الأخبار

تفاءلوا.. رئيسكم متواضع

70

 

 

قللت صحيفة ” هآرتس” من أهمية ما ذكرته الصحف المصرية التي تفاخرت بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبدأ يومه في الخامسة صباحا وينهيه في التاسعة مساء، وكذلك الحال بالنسبة للوزراء الذين يبدأون العمل في السابعة صباحًا حتى ساعات الليل.

 كما قللت من أهمية زيارات وزير الصحة المفاجئة والتي قام خلالها بفصل مدير أحد المستشفيات لعدم إلتزامه بمواعيد العمل، وتدشين وزير التعليم كتاب لإعداد المعلم باسم ” القيم والأخلاق والمواطنة”، بل وقيام الرئيس نفسه بالمشاركة في ماراثون دراجات، زاعمة أن كل هذا لم يقدم حلول تذكر للمشاكل المعقدة للمصريين.

وأضاف ” تسفي برئيل” محلل الشئون العربية بالصحيفة:” عناوين كبيرة في صحيفة ” الأهرام” قالت إن رئيس الوزراء إبراهيم محلب قرر في جلسة الحكومة الأولى إبعاد الباعة الجائلين من الشوارع ونقلهم إلى مبنى جديد، يمكنهم فيه إقامة أكشاكهم دون مضايقة المارة. مضيفا ” لقد انتقلت مصر من الآن على ما يبدو وفقا لوسائل الإعلام إلى جدول أعمال عسكري، يطلب فيه من الوزاراء العمل كضباط نظام لفرض الطاعة”.

وتابع قائلا:” لكن “حكومة الإيقاع السريع” كما وصفتها صحيفة” الأهرام” لدى تناولها مجموعة القرارات التي اتخذتها في أيامها الأولى في عهد السيسي، لم تشرع حتى في تلمس المشكلات المزمنة الصعبة التي تعاني منها مصر. فليس هناك مثلا أي محاولة لرسم خطة اقتصادية، طويلة أو قصيرة المدى، تخلق أفق اقتصادي يمكن التطلع إليه”.

خزينة فارغة

” برئيل” اعتبر أنه من غير الواضح كيف ينوي السيسي التعامل مع مطالب الموظفين الحكوميين برفع الرواتب، في وقت عادت فيه خزينته- التي امتلأت فقط منذ عدة شهور بفضل المساعدات من السعودية والإمارات- لتخلو مجددا، مضيفا أنه ربما تعهد الملك السعودي الذي وصل لمصر في زيارة قصيرة للغاية التقى خلالها السيسي بتقديم منح أخرى، لكن هذه الأموال سوف تتبخر إذا لم يجد لها قناة استثمار فاعلة، على حد وصفه.

جذب المستثمرين

ومضى محلل ” هآرتس” يقول:” ليست هناك أية خطة أيضا توضح كيف ينوي السيسي إغراء مستثمرين أجانب للاستثمار في مصر، في وقت لا يبدو واضحًا ما يمكن أن تقدمه لهم في المقابل- الإعفاء الضريبي؟ الأراضي المجانية؟ قوة بشرية رخيصة وغير ماهرة؟ صحيح أن مدير المستشفى تم فصله، لكن البنية التحتية للخدمات الطبية تنتظر منذ سنوات طويلة إعادة البناء من الأساس، واستبدال الأجهزة، وإجراءات منتظمة، خاصة- لمن يعلم الطاقم الطبي كيفية إقامة منظومة علاقات ودية مع المرضى”.

أزمة التعليم

” في جامعة القاهرة تم استبعاد 20 طالبًا من آداء الامتحان لأنهم قاموا برسم شعارات سياسية ضد الجيش والشرطة على ورقة الإجابة، لكن عندما لا يكون لهؤلاء الطلاب ومئات الآلاف غيرهم فرصة في الحصول على وظيفة مناسبة في الحكومة أو خارجها، فلن يستطيع وزير التعليم الاكتفاء بالتأنق بساعات عمل طويلة”.

” سيجد ( وزير التعليم) نفسه مضطرا لمعالجة صناعة الدروس الخصوصية، التي يقدر حجمها بمليارات الجنيهات المصرية، والوفاء بحاجة كليات العلوم الطبيعية الماسة لمعامل متطورة، وتزويد الفصول الدراسية بحواسيب حديثة وما إلى ذلك”.

إيقاع الشرطة

” برئيل” تطرق بلهجة تشوبها السخرية إلى ما وصفه بـ” الإيقاع السريع للشرطة” أيضا، مشيرًا إلى أن إحدى المهام الجسام التي أخدتها على عاتقها هي إزالة الملصقات التي كتب عليها” هل صليت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم اليوم”؟” والتي تم لصقها مؤخرا على الزجاج الخلفي للحافلات وسيارات الأجرة، وأضاف متهكما:” الشبهة التي يمكن تصديقها كما يبدو أن مؤيدي الإخوان المسلمين هم المسئولين عن هذه الظاهرة ” الخطيرة” التي يمكن أن تدمر الدولة. وبحسب ما صرحت به شرطة المرور فقد تم إزالة نحو ألف من هذه الملصقات”.

حقوق المواطن

وزاد قائلا:” غضب النظام لم ينفجر فقط في الإخوان المسلمين. قبل اسبوعين حكم على علاء عبد الفتاح بالحبس 15 عامًا لمشاركته في تظاهرة بدون ترخيص. ربما كان علاء المدون الأكثر شهرة في مصر. فهو من كشف حنبا إلى جنب مع زوجته منال، الكثير قبل الثورة، فساد نظام مبارك وتحدث عن رجال شرطة مارسوا التعذيب ضد معتقلين في السجون. لكن الآن وفي ظل” حكومة الإيقاع السريع” لا يمكن الإنشغال بحقوق المواطن”.

أساليب قديمة

” يقول الذين زاروا مصر مؤخرا إن الكثير من المواطنين يحجمون عن التجول في الشوارع خلال ساعات الليل نظرا لخوفهم من الشرطة أكثر من الخوف من المجرمين. هي نفسها الشرطة التي طاردت اللعنة اسمها قبل الثورة وأطيح بها من الشوارع خلالها، عادت كما يبدو لأساليب العمل القديم. يروي آباء أن رجال الشرطة يقومون بتفقد المنازل ليلا و” نصحهم” بالحرص على تصرفات أولادهم”.

راتب الرئيس

وفي مقاله الذي حمل عنوان” المشاكل المزمنة لمصر بعيدة عن الحل لكن على الأقل الرئيس متواضع” استطرد المحلل الإسرائيلي المخضرم مواصلا تهكمه :” ومع ذلك هناك أنباء جيدة. على سبيل المثال علم المصريون أن رئيسهم من أكثر الرؤساء تواضعا. حيث يصل راتبه إلى 42 ألف جنيه مصري شهريا ( أقل من 6 آلاف دولار)، وهذا هو الحد الأعلى الذي يحدده القانون لموظفي الدولة. هذا ” مقابل حاكم قطر، الذي يتلقى 3 ملايين دولار في الشهر”.

قدوة الدراجة

” كذلك قدم السيسي قدوة لمواطنيه، عندما نظم قبل اسبوعين ماراثون الدراجات الذي فاز فيه لبالغ الدهشة بالمركز الأول، بينما حل رئيس الوزراء في المركز الثاني. منذ أن ظهر يقود الدراجة ارتفع معدل بيع الدراجات بـ 100%، بحسب ما يقوله تجار الدراجات”.

ولفت “برئيل” إلى أن سعر الدراجة الواحدة وصل في بعض الأحيان إلى أربعة أضعاف الحد الأدني للأجور ، وأن التجار طالبوا الحكومة بتمهيد طرق للدراجات على جانبي الطرق الرئيسية، مختتما بالقول ” من يعرف القاهرة المزدحمة يدرك جيدا إلى أي مدى هذا الطلب بعيد عن الواقع. لكن ليست هناك ضرائب على الأحلام”.

مصر العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى