الأخبار

تزوجني.. ولا تستعبدني

239

 

 

 

بتغاظ أوى لما الغلط يبقي شيء طبيعي، وعيب التعليق عليه، أو نقاشه.. لما تكون الإهانة شئ عادي؛ خصوصا إهانة الزوج لزوجته؛ لما يدي نفسه الحق إنه يضربها ويهينها؛ والغريب إن البعض يتعجل الحق ده ويبدأ فى ممارسته قبل ما يصبح زوج أصلا.

 

ولانها تحبه، وتريد الحفاظ على صلتها به؛ تبرر له عنفه وإهاناته؛ فبنبقي مش عارفين مين فيهم الغلطان؟.. اللى إعتدى، ولا اللى قبل، ووافق، وسامح.

 

زمان أيام العبودية كانت الإساءة لجسد العبد أمر عادى لأنه سيده يملكه، لكن بعض الرحماء أقرو قوانين تمنح العبد حق حفظ جسده وروحه من التعذيب، والاهانات التى تقبلها السيدات الأن عشان البيت يفضل.. ولما تفكر منين بيعطى إنسان حق لنفسه ان يهين إنسان آخر حتى ولو كانت زوجته؟؛ هو عقد الزواج فيه شرط (اضربك وقت ما أحب) أو مثلا (الطرف الأول ضامن لأحقية الطرف التانى فى تبعات فقد الأعصاب، والنرفزه، أو الخروج عن الشعور، بما يتتبع ذلك من صفع، أو ضرب بحزام، أو رمى بأي حاجة)؛ بالطبع البنود دي مش موجودة.. طب دى عادة مجتمعيه بقي ولا إيه؟.

 

ولو تحب تتابع الأفلام القديمة تجد مشهدا شبة دائم في كل فيلم للبطل يصفع زوجته على وجهها، باعتبارها غلطانة أو محتاجه حد يفوّقها، وبعدين تبكى الزوجة وتنتهى المشكله بالصفعة دى.

 

المشكلة أن اللي بتنضرب في الإفلام بتبقي ممثلة، يعنى بتاخد تمن الضربة، ومحدش له عليها حقوق؛ وأعتقد أنها ستوافق علي أكثر من الصفعة إذا كان الأجر أكتر شوية، فمن الممكن أن تتحول الصفعة إلي علقة ساخنة بإستخدام أدوات مساعدة، كعصى أو أرجل كرسي أو رقبة زجاجة؟، وكله بتمنه؛ ودايما في الأفلام بنشوف الزوجة غلطانة، ومفترية، لذلك بندي الحق للزوج انه يقوّمها عشان تتوب، ونوصل لنهاية الفيلم.

 

ولو سألت شيخ الجامع عن الضرب والإهانة، يقول لك: حق الزوج، والدين بيقول اهجروهن فى المضاجع، واضربوهن.. ونلاقي الزوجات تنضرب عمال على بطال، وبعدها تسامح، وترجع تانى علشان تنضرب تانى، وتعيش عبد تابع بدلا من القيام بدورها الأساسي إنها تساعد زوجها، وتسنده وتعاونه وأحيانا تبنيه.. طيب ليه؟.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى