الأخبار

العلاقة بين “السجين إكس” وإسرائيل وضاحي خلفان

69

ما زالت قضية عميل الموساد الإسرائيلي الذي بات يعرف باسم “السجين إكس” تتفاعل بين السلطات الإسرائيلية والأسترالية بعد أن عثر عليه مشنوقا داخل زنزانته في سجن أيالون الإسرائيلي.

آخر حلقات مسلسل، السجين إكس، وهو إسرائيلي – أسترالي واسمه الحقيقي “بن زيغير”، هو ما صرح به وزير الخارجية الأسترالي السابق “ألكسندر داونر” والذي استبعد أن يكون عميل جهاز الموساد الإسرائيلي بن زيغير قد لقي مصيره لمجرد أنه نقل معلومات إلى السلطات الأسترالية عن نشاطه الاستخباري في الموساد، مرجحا أن تكون إسرائيل اعتقلت بن زيغير لأسباب أخرى “أكثر خطورة استحق عليها هذا العقاب”.

وكانت محطة التلفزيون الأسترالي “آيه بي سي” نقلت في وقت سابق أن بن زيغير نقل إلى السلطات الأسترالية معلومات سرية ومفصلة عن خطط للموساد الإسرائيلي في إيطاليا جرى التحضير لها لسنوات.

أصل القضية

القضية بدأت بالإعلان عن انتحار “السجين إكس” في سجن أيالون قرب مدينة الرملة سنة 2010. وكان للحادث أن يمر كمثله من حوادث الانتحار داخل السجون، خصوصا وأن السجين الإسرائيلي كان يلف بسرية تامة. غير أن قيام السلطات الأسترالية بالكشف عن هوية “السجين إكس” وتفاصيل عن حياته فجر قضية ما زالت فصولها مستمرة.

في البداية سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى محاصرة الأخبار عن السجين، واستدعى مدراء الصحف في محاولة للتكتم على الموضوع، غير أن إثارته داخل الكنيست الإسرائيلي من قبل بعض النواب أعاد الموضوع إلى الواجهة، لتبدأ التساؤلات حول القضية.

وجاء بيان السلطات الإسرائيلية الصادر يوم الأربعاء الماضي مقتضبا، ولّد تساؤلات جديدة حملتها وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تخلصت من “توجيهات” نتانياهو بعد تناول الإعلام الدولي والعربي للموضوع.

لقد كان “السجين إكس” قبل انتحاره داخل سجن أيالون يعرف باسم “بن ألون”، وفرضت عليه سلطات السجن قبل وفاته الانعزال في زنزانة انفرادية قضى فيها أيامه الأخيرة.

التساؤلات الكبرى التي تناقلتها الصحافة الإسرائيلية تركزت بالأساس حول وجود سجين سري في إسرائيل “الديمقراطية”، وحول ظروف وفاة “السجين إكس” وكيف استطاع الانتحار في سجن محاط برقابة شديدة على مدار الساعة. وانتقدت كبريات الصحف الإسرائيلية تعامل السلطات بمنطق الرقابة بداعي الحفاظ على الأسرار الأمنية.

الطريق إلى أيالون

بن زيغير – 34 عاما – كان في الحياة العامة يعمل محاميا، أسس شركة للاتصالات لحساب الموساد الإسرائيلي وتاجر في المواد الإلكترونية إلى إيران وعدد من الدول العربية.

اعتقلته السلطات الإسرائيلية في شباط/فبراير 2010 وعثر عليه مشنوقا داخل زنزانته بعد عشرة أشهر من ذلك. لكن ملابسات الاعتقال وأسبابه ظلت غامضة.الرواية الأولى وهي التي أوردها التلفزيون الأسترالي مستندا إلى مصادر لم يسمها، تقول إن اعتقال السلطات الإسرائيلية لـ”بن زيغير” جاء بعد قيام الأخير بتسليم أستراليا معلومات سرية ومفصلة عن نشاطه الاستخباري في الموساد.

ووفق سياق هذه الرواية يكون التعاون بين “السجين إكس” والسلطات الإسرائيلية بعد تشديد الأخيرة الخناق على العميل حين وقفت على نشاطه مع الموساد في 2009.

وقد أدى توتر العلاقات بين أستراليا وإسرائيل بسبب استعمال الموساد لجوازات سفر أسترالية في عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في الإمارات سنة 2010 إلى رد فعل أسترالي حمله الإعلام الأسترالي.

ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن الخبير الإسرائيلي “رون بن يشاى” أن جهاز المخابرات الأسترالي شدد الطوق ضد زيغير ورفاقا له وأنه حقق معه.. إلا أن القشة التي قصمت ظهر البعير، يقول الخبير الإسرائيلي، هي التقرير الصحفي الذي نشر بأوامر من المخابرات الأسترالية والذي كشف زيغير ورفاقه للرأي العام وهو الذي قاد إلى اعتقاله من قبل الموساد لاحقا على ما يبدو.

الرواية الثانية هي التي أشار إليها وزير الخارجية الأسترالي السابق “ألكسندر داونر” والتي تشير ضمنيا إلى تعامل “زيغير” مع جهات أخرى غير أستراليا. والرواية تمضي في نفس ما ذكره تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية استنادا إلى مصادر غربية مطلعة من أن “زينغير” كان أحد أعضاء الفرقة 131 التي اغتالت القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي في 10 كانون الثاني/ يناير 2010.

وتضيف الجريدة الكويتية أن “زيغير” ربط اتصالات بسلطات دبي وأبلغها ما حدث في عملية الاغتيال بالأسماء والصور والتفاصيل الدقيقة، وحصل في المقابل على الحماية.

خلفان ينفي علاقته “بالسجين إكس”

وتذهب الصحيفة الكويتية استنادا إلى مصادرها إلى أن إسرائيل استطاعت الوصول إلى مكان اختباء “زيغير” واختطافه وسجنه بتهمة الخيانة.

وقد سارع قائد شرطة دبي ضاحي خلفان إلى نفي أي تعامل مع عميل الموساد “زينغير” للحصول على معلومات حول قضية اغتيال المبحوح. وقال خلفان في تصريح لموقع “أرابيان بيزنيس” إنه لم يتصل بالسجين إكس للحصول على معلومات تخص اغتيال المبحوح.

والخبر إن صح يعتبر نجاحا غير مكتمل للرجل القوي في شرطة دبي: نجاحا لأنه استطاع أن يصل إلى “السجين إكس”، مع فرضية أن خلفان هو من اتصل بـ”زينغير” وليس العكس. وكون النجاح غير مكتمل هو أن إسرائيل استطاعت الوصول إلى عميلها “الخائن” بعد أن ربط الاتصال بسلطات دبي.

أما عن ملابسات اعتقال “زينغير” فما زالت غامضة: هل اختطفته إسرائيل من الإمارات؟ أم تم تسليمه وفقا لتعاون أمني؟ أم أنه سار برجليه إلى إسرائيل التي استقبلته في سجن أيالون؟

من طارحي الأسئلة من يعود إلى حادث اغتيال القيادي في حماس، على غفلة من ضاحي ورجاله، ليجد تفسيرات لذلك في مقتضيات أمن الخليج كما يتصوره قائد شرطة دبي بعيدا عن حكم الإخوان. وهو تصور أكد خلاله المسؤول الأمني مرة أن الإخوان ومن يدور في فلكهم أخطر على العرب من إسرائيل.

الأكيد أن خصوم القائد ضاحي كثيرون، من الإخوان وغيرهم، وهو لن يفحمهم جميعا بتغريداته الكثيرة على توتير.. ومنهم من طالبه بالإجابة في توتير على علاقته بالعميل الإسرائيلي المجهول..

وتتساءل صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية عما إذا كان وراء قضية السجين إكس دول وحكومات تسعى إلى تبييض قضية عميل قيل إنه مات منتحرا.

الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى