الأخبار

عصر الليمون

7اعصر على نفسك لمونة”.. مثل شعبى يتداوله المصريون، للتعبير عن اختيار أخف الضررين، والاضطرار إلى فعل ماهو غير محبوب، لتجنب وقوع ضرر أكبر، وهو يعبر عن القاعدة الشرعية المعروفة، اختر “أخف الضررين”.

 

لليمون استخدامات أخرى عند المصريين، غير صناعة العصير، حيث أثبتت الانتخابات الرئاسية الماضية، أنه يمكن استخدامه كحل سياسي جيد، في حال تعذرت الأمور، بعد أن تحولت عبارة “اعصر على نفسك لمونة” من مثل شعبى إلى نظرية سياسية، تداولها النشطاء فيما بينهم، وروج لها الإخوان لدعم مرشحهم في ذلك الوقت، أثناء جولة الإعادة، التي جرت بين مرسي، والفريق أحمد شفيق.

أستاذ اجتماع سياسي: ضبابية المشهد وقانون التظاهر قادا إلى الظاهرة

 

“عصر الليمون فى الانتخابات لمرة واحدة لا يكفي”.. شعار يرفعه مجموعة من النشطاء، في الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها مصر بعد أيام، حيث يقف هؤلاء، بعضهم كان ممن “عصر الليمون” فى الانتخابات السابقة، ليقرروا انتخاب مرشح، ليس لاقتناعهم ببرنامجه الانتخابي، أو بحلوله السياسية، ولكن لأنه “مرشح الضرورة”، و”حتى لا يفوز المرشح المنافس بنسبة 99%”، بحسب وسام البكري، عضو المكتب السياسي لحركة مقاومة، وأحد مؤسسي جبهة طريق الثورة.

 

وأضاف البكري لـ”الوطن”: “قررت أن انتخب صباحي، بالرغم من أنه لا يمثل الثورة، ولا يعبر عنها، لأسباب لاتتعلق ببرنامجه الانتخابي، ولا بخلفيته السياسية”، موضحا أن نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة، وأن الرئيس الفعلي للبلاد حاليا هو المرشح عبدالفتاح السيسي، ومع ذلك سأنتخب حمدين صباحي لأني مش عايز السيسي ينجح بنسبة 99%”.. لابد أن نخوض معركة انتخاب صباحي كثوار، بالرغم من عدم اقتناعنا به، خصوصا مع عدم وجود حملة مقاطعة قوية، تستطيع أن توحد صفوف الملايين ضد هذه الانتخابات”.

عضو حركة “مقاومة”: صباحي “مرشح الضرورة”.. والانتخابات محسومة

 

يؤكد البكري أن “عصر الليمون في هذه الانتخابات يختلف عن الانتخابات الماضية، فعندما جرت جولة الإعادة بين مرسي وشفيق، كان هناك حراك في الشارع، ولم يكن المواطن يعرف من سوف يفوز في هذه الانتخابات، ولذلك قررنا أن نتوحد ضد شفيق، لأننا رأيناه يمثل دولة مبارك، أما في هذه الانتخابات، فدعم صباحي يأتي لأسباب تكتيكية، وكمعركة ثورية، بالرغم من معرفتنا المسبقة بعدم فوزه في هذه الانتخابات”.

 

زيزو عبده، القيادي بحركة شباب 6 أبريل، قرر هو الآخر أن ينتخب حمدين صباحي، ليس بسبب برنامجه، أو أفكاره، فهو يرى أن دعمه لحمدين صباحي، يمثل خوضه معركة جديدة للثورة، بالرغم من تحفظاته على تصريحات صباحي وخطابه السياسي.

 

يرى عبده أن دعم صباحي يأتي “لأننا لن نقبل أن يكون هناك رئيس فائز بنسبة 99% كما كان في السابق”، كما أنني أريد “العكننة على السيسي، بأن يحصل صباحي على أكبر عدد من الأصوات، ليدرك المشير أن حكم مصر لن يكون سهلا، وأن هناك نسبة كبيرة تعارضه”.

 

الدكتور جمال أبو شنب، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة حلوان، يرى أن فكرة “عصر الليمون” منتشرة وسط الشباب، بالرغم من أنهم كانوا وقود ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وذلك بسبب ضبابية المشهد السياسي، وعدم وضوح الرؤية، بالإضافة إلى بعض القرارات التي ساهمت في فقدان الأمل بأي تغيير.

 

وأضاف لـ”الوطن”: “من ضمن القرارات التي جعلت أغلب الشباب، إما عاصر لليمون، وإما مقاطع، هو إقرار قانون للتظاهر، واعتقال بعض الطلاب والشباب دون ذنب أو بالخطأ، كما أن قرار المشير عبدالفتاح السيسي بالترشح للرئاسة، ساهم فى فقدان الأمل، والنظر إلى الانتخابات كمعركة ثورية، وليست أداة للتغيير، واعتبارها محسومة لصالح مرشح معين”.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى