الأخبار

مهمة “السيسى” فى مصر أصعب مما واجهه

78

 

قالت مؤسسة كارنيجى الأمريكية للسلام الدولى، إن مهمة المشير عبد الفتاح السيسى، حال انتخابه رئيسا للبلاد، ستكون أصعب من المهمة التى واجهها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وأضافت المؤسسة فى تقرير لها، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة يمكن التنبؤ بها من كل النواحى، فالانتخابات ستحدث بالفعل، وقد سئم الرأى العام من الاضطرابات الثورية، ولم يعد الشعب يرغب فى تغييرات جديدة بالسلطة واختار الهدوء والسلام، كما أن وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسى سيفوز فى الانتخابات.

واستعرض التقرير أوجه التشابه والاختلاف بين الأوضاع فى مصر الآن وما كانت عليه فى الخمسينيات عندما تولى عبد الناصر الحكم، وقال إن مصر فى عام 1952 كانت تعانى من أزمة شاملة مع خسارة الملك فاروق للتأييد الشعبى مثلما حدث مع حسنى مبارك، وكانت ثورة يوليو سلمية.

وكان شباب عبد الناصر الذى كان يبلغ حينئذ 36 عاما أحد الأسباب المهمة لشعبيته، وكان يسعى لبناء دولة اشتراكية مختلفة، فى حين أن السيسى لا يستطيع أن يقدم نموذج معجزة للتنمية فى مصر، ولا يتعين عليه أن يفعل، بل يحتاج إلى تصحيح الوضع وأن يمضى فى إصلاحات، ومن ثم يضحى بشعبيته، التى تظل أقل مما كانت عليه شعبية عبد الناصر.

وبينما لم يواجه عبد الناصر معارضة جادة، فقد كان أمامه وقتا لسحق الإخوان بلا هوادة، حسبما يقول التقرير، فإن السيسى لا يزال يواجه معارضة هائلة من الإخوان، وكل خطأ يقع فيه، والأخطاء حتمية، سيكون فى مصلة المتطرفين الدينيين الذين لن يتخلوا أبدا عن كفاحهم من أجل السلطة التى حصلوا عليها من قبل.

وتابع التقرير قائلا : إن عبد الناصر بدءا من عام 1956 أصبح زعيم القومية العربية وعدو إسرائيل اللدود، وكانت مصر فى الصفوف الأمامية للصراع العربى الإسرائبلى وأصبح عبد الناصر أحد زعماء حركة عدم الانحياز، وعززت سطوته الدولية شعبيته داخل البلاد، لكن هذا لا يمكن أن يحدث مع السيسى.

كما تمتع عبد الناصر بدعم سياسى واقتصادى من الاتحاد السوفيتى منذ بداية حكمه، أما السيسى، سيتعين عليه عندما يصبح رئيسا أن يعمل من أجل تأمين دعم خارجى كامل، لكن مقدمى هذا الدعم سواء الولايات المتحدة أو دول الخليج سيضعون شروطا محددة لن تكون مقبولة دائما بالنسبة لمصر. وربما تصبح روسيا شريكة لمصر، إلا أن قدرتها محدودة بشكل متزايد، لاسيما فى ظل الأزمة الأوكرانية.

وخلص تقرير كارنيجى إلى القول بأن السيسى بعد فوزه المتوقع فى الانتخابات الرئاسية سيواجه مجموعة من المشكلات الخطيرة، وستعانى بعض قطاعات المجتمع من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وسينتهز الإخوان الفرصة للاستفادة من الوضع، كما سيضطر الرئيس المقبل لإجراء بعض التغييرات فى السياسة الخارجية، وسيصبح دور مصر الأساسى فى العالم العربى محل شكوك، والسيسى ليس لديه الوقت الذى كان متاحا أمام عبد الناصر للوفاء بوعوده للشعب.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى