الأخبار

خُد قرارك

261

 

 

يقول الروائى العالمى نجيب محفوظ فى «أصداء السيرة الذاتية»: «سألت الشيخ عبدربه التائه: متى يصلح حال هذا البلد؟.. فأجاب: عندما يعلم أهله أن عاقبة الجبن أوخم بكثير من عاقبة الشجاعة».. هكذا قرأ «محفوظ» حالتنا الراهنة.. هو يقول لك إن حالك وحال بلدك المكلوم دائماً لن ينصلحا إلا إذا آمنت بأن التغيير لن يتحقق إلا بإرادتك.. فانزل.. وشارك.. ولا تخف.. ولا تجبُن.. فمهما كانت عاقبة الشجاعة.. لن تكون أقسى من عاقبة الخوف من تهديدات «كارتونية» عاجزة.. ويائسة..!

غداً.. وبعد غدٍ.. اختبار لإرادة المصريين.. ولا يليق أن نقول للعالم إن الشعب الذى هزم الهزيمة وقهر المستحيل لم يضع صوته فى صندوق المستقبل، لأنه خائف أو جبان.. فمتى طال العمر من فرط الحرص؟!.. وكيف نحلم بحياة أفضل، ونحن قابعون فى بيوتنا؟!.. انزل.. شارك.. وانتخب السيسى.. أو حمدين.. المهم أن تضع شهادة شجاعتك ووعيك فى الصندوق..!

ولأنك عشت سنوات صعبة فى ظل أنظمة وحكومات لا تأبه لك، ولا تكترث بصوتك.. ولأنك عشت أياماً حائرة طوال الحملة الانتخابية للمرشحَين المتنافسين.. فربما تكون بحاجة اليوم إلى من يساعدك على الاختيار.. فقد تكلم الاثنان (السيسى وحمدين) كثيراً.. وملأت الحملتان الميادين والشوارع باللافتات والشعارات.. غير أن فترة الصمت الانتخابى التى بدأت أمس، تتيح دائماً للناخب وقتاً هادئاً دون ضجيج للتفكير والاختيار.. لذا نقدم لك هذا العدد الخاص الذى يرسم صورة دقيقة لكلا المرشحَين، سواء من اللقاءات التليفزيونية المتعددة، أم التصريحات الصحفية، أم تحركات الحملتين على الأرض.

.. ويهمنا هنا التأكيد على أن هذا العدد الذى بين يديك الآن لا يخالف قانون الانتخابات الرئاسية، ولا يكسر «الصمت الانتخابى».. إذ تهدف هذه القاعدة إلى عدم نشر أو إذاعة أو بث لقاءات أو تصريحات للمرشح، فضلاً عن عدم تحرك حملته الرسمية بين الناس.. بينما لا يمنع القانون وسائل الإعلام من تقديم تغطية متكاملة للقارئ أو المشاهد أو المستمع للعملية الانتخابية..!

فى هذا العدد.. الذى يستحقه قارئ «الوطن».. جهد ورصد استغرق وقتاً طويلاً على مدى أيام الحملة الانتخابية الرئاسية.. ستجد به كل شىء عن «حمدين والسيسى» بالمعلومات والأرقام والتحليل.. وفى كل مساحة أو كلمة.. حاولنا أن نقف على مسافة واحدة من الاثنين، دون تحيز لطرف على حساب الآخر.. ففى كل الأحوال، سوف تكسب مصر أحدهما رئيساً.. تسأل نفسك لماذا نقول «تكسب»؟!.. والإجابة: لأنك ستكون صاحب الاختيار.. فالشعب هو المعلم.. هو القائد.. وهو الرئيس الفعلى.. حتى إذا أخطأ فى الاختيار مرة.. فقد أثبت قدرته على تصويب كلمته وتصحيح قراره..!

انزل.. شارك.. وستجد ضابطاً وجندياً فى كل شبر ليحمى صوتك وإرادتك. ضع علامة «صح» على حق أبنائك فى البناء وليس الهدم.. ضع «صح» أمام «حمدين».. هذا حقك.. ضع «صح» أمام «السيسى».. هذا حقك أيضاً.. ولكن ليس من حقك أن تحرم بلدك من حلم دفعنا ثمنه جميعاً.. تذكر الشهداء الذين ضحوا -ولا يزالون- بحياتهم من أجل هذا الحق.. فكيف يموت مصرى كى يحملك فوق روحه إلى الصندوق.. بينما تجلس فى بيتك عاجزاً.. سلبياً أمام العالم.. والأقسى أمام نفسك؟!

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى