الأخبار

3 يقتلون تلميذاً بالرصاص بسبب 8 آلاف جنيه طالبهم والده بإعادتها

116

أب يجلس على الأرض فى أحد شوارع مدينة الزقازيق.. يهيل التراب على رأسه.. يحتضن ابنه الغارق فى الدماء.. القتلة حوله يضحكون.. والأهالى يخشون الاقتراب.

المشهد السابق لتاجر يدعى السيد فوزى والد المجنى عليه محمد، 16 سنة، الطالب بالصف الأول الثانوى، والذى لقى مصرعه إثر إصابته بطلق نارى على أيدى بلطجية.

ابنى مات قدام عينى ومعرفتش أعمله حاجة، والبلطجية قتلوه ووقفوا يضحكوا.. والأهالى خافوا يمنعوهم وحتى أنا ملحقتش أنقذه.. بتلك الكلمات بدأ السيد فوزى، صاحب محل أدوات كهربائية، مقيم بعزبة الحريرى بالزقازيق، حديثه لـ«الوطن».

قال: «كان فيه خلاف بينى وبين الجناة عشان عاوزين ياخدوا منى 8 آلاف جنيه دون وجه حق بالقوة، وهددونى أنا وعيالى وعيّشونا فى رعب لمدة 10 أيام متواصلة قافلين على نفسنا الباب ومش عارفين نخرج لحد ما قتلوا ابنى».

أضاف الأب: «أنا إديت عامل عندى 8 آلاف جنيه سلف ورفض يرجعها، وعملت بلاغ ضده، ومفيش حد اتحرك، ولقيت العامل ده مسلط علىَّ شوية بلطجية عشان يضايقونى، يوم الحادث ابنى الصغير يوسف 6 سنوات راح محل بقالة، واحد من البلطجية

دول ضربه، وابنى أحمد الله يرحمه جرى علشان يمنع الناس من ضرب أخوه، واحد منهم ضرب عليه خرطوش والطلقة جات فى راسه وفى جنبه ووقع على الأرض وكان غرقان فى دمه، أول ما عرفت جريت بسرعة، عشان ألحق عيالى وقبل ما أوصل لهم بعدة خطوات وقعت فى الشارع وقبل ما أقوم سمعت صوت طلقات الخرطوش وعرفت إنها أصابت حد من عيالى، كان منظر صعب، ابنى مرمى فى الأرض وبينزف دم من كل مكان فى جسده، مبقتش عارف أعمل إيه، شلت التراب على راسى والناس بيتفرجوا علىَّ وحتى خافوا يشيلوه معايا وأنا باحطه فى سيارة عشان نروح المستشفى، وإحنا فى السيارة عرفت إن ابنى مات، جريت بجثته على قسم أول الزقازيق وصرخت فى الضباط: «ابنى مات يا حكومة.. سايبين البلطجية فى الشوارع ليه؟».

صوت طلقات الخرطوش أفقد الأم الثكلى توازنها، هرولت لقسم الشرطة حيث توجه زوجها، شاهدت ابنها غارقاً فى دمائه لا يقوى على الحركة، ووسط الصراخ والعويل، يجذب انتباه الجميع صوت سيارة الإسعاف، يبعث بصيصاً من الأمل فى نفوسهم، يسارع الجميع إلى المستشفى، وبين دقات القلوب واحتباس الأنفاس يخرج عليهم طبيب قائلاً: «البقاء لله».

المجنى عليه

تقول الأم عزة ماهر: «منهم لله البلطجية اللى مش عندهم رحمة وحرمونى من ابنى.. ذنبه إيه عشان يموتوه؟ دا عمره ما أذى حد وكان متفوق فى مدرسته ومحبوب من كل صحابه والمدرسين، وكنت أتمنى بقية أخواته الأربعة يكونوا زيه».

وشيع الأهالى جثمان الشاب، وسط حالة من الغضب، مطالبين بالقبض على كافة البلطجية ومرتكبى الجرائم، فالحادث البشع هز قلوب السكان، ليس لأنه الأول من نوعه ولكن لتكراره أكثر من مرة، خاصة أن المنطقة بها عدد كبير من البلطجية ودائماً ما تشهد وقوع المشاجرات والقتل. كان اللواء سامح الكيلانى، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً من العميد عاطف الشاعر، مدير المباحث، يفيد بتلقى بلاغ بمقتل طالب فى مشاجرة بعزبة الحريرى بالزقازيق، وانتقل ضباط مباحث قسم شرطة أول الزقازيق برئاسة الرائد جاسر زايد، وتبين مقتل «محمد السيد فوزى» 16 عاماً، طالب بالصف الأول الثانوى بمدرسة الثانوية العسكرية، إثر إصابته بطلق نارى بالرأس والبطن، وذلك خلال مشاجرة مع «عبدالوهاب م. ج»، 19 عاماً، عاطل، و«كريم. م. ع»، 19 عاماً، عاطل، و«رامى، ا، ص»، 18 عاماً، عاطل، مقيمين بالحريرى، وذلك بسبب الخلافات المالية بينهم وبين والد المجنى عليه، حيث أفاد والده بأنهم طالبوه بمبلغ 8 آلاف جنيه دون وجه حق.

الوطن

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى