الأخبار

عمال ورش إنتاج السكة الحديد.. “أمراض مزمنة وحقوق مهدرة

181

وجوه شاحبة، وأجساد هزيلة أنهكها المرض، وعيون تترقب مصير يوم جديد، قلوب حزينة على أحوال ساءت وتدهورت، آمال تتطلع إلى مستقبل غامض ومصير مجهول، في كل صباح يتجمعون على رصيف محطة قطار رمسيس في انتظار “الخدمة”، وهي عبارة عن قطار لا يختلف عن أحوالهم الرديئة، عرباتة متهالكة، ونوافذه محطمة، والمقاعد في حالة يرثى لها والأبواب مفتوحة.. إنهم عمال ورش إنتاج السكة الحديد بالعباسية.

 

بمجرد الوصول إلى مكان العمل، الذي يبعد عن رمسيس 3 أو 4 كيلومترات، يذهب كل منهم إلى عمله.. الهدوء سيد الموقف، ولا ضجيج سوى لأصوات أفران صهر النحاس والألمونيوم داخل “المسبك”، يتداخل مع أصوات أخرى ناحية “جبل الخردة”.. الكل يباشر عمله، ولا يتوقف إلا مع فصل الكهرباء، وسماع صافرة انتهاء اليوم .

 

العمال فى ورش السكك الحديدية، ما بين “سباكين معادن، وعاملون في الكباري، ونجارين، وحدادين، ودفاع مدني”، معظمهم يعاني من أمراض خطيرة ومزمنة، خاصة أولئك الذين يعملون في مسبك المعادن، وسط دخان الفحم، الذي يستخدم كوقود للأفران، والأدخنة السامة الناتجة عن صهر النحاس والألمونيوم”، ناهيك عن تعرضهم لإصابات عمل خطيرة مثل الحروق والكسور ، وبعضهم طالته الأمراض المزمنة كالكبد، والسكر، والأمراض الصدرية، وفي مقدمتها الربو.

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى