جماعة لاتعرف نفسها ….

 

جماعة لاتعرف نفسها..
– حول بيان الإخوان وترديدات المصالحة
…………………………………………..
عندما يصدر بيان من جماعة الاخوان فان هذا الصدور لايكفي لكي يتحول الي تلقين بين الاعضاء ، ويصبح نهجا متبعا.. اذ يجب ان يتم توزيع التلقين مجددا عبر قنوات فيها شروح وتفسير وتبرير .. لاسيما وان سنوات الجماعة ذات الوجوه المتعدده .. التي كانت خلالها تقول علنا عكس ماتلقن اعضائها سراً.. تلك السنوات كانت توجب علي التنظيم ان يقول لتابعية في كل مره انه لايجب ان يهتم بما تقولة الجماعة في الصحف .. وان يلتزم فقط بما يقال له عبر اليات الجماعة ، وان الجماعة لاتكذب ولكنه تمارس نوعا من التقية .

في الاحوال العاديه ، وحتي خلال حكم الاخوان ، كان الاخواني ينتظر التلقين المباشر من قيادته المحليه التي تصلها التعليمات من اعلي فاعلي. وبالتالي فان بيانا كهذا الذي صدر منذ ساعات لاقيمة له ، حتي لو كان يستهدف قيمة. ذلك ان الجماعة عملياً لاتعرف نفسها الان.. الفرد قد لايتفاعل مع الاسرة ، الاسرة لاتتواصل مع الشعبة ، والشعبة لاعلاقة لها بالمكتب الاداري، والتنظيم الهرمي الذي كان يعتليه المرشد اصبح وحدات مبعثره ومفككة.. ولايمكن لاحد ادعاء السيطره عليه.

ان اغفال ذكر اسم مرسي في هذا البيان او الحديث عن شرعيته لايحمل اي دلاله ، اذ تدرك الجماعه انه لامفر من محاكمة من يحاكمون .. وهذه اللغه المدرسيه عن المؤسسات وتكوينات الدوله في البيان لاتعني الاقرار بالدوله ولا اعلان الاستعداد للجلوس معها، ليس فقط لان من سيجلس لن يجروء علي اثبات قدرته علي توجيه الجماعه المبعثره .. وانما ايضا لان البيان قد لايزيد عن كونه مجرد تغطيه علي اي فعل ارهابي قادم .

في الاسابيع القليلة الماضيه وحتي الاسبوع الحالي ، تلقي الاخوان ضربات حاده ، بخلاف الضربه الشعبيه العظمي بطردهم من الحكم. لقد وضعت ايديولجيتهم قيد تحقيق بريطاني علني ، واعلنتهم السعوديه – بعد مصر -جماعة ارهابيه ، ومن ثم بدأوا يعيشون حالة شتات ترسخت بعد ان خضعت قطر لضغوط بقية دول الخليج .. وبينما توقفت اوربا والولايات المتحده عن مساندة المشروع الاخواني علنا ، جاءت المحكمه الجنائيه الدوليه لترفض الطلب الاخواني ببحث وقائع ٣٠ يونيو ومابعدها.. ثم قال المرشح المرجح ان يصبح رئيسا : لا اخوان بعد اليوم.

كل هذا يؤدي الي اوضاع مرتبكة تماما ؟ ويضيف تشرذما الي التفتت الذي بلغتة الجماعة ، وهو ماانعكس علي نص البيان الذي اعتقد البعض انه تمهيد لمصالحه !! في حين انه ليس سوي بيان متخبط آخر.بيان يدرك ان الشرعية الجديده لايمكن ان تضم في بنيتها اي وجود للاخوان.

ان مايمكن الانتباه اليه فقط في البيان هو انه تضمن فقرتين علي الاقل ترددان نفس مقولات حمدين صباحي في حواره الاخير .. وملخصها ان الجيش ملك الشعب والشعب ابو المؤسسات . هذا التطابق في ترديد الافكار لايمكن ان يمر ولكن اي محلل حصيف لابد وان ينتظر بضعة ايام حتي يستوثق ان لذلك ماينطوي علية، وهل البيان تمهيد لتوجيه اصوات محدده في الانتخابات الرئاسية ام انه ملو فراغ!

 

 

تويتر