الأخبار

اللى ما اتعلمش من «مرسى».. ينتخب «حمدين»

268

 

 

 

 

 

محل صغير لا تتعدى مساحته أمتاراً قليلة، لم يترك صاحبه مكاناً فيه لم يضع عليه صورة المشير عبدالفتاح السيسى، هنا خلف التليفزيون صورة للمشير ببدلته العسكرية، وهنا صورة أخرى مكتوب عليها جملة -على لسان المشير- «بلدى هتفضل غالية عليّا»، وهناك سورة «يس» وبجوارها صورة تجمع «السيسى» بالرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، وأخيراً صورة رسمية للحملة الشعبية لدعم المرشح الرئاسى يعلوها شعار الحملة «تحيا مصر»، وسط «ألبوم» الصور الذى ملأ أركان المكان وقف هايل سعيد محمد يحكى قصة تأييده لصاحب رمز «النجمة».

بين لافتتين إحداهما للمشير والأخرى تجمع بين مرشحه والرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقف «هايل» يشرح لماذا يرى أن انتخاب «السيسى» واجب وطنى من يتقاعس عنه لا يحب بلده ولا يريد له الإصلاح والمستقبل المشرق، بدأ حديثه بانتقاد مفهوم «المدنية» الذى يرى أنها الحجة التى يتشدق بها مؤيدو المرشح المنافس حمدين صباحى «أليست كلمة مدنية الدولة أو الرئيس المدنى هى من جلبت لنا محمد مرسى من قبل، لماذا نسعى للوقوع مرة أخرى ونحن نجرى وراء كلمات لا أساس لها على أرض الواقع؟».

عندما يتحدث الرجل الثلاثينى عن مرشحه المفضل لا يلفظ اسمه قبل أن يدعمه بلقب، تارة يقول المشير السيسى، وفى أوقات كثيرة يلقبه بالزعيم، يتساءل عن موقف بعض شباب الثورة -أو من يطلقون على أنفسهم هذا التعبير- وعن موقفهم من «صباحى»، الثورة الحقيقية هى الأخذ فى الاعتبار أن من استشهدوا من شباب وجنود شرطة أو جيش على السواء ذهبت دماؤهم فقط من أجل أن يثور الوطن على وضعه، وأن تكون مصر أفضل من ذى قبل، نحن بحاجة إلى خبرة «السيسى»، ما أعرفه أنه من فشل فى إدارة جريدة لن ينجح فى إدارة البلاد.

وجّه «هايل» أسئلة ينتقد بها «صباحى»، فقال: «كم مرة اجتمع فيها حمدين مع الإخوان وقياداتهم، كم صورة نشرت له يصافح هذا ويضحك مع ذاك، والآن من يضمن لنا أنه لن يعد معهم، يده بيدهم، من يؤكد أن قطر وتركيا لا تمولانه، من يضمن لنا أنه لن يعيد لنا الإخوان للحياة السياسية ومنح عفو للمقبوض عليهم، من أين سيأتى لنا بفدان أرض و10 آلاف جنيه لكل مواطن مثلما وعد؟».

تزداد تساؤلات «هايل» فيقول: «هل حارب حمدين الإرهاب أو سعى لردعه ولو بالكلمة؟ من أين سيأتى لنا بفدان أرض و10 آلاف جنيه لكل مواطن مثلما وعد؟ من أين سيأتى بعلاقات خارجية قوية كعلاقات المشير السيسى التى حققها قبل أن ينوى الترشح للرئاسة مع روسيا، والإمارات، والكويت، والاتحاد الأوروبى وغيرها؟ هل نال شعبية البسطاء قبل الأغنياء مثلما وصل المشير إلى القرى والنجوع بكلماته دون أن يذهب إليهم بنفسه؟ كيف سيدير «صباحى» بلداً بأكمله ومنافسه صاحب الجماهيرية الأكبر محلياً وعالمياً؟».

ينتقد «هايل» التشدق بالناصرية كلما تحدث أنصار «صباحى» عن مرشحهم فيقول: «الغريب أن عبدالناصر فى الأصل من الجيش وفى نفس الوقت فإن مؤيدى صباحى يعيبون على المشير أنه ذو خلفية عسكرية، التناقض سمة واضحة فى حمدين ومن يؤيدونه، وقولهم دوماً إنه مرشح ناصرى لم يكسبه الشعبية المطلوبة لأن الجميع يعلم الآن من هو الزعيم، وإذا كان ناصر هو زعيم الخمسينات، فالسيسى زعيم الألفية الثالثة، كل عصر وله زعيمه وكل وقت وله متطلباته ومن يغفل ذلك فهو يغفلها لمصالحه الشخصية لسعيه وراء كرسى يحلم به منذ سنوات، منذ أن دخل انتخابات سابقة ولم يحصد أكثر من بضعه ملايين من الأصوات».

 

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى