عصابات التهريب تقتل ضابطاً

 

 

استشهد ضابط و5 جنود من قوات حرس الحدود، برصاص مهربين بمنطقة جبلية شمال واحة «الفرافرة» بمحافظة الوادى الجديد، وقالت مصادر عسكرية إن المهربين استدرجوا دورية عسكرية إلى منطقة جبلية وعرة، وفتحوا النار على الجنود، مشيرة إلى أن الجيش دفع بقوات من الصاعقة والمظلات، واستعان بطائرات «الشنوك» وطائرة بدون طيار، لتمشيط المنطقة وضبط الجناة.

وقال مصدر عسكرى بالكتيبة 14 الخاصة بقوات حرس الحدود بمنطقة الدهوس -طلب عدم ذكر اسمه – إن دورية حرس الحدود أبلغت قيادة الكتيبة برصدها تحركات مجموعة من السيارات بالمنطقة المكلفة بتأمينها، وسارعت إلى مطاردة المهربين الذين تبادلوا إطلاق النار معهم، لأكثر من ساعة، حتى استدرجهم المهربون لمنطقة جبلية وعرة، ونصبوا كميناً للقوة بالمشاركة مع مهربين آخرين.

وأوضح المصدر أن مجموعة مسلحة أخرى كانت تنتظر الجنود، أطلقت النار عليهم بغزارة، ما أدى لاستشهاد عناصر الدورية الستة، وهم ملازم احتياط أحمد محمد كامل، والمجندون إسلام رشاد زكى، ومايكل ناجح وليم، ومحمود سالم محمد، وعامر رمضان محمد، وإبراهيم محمد عبدالباقى. وتابع المصدر: «دفعت قيادة الكتيبة بقوات إضافية، بعد فقدان الاتصال مع الدورية، وتحركت أقرب دورية للمنطقة، لكنها عثرت على الجنود مقتولين.

وقال مصدر أمنى بمديرية أمن الوادى الجديد إن المهربين سرقوا متعلقاتهم وأسلحتهم بالكامل، وتركوهم على جانب الطريق، مضيفاً أن قوات الإسعاف الطائر نقلت جثامين الشهداء الستة لمشرحة المستشفى المركزى بالواحات البحرية التى تتبع محافظة الجيزة، والقريبة من موقع الحدث، فيما أوضح مصدر طبى أن قوات الجيش نقلت الجثامين فى وقت لاحق، إلى مستشفى كوبرى القبة العسكرى استعداداً لنقلهم إلى محافظاتهم، على أن تقام جنازة عسكرية لكل شهيد منهم ببلده. بدورها، رفعت قوات حرس الحدود، بالوادى الجديد، حالة الاستنفار للدرجة القصوى، فور العثور على جثامين الشهداء، وقال مصدر عسكرى إن الكتيبة 14 حركت عشرات الدوريات لتمشيط المنطقة وضبط الجناة، كما تم تسيير طائرة بدون طيار من مطار شرق العوينات، لرصد كل التحركات بالمنطقة الغربية. وتابع المصدر أنه تم الدفع بطائرات «الشنوك» وقوات من الصاعقة والمظلات المحمولة جواً، صباح أمس، للمشاركة فى عمليات محاصرة الجناة، مشيراً إلى أنه تم تحديد عدة بؤر يلجأ لها المهربون، استعداداً لمداهمتها. من جهته، قال مصدر بقوات حرس الحدود إن الحادث لا يتعدى كونه عملاً إجرامياً وغدراً من جانب المهربين بعد أن ضيقت قوات حرس الحدود الخناق عليهم فى الفترة الأخيرة، وقبضت على العشرات منهم، كما ضبطت العشرات من سيارات الدفع الرباعى الحديثة التى يستخدمونها فى عمليات التهريب، مشيراً إلى أن هذا العمل لن ينال من أمن مصر وعزيمة قوات حرس الحدود.

وأعلنت الأجهزة الأمنية بالتعاون مع القوات المسلحة بمحافظة مطروح، أمس حالة الاستنفار الكامل على مستوى مراكز ومدن وقرى المحافظة والمناطق الجبلية بصحراء مطروح، إثر استشهاد ضابط و5 مجندين من قوات حرس الحدود بعد استهدافهم بواسطة مهربين وخارجين على القانون بمنطقة جبلية بالواحات، رداً على نجاح قوات حرس الحدود فى ضبط 68 مهرباً، وإحباط تسلل عدد 936 مهاجراً غير شرعى خلال الشهر الماضى.

وأكد اللواء العنانى حسن حمودة مساعد وزير الداخلية لأمن مطروح فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن القوات فى حالة استنفار أمنى على أعلى مستوى بنطاق محافظة مطروح بسبب الحادث الأليم الذى استشهد فيه 5 من ضباط وجنود القوات المسلحة على يد المهربين وعناصر خارجة على القانون، مشيراً إلى أنه يجرى التنسيق بشكل كامل مع القوات المسلحة لرصد أية عناصر خطرة وتبادل المعلومات مع أجهزة الأمن العام والأمن الوطنى والبحث الجنائى والأجهزة المخابراتية لرصد الجناة تمهيداً لضبطهم إذا حاولوا الدخول لمحافظة مطروح للتخفى داخل الصحراء أو فى حالة الهروب إلى ليبيا. وفى السياق ذاته كثفت القوات المسلحة من وجودها بصحراء مطروح على الحدود المصرية الليبية، حيث مشطت قوات حرس الحدود الدروب والوديان من خلال دوريات أمنية مكثفة فيما حلقت الطائرات الحربية التابعة للقوات الجوية فى سماء المنطقة الحدودية لرصد أية عناصر مشتبه بها فى المناطق الواقعة بين محافظتى الوادى الجديد ومطروح بجانب غلق وتأمين الحدود الغربية للبلاد بالسلوم وسيوة لمنع دخول أو هروب أية عناصر خطرة سواء من المهربين أو العناصر التكفيرية وغيرهم من العناصر التى تنتمى لكيانات إرهابية، من مصر إلى ليبيا والعكس.

 

الوطن