الأحداث فى الميدان: تبدأ بـ«إيد واحدة»
م تعلم الفتاة وهى تغادر منزلها متجهة إلى ميدان التحرير للاحتفال بتنصيب الرئيس الجديد أن الفرحة التى يشعلها الميدان ستتحول إلى نكبة بالنسبة لها، حين نزلت كغيرها من الفتيات بملابس عادية قبل أن تمتد إليها الأيدى المدربة، تتحرش بها، تتحلق حولها فى دائرة يتقنها محترفو التحرش، تضيق الدائرة شيئاً فشيئاً، وكلما ضاقت امتدت يد تنزع عنها قطعة من ملابسها… إلى أن جردوها تماماً منها، وتناوبوا الاعتداء..
الفتاة أصبحت بين ليلة وضحاها بطلة فيديوهات، حيث كان من بين المتحرشين من حرص على تصوير الفتاة عارية وتحميل الفيديو على مواقع الإنترنت، لينافس فى مرات المشاهدة والتحميل فيديوهات حلف اليمين الدستورية وحفل التنصيب، والمشاهد الخلابة التى جذبت اهتمام المصريين أمس الأول، ليحطم الفيديو الصادم فرحة المصريين على صخرة «واقعهم الذى تغير للأسوأ».
لم يتوقف الأمر عن حد الفيديو المؤلم ومطالبات التحقيق والبحث عن الجناة، بل تجاوزه إلى الشماتة التى أبداها الإخوان عبر صفحاتهم، مطالبين الرئيس الجديد الذى أعلى من ذكر المرأة ودورها بتحمل مسئوليته تجاه الفتاة المغتصبة.
«الفترة الجاية مصر مش هتشوف حاجات زى دى تانى، التحرش وحوادث الاغتصاب نتيجة لفترة مضطربة وفوضوية مرت بيها مصر، وكل ده انتهى».. قالتها رانيا أبوالعينين، عضو لجنة المرأة بحملة الرئيس السيسى، مؤكدة أن هناك الآن قائداً محبوباً وملتزماً ويطبق القوانين: «أقول للقلة التى احترفت إفساد الفرحة.. الستات والبنات سيعشن حياة كريمة، مش هاتفسدوا علينا فرحتنا».
«وصف اللى حصل على إنه تحرش جريمة أخرى، لأن ما وقع اغتصاب كامل الأركان»، بحسب دينا فريد، منسق حملة «بنات مصر خط أحمر» التى أكدت أن ما وقع يجعلها وبقية مكافحى التحرش فى انتظار رد الرئيس الجديد: «دى أول جريمة اغتصاب تحدث فى عهده، وهو أكد كتير على حق المرأة فى حياة كريمة».
تؤكد «دينا» أنها وجميع مكافحى التحرش على أتم استعداد لمساندة الحكومة الجديدة بأى شكل: «عاوزين يحطوا قوانين، عاوزينا ننزل الشارع معاهم، ننقل لهم خبرتنا عن الشغل الميدانى، أى حاجة يطلبوها إحنا تحت أمرهم، القوانين الحالية ضد التحرش والاغتصاب غير كافية، وتعريف التحرش ما زال قاصراً، المسألة محتاجة جهد وعمل ومناقشات حقيقية للحد من المشكلة، والاعتماد على الواقع بدل الاستعانة بقوانين أجنبية»
الوطن
