمجرد رسم تلك الصورة الوردية للمستودع الواقع في منطقة شعبية يحيطها المناطق العشوائية، طلبنا منه الدخول لتصوير معدلات الأمان التي تحدث عنها، كان الرد على لسانه كالمعتاد: “لا توجد تعليمات بالتصوير وانت كده هتضرني، أنا مقدرش أعمل حاجة إلا لما تجبلي طلب من شركة بوتاجاسكو الموجودة في شارع عباس العقاد بمدينة نصر”، لم نقف عند تلك الأزمة، ليواصل معنا الحديث بالقول: “مستودع عين الصيرة يغذي مناطق مصر القديمة بالكامل، وليس تلك المنطقة فقط، ويحمل 3 آلاف أسطوانة بوتاجاز”.

 

“انفجار البراجيل جعل أهالي منطقة عين الصيرة يقدمون أكثر من شكوى لرئاسة الحي لنقل المستودع، وكل المساكن دي جات على المستودع”.. كان ذلك رد الشاب الأربعيني، العامل بالمستودع، على شكاوى النقل، مضيفًا أنه يعلم قرار المحافظة بإزالة مستودعات الغاز الموجودة بالمناطق السكنية، مؤكدًا القرار لم يصل بعد، قائلًا: “جاءت لجان قبل ذلك لفحص الأمر، ولكن لم يتم أي شيء”.

 

سيد عبدالعظيم، ابن منطقة عين الصيرة اختلف مع “عصام”، وقال “المستودع ده وباء للمنطقة إلى أبعد مدى.. فهو وكر للبلطجية، هما اللي ممشيينه، وكل الكلام اللي اتقالك إن المستودع آمن ده كدب، الأهالي قدموا أكثر من شكوى، لكن لا حياة لمن تنادي، خد بالك إن عقل سكان منطقة عين الصيرة لم يصل لمستوى ثقافة سكان مدينة نصر، اللي رفعوا دعوى قضائية لنقل المستودع بعيد عن المنطقة، ودي أكبر حاجة يعملوها.. الناس اللي هنا غلابة بتجري على أكل عيشها.. ومش فاضية تجري ورا المحاكم، ده غير إنالحكومة متقدرش تعمل حاجة للمستودع”.

 

ختمنا حديثنا مع “عم سيد”، والذي استمر لساعة ونصف، ليصطحبنا شاب لباب المستودع من ناحية الشارع الرئيسي، قائلًا: “الدنيا أمان ومفيش مشاكل في المستودع”، ويرد آخر مستقلا دراجته، حاملًا 3 أنابيب خارج المستودع: “ده أوسخ مستودع في مصر.. وكل الكلام اللي قلتهولك عند المستودع كدب.. ودي شهادة هتحاسب عليها”.

 

وأضاف لـ”الوطن”: “البلطجي هو صاحب المستودع.. وهو اللي بيحدد سعر الأنبوبة.. والوسيط اللي ما بينا وما بين المواطن”، ورغم أنه ذكر اسمه، إلا إنه طلب منا عدم نشره خوفًا على قطع رزقه، ليضيف “مفيش أمان لا جوه المستودع ولا بره.. والحكم للبلطجية.. ومفيش حاجة اسمها أمن صناعي أو غيره”.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى