الأخبار

“الخائنة” تترحم على زوجها بعد الحكم عليها بالإعدام.

 

123

 

حينما تسمع القاضى ينطق حكمًا بإعدامك شنقاً وبإجماع الآراء، ليس بالضرورة أن تكون منهاراً متحسراً على نفسك المحكوم عليها بالموت، بل قد تذهب بتفكيرك كما ذهبت المتهمة داليا على 36 سنة، قاتلة زوجها بمنطقة الهرم بالاشتراك مع عشيقها، إلى خلاصة تفكيرك المشوه الذى أوصلك إلى حبل المشنقة.. لتجدها تردد بثقة تامة “كنت رحيمة به حينما قتلته..ليس لكونه يستحق الموت رحمة الله عليه.. ولكن لأن الموت أرحم له من علمه بخيانتى”.

وتتطرق المتهمة التى سمعت لتوها نطق محكمة جنايات الجيزة، بإعدامها هي وقريبها الموظف حسنى مراد، إلى شريط الذكريات التى يحمل تفاصيل جريمتها ودماء زوجها، ونزوات هواها المشوهة، لتستغرق التفكير فيها على الرغم من بشاعتها، هروباً من نهاية أكثر بشاعة تليق بجراء ما فعلت من أحداث مسطورة فى كتاب حياتها.

وتأتى البداية من عند المجنى عليه أحمد محمود 52 سنة، الذى تناسى استقراره الزوجى فى عنفوان شبابه وكثرة سفرياته وتنقلاته بحكم عمله كمرشد سياحى، حتى التقى داليا التى تصغره بنحو 16 عاماً فقرر الارتباط بها واختيارها زوجة له، فرحبت بالزواج، لكنها لم تراعى الرباط الغليظ وعقد الزواج المقدس، ووجدت فى سفريات الزوج وانشغاله مبرراً للسير نحو نزواتها، والتقرب من موظف من عائلتها كانت تتمنى قديماً الارتباط به، وزين لها الشيطان هواها، فاتخذت الموظف عشيقاً لها وباتت ترى فيه كل المحاسن التى لا تراها فى زوجها بأنه موظف عمله له مواعيد ثابتة لديه وقت كبير يمنحه لها.

ولأن الشيطانة كانت تخاف الناس وتحسب لهم حساباً أكثر من حسابات الصواب والخطأ، فقد رفضت الإفصاح عن رغبتها فى الطلاق، وبدأت تختمر فى رأسها فكرة قتل الزوج، وفكرت أنه من السهل التخلص منه وإلقائه فى أى منطقة سياحية منعزلة من التى اعتاد التواجد فيها، فيبعد عنها الشك وتحقق مرادها.

وبالفعل اتفقت مع عشيقها الموظف على جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، حيث استقبلت زوجها العائد من عمله، وقدمت له كوباً بارداً من العصير الذى يفضله أيا كان نوعه بسبب الشمس الحارقة التى يعمل تحتها طول الوقت، وما أن شربه كاملاً حتى غط فى نوم عميق بسبب أقراصاً مخدرة وضعتها له المتهمة بالعصير، وهنا جاء دور عشيقها الموظف، الذى جلب سكيناً قتل به الزوج بدم بارد عن طريق طعنين نافذين بالرأس.

ووضعا الجثة فى سجادة جهزوها سلفاً ونقلوها فى سيارة خاصصدى البلدة إلى المنطقة الصحراوية فى الهرم، وتركا الجثمان وتخلصا من أدوات الجريمة، وظنا أنهما حصلا على مرادهما، لكن هيهات أن يفلت الجانى من القدر الذى سطر عثور قوات الأمن على الجثة، التى بات يمثل قتلها لغزاً طالبت النيابة رجال المباحث الجنائية بحله.

وكانت المعلومات الأولية تشير إلى كون الضحية انسان محبوب بشوش لا عداوات له مع أحد، وتفاوتت الروايات حول توقيت تواجده بالمنزل وربط ذلك بتوقيت الوفاة، وسط أقوال مضللة من الزوجة بأنه لم يعد للمنزل مطلقاً اليوم السابق على اكتشاف الجثة، فتم تتبع اتصالاتها والتحرى حولها، فظهرت علاقتها مع عشيقها جلية لرجال المباحث، الذين عرضوا نتائج التحريات على النيابة التى أمرت بالقبض عليها، وبمواجهتها لم تتمكن من الإنكار.

وهنا باعت العشيق على أمل شراء روحها، فاعترفت بتدبير الجريمة لكن العشيق هو من نفذ وقتل الضحية، فتم ضبط المتهم ومواجهته باعترافاتها ونتائج التحريات فأقر هو الآخر بعد أن فضحته شريكته بالتفاصيل الكاملة أملاً منها أن تحصد أقل الخسائر، فانتهت النيابة إلى إحالة كلاهما إلى محكمة جنايات الجيزة لمحاكمتهما بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ومع ثبوت الجريمة وفرط بشاعتها وتأكد تفاصيلها باعترافات تفصيلية من الجناة يستحيل معها تصديق تنصلهما من تلك الاعترافات أمام المحكمة، صدر حكم القضاء بإحالة أوراقهما إلى فضيلة مفتى الجمهورية لإبداء الرأى الشرعى فى القصاص منهما بالقتل، وقضت المحكمة أخيراً بإعدام الزوجة وعشيقها شنقاً، فجاء الجزاء من جنس العمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى