الأخبار

”الملحد” يثير جدلاً قبل عرضه.. والمخرج: الأزهر لم يعترض على الفيلم نهائياً

 

كتبت – دعاء الفولي:

”شعب متدين بطبعه”.. كلمة قد تسمعها كثيرا طالما أنك تعيش داخل المجتمع المصري، فقد لا تكون ملتزم بشكل كبير دينيا إلا أنك على وعي جيد عموما بالدين، وقد تتفاوت نسبة التدين من شخص لآخر وهذا وارد، ولكن فكرة أن تتعامل مع شخص ”ملحد” بالكامل، لا يؤمن بوجود إله أو قيامة أو حساب؛ فهذا ما يحتاج مجتمع يستطيع استيعاب هذا النوع من الأفكار، ولكي يستوعبه عليه الاعتراف بوجوده من الأصل.

ويأتي هنا السؤال على ذهنك ” هو فيه ملحدين في مصر أصلا ؟”، إجابة هذا السؤال لم يستطع البعض أن يفكر حتى في إجابتها خوفا من العواقب وخوفا من ما سيجده، لكن البعض قرروا الخوض في التجربة بغض النظر عما ستسفر عنه، لأنهم آمنوا أن أول حل للمشكلة هو اكتشافها.

هذا ما فعله فريق فيلم ”الملحد” الذي سيعرض بدور السينما المصرية في عطلة نصف العام المقبلة؛ حيث يؤكد ” نادر سيف الدين ” – مؤلف ومخرج الفيلم – أن فكرة الفيلم جاءت أثناء تصفحه لأحد مواقع الملحدين المعروفة عربيا؛ إذ أنه فوجئ بأعداد ضخمة منهم ” الأعداد اللي كانت بتدخل على الموقع كانت بتزيد كل شوية مع الوقت”، على حد قوله.

فبدأ يلاحظ الفكرة ويعرف أكثر عن فكر ”الإلحاد ” عموما وعن ”الملحدين” في مصر خصوصا، حتى أنه ” قابلت ملحدين عشان ينفعوني في فكرة الفيلم و قريت عن الفكر الدارويني أكتر لحد ما تكونت في عقلي الفكرة كلها”، وبعد البدء في كتابة سيناريو الفيلم عرضه ”سيف الدين” على ”محمد هشام” و ”محمد عبد العزيز” وهم بطلا الفيلم الأساسيين والذين بدءا مع ”سيف الدين” في إجراء بعض التعديلات حتى خرج السيناريو في شكله النهائي .

وعن فكرة معارضة الأزهر للفيلم ينفي ”سيف الدين” تلك الفكرة؛ حيث أن ”الأزهر معترضتش على فكرة الفيلم خالص، بل بالعكس، كنت من أول ما بدأت رحت لهم وكان معايا اتنين شيوخ من هناك بيساعدوني أثناء الكتابة وبيحكولي تجاربهم عن اللقاء بالملحدين والرد عليهم بيكون إزاي”.

لم تكن أكبر مخاوف ”سيف الدين” أثناء كتابته لقصة الفيلم هو رد فعل الناس بقدر ما كانت المخاوف تتلخص في ” إني أبقى ملحد زيهم، بعد فترة لما بتقرأ عنهم أكتر وتقعد معاهم وتشوف آرائهم لو إيمانك مش مظبوط كويس ممكن بسهوله تبدأ تنجرف للكلام، لكن أنا بعد ما ركزت كويس لقيت إن كلامهم فيه منه ساذج ويترد عليه بسهولة”.

يعتقد ”سيف الدين” أن مناقشة القضايا الشائكة يساهم في حلها وعلى الجانب الآخر؛ فالتخوف منها يجعلها تزداد وتتشعب أكثر ولكن المناقشة تحتاج جرأة و لعل هذا مما جعل أبطال الفيلم الرئيسين شباب لا يعرفهم الكثير، حتى تصل الفكرة أسهل للمشاهد الذي سيرى شباب جديد يمثل في فيلم مثل هذا فيشعر أنه كشخص عادي ليس بعيد عن فكرة ”الإلحاد”.

ويرى ”سيف الدين” أن اسم ”الملحد” جعل الناس تدخل في حالة صدام قبل نزول الفيلم؛ فالبعض يعتقد أنه فيلم ضد الإيمان والإسلام مما جعل فريق العمل يكتب على صفحة الفيلم بموقع التواصل الاجتماعي ”فيس بوك” أن الفيلم ضد ”الإلحاد”، والبعض يرى أنه سيشوه ”الإلحاد” و”الملحدين”، وآخرون يرون أن فكرته مختلفة على كل حال وتستحق المتابعة حتى النهاية.

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى