الأخبار

نص خطاب صحفي «خلية ماريوت» ا

 

 

 

 

 

121

 

 

حصلت «المصري اليوم» على نص خطاب محمد فهمي، الصحفي الكندي من أصل مصري، أحد المتهمين المحبوسين على ذمة قضية «خلية الماريوت»، الذي وجّهه إلى اللجنة الكندية لحرية الصحافة العالمية، بعد حصوله على جائزتها، الخميس، بالإضافة لصورة من شهادة التقدير التي حصل عليها وتبرع بقيمتها المالية للصحفية ميادة أشرف، التي قُتلت في اشتباكات عين شمس، مارس الماضي، أثناء تأدية عملها.

وجاء خطاب «فهمي» على النحو التالي:

أطيب التحيات إلى المنظمة الكندية لحرية الإعلام العالمي وللضيوف المحترمين الموجودين في اتاوا اليوم.

أحيي الأبطال الذين يدعمون حرية الصحافة.

أكتب لكم هذه الرسالة في يوم الحرية العالمي للصحافة من زنزانتي بعد مرور 128 يومًا على اعتقالي، ليس لشيء إلا لتأديتي وظيفتي التي أهوى. هذه التجربة التي ستغير مجرى حياتي، تزيد في إلهامها وتوازي في قيمتها السنوات الخمسة عشرة الماضية التي قضيتها في تغطية الثورات ووقوفاً في الجبهات الأمامية في الحروب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

عندما يصبح المراسل الحدث والقصة بدلاً من أن يكون من يغطيها، تتوارد الأسئلة في البال عن السبب وعن المسؤول عن احتجازك في الجناح الإرهابي للسجن لمنعنا من أداء عملنا الصحفي أنا وزملائي تحت اتهام أننا خطر على الأمن الوطني وأننا ننتمي لمنظمة إرهابية. وهذا الاتهام لا يعتبر إلا صفعة في وجهنا وفي وجه الديمقراطية المعلن عنها في الدستور الجديد.

نادراً جداً لرجل مثلي أن يعجز عن إيجاد الكلمات. خبر هذه الجائزة المرموقة جاءني وأنا في السجن يوم عيد ميلادي الأسبوع الماضي في زيارة أخي. الخبر لم يأتِ فقط بفرحة غامرة، ولكن رفع معنويات رفيقي في العمل والزنزانة أيضاً. أود أولاً أن اشكر كل من وقف معي ومع عائلتي في هذه الأوقات الصعبة. جلست في زنزانتي منذ عدة أسابيع أقرأ في الجريدة خبر زيارة وزير الخارجية جون برايد لمصر قريباً. وفوراً بدأت أفكر هل سيتذكرني بين جدوله المنهك من الاجتماعات مع الحكومة المصرية، بعد أيام في نفس الزنزانة، جلست أبتسم لعلمي من الجريدة أنه تحدث عني مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي للإفراج عني. أن تسجن صحفي وأن تحاول أن تسكت قضيته ليست فقط إهانة للدستور المصري الذي قمت بتأييده، بل أيضاً هجوم على مجتمع الصحافة المحلي والعالمي.

جائزة حرية الصحافة العالمية أتت في وقت كل ما يخطر على فكري فيه هو عدد الصحفيين المحليين المحتجزين حاليا. الجزء الأهم من دفاعنا في المحكمة يتكون من إقناع القاضي عن استقامة مهنيتنا لنثبت له أننا مراسلون نتطلع إلى الحقيقة، وليس عملاء إرهاب. هذه الجائزة ستساهم في إثبات قضيتنا.

سأقبل وبكل فخر هذه الشهادة من اللجنة الكندية لليونسكو. ولكن، أتمنى أن اللجنة الكندية لحرية الصحافة العالمية ستسمح لأن أتبرع بالمبلغ المالي للجائزة إلى عائلة الصحفية المتوفاة ميادة أشرف، صحفية مصرية شابة فقدت حياتها وهي تغطي أحداث الاشتباكات بين قوات الأمن والمظاهرات المعارضة، الشهر الماضي. أنا لا أعرفها شخصياً، ولكن قرأت تفاصيل استشهادها. لا أعلم من أطلق النار على رأسها ولكن أعلم بالخطر المحدق المحيط بتغطية شوارع مصر. وأتمنى أن تقبل عائلتها منّي رمز التقدير وأتمنى أن يعلموا أن موتها سيُذكر في التاريخ وفي حرية الصحافة العالمية.

كمصري كندي لديه وجود على الجانبين، سأبني على القيم التي اكتسبتها من كليهما. كم تمنيت أن أكون موجودًا شخصيًا لتسلم هذه الجائزة وأن أكون أمامكم وأخاطبكم في اتاوا.

أود أخيرًا أن أؤكد على حبي لوطني الحبيب مصر الذي عشت فيه أجمل سنوات حياتي، وأنني وطني أعشق تراب هذه الأرض، وكانت مشاركتي في ثورتي 25 يناير والثلاثين من يونيو أكبر دليل على حبي لهذا البلد الذي لا أتصور يومًا أنني سأحاسب فيها كإرهابي لمجرد عملي الصحفي الذي أعشقه وعملت به لأكثر من خمسة عشر عامًا. وأنا من زنزانتي هنا أناشد كل الداعمين لحرية الصحافة أن لا يحمّلوا مصر، بلدي الحبيب، المسؤولية عن حجزنا.

كما أود أن أشكر زملائي لدعمهم. المعنويات ترتفع عندما تصلنا الأخبار عن المسيرات التضامنية والـ«هاشتاج» على «تويتر» التي تجذب آلاف الناس ليدعوا للإفراج عنا. وازداد أملنا وارتفعت هممنا. في وحدة زنزانتي، تذكرت المراسلين المبدعين الذين قابلتهم في الميدان، مراسلين مثل أنتوني شديد وماري كولفين، خسروا حياتهم في الربيع العربي من أجل الصحافة. رحمهم الله جميعاً.

أحترم القاضي المسؤول عن قضيتنا وأنا أرى أنه يرى قيمة عمل الصحفي. أنا متأكد أنه لم يعلم أن التاريخ الذي حدده للمحاكمة يتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة. أنوي أن أخبره في المحكمة وأن أطلب الإفراج عنا كما أفعل في كل جلسة.

أشكر كل فرد يدعو للإفراج عن كل صحفي يقوم بدوره، وسنبقى أحرارًا خلف القضبان، لأن الصحافة ليست إرهابًا.

 

 

 

 

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى