الأخبار

يديعوت: يسوع يقود مقاطعة إسرائيل

 

 

 

72

 

أثار قرار الكنيسة المشيخية الأمريكية بمقاطعة إسرائيل عبر سحب استثماراتها التي تقدر بنحو 21 مليون دولار في ثلاث شركات أمريكية ترتبط بالمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة قلقًا كبيرًا في تل أبيب، لاسيما بعد أن حذر خبراء من إقدام كنائس أخرى على مثل هذه الخطوة.

” إسحاق سنتيس” مدير البرامج في مركز الأبحاث الإسرائيلي NGO Monitor الذي يتخذ من العمل الحقوقي غطاء له أكد في مقال بصحيفة” يديعوت أحرونوت” أن هذا القرار ينطوي على عواقب بعيدة المدى على إسرائيل في ظل تنامي دعوات المقاطعة في أنحاء العالم.

وأضاف:” من منكم بإمكانه تفسير كلمة ” المشيخية”؟ من يعرف من هؤلاء؟ في الأسبوع الأخير أجرت الكنيسة المشيخية الليبرالية الصغيرة، لكنها مؤثرة، اللقاء السنوي الـ 22 بديترويت وفي  يوم الجمعة الماضية قررت سحب استثماراتها من شركات أمريكية تتاجر وتقيم علاقات تجارية مع إسرائيل، هذا القرار ينطوي على تبعات قوية على الجمهور الإسرائيلي”.

 ” منذ عام 2004 حاولت أقلية صغيرة لكنها ضوضائية تتألف من نشطاء معادين لإسرائيل داخل الكنيسة المشيخية إقناع الجمعية العامة للكنيسة ستة مرات بتأييد حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل. كذلك فإن اجتماع الجمعية الأخير تضمن عشرة مشاريع قرارات فيما يتعلق بإسرائيل من بينها تسع معادية لإسرائيل”.

وتابع “سنتيس”: الموضوع الرئيس الذي طرح للمناقشة ما إن كان على الكنيسة سحب استثماراتها من ثلاث شركات أمريكية ترتبط بعلاقات مع إسرائيل. كاتربلر وهلويت باكارد وموتورولا. إحدى القرارات وضعت علامة استفهام على حق إسرائيل في الوجود ودعت الكنيسة لإعادة التفكير في موقفها الداعم لدولتين لشعبين”.

الناشط الإسرائيلي قال: إن الكنيسة قامت بتمرير قرارات منحازة للغاية ضد إسرائيل، لكنها لم تحظ باهتمام إعلامي كبير داخل الكيان العبري، فبخلاف القرار بإعادة النظر في حل الدولتين، اتخذت قرارًا يدعم حقوق الأطفال في ” إسرائيل وفلسطين” لكنها أعربت فقط عن دعمها لحقوق الطفل الفلسطيني، ولم تتطرق البتة إلى اختطاف المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة على حد قوله.

ومضى بالقول:” هناك اليوم على الأقل 13 صراعًا في العالم خلف ملايين المصابيين، والقتلى واللاجئين، لكن المشيخيين لم يتطرقوا إلى معظمها. لماذا هذا التركيز على إسرائيل؟ هذه النشاطات المعادية لإسرائيل هي نموذج واحد فقط للاستراتيجية المستخدمة في الكنائس لفرض مقاطعة على إسرائيل”.

واستدرك موضحًا:” وهذا في سياق الاستراتيجية التي تبلورت في مؤتمر ديربان عام 2001 لفرض “عزلة تامة على إسرائيل كدولة أبرتهايد” من خلال ” عقوبات، حظر، وقطع كافة العلاقات (الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية، والمساعدات، والتعاون العسكري والتدريبات) بين كل الدول وإسرائيل”.

تأثير الكنيسة المشيخية يتجاوز بكثير عدد أتباعها الذي يصلون اليوم إلى 1.8 مليون مؤمن، فبحسب  “سنتيس” للكنيسة جذور عميقة في الثقافة الأمريكية تمتد إلى ما قبل تأسيس الولايات المتحدة.

“كذلك هناك كنائس ليبرالية بروتستانتية أخرى تراقب عن كثب قرارات المشيخيين. الآن وبعد أن قررت الكنيسة سحب استثماراتها من إسرائيل، تتزايد المخاوف من أن تعمل كنائس أخرى بشكل مماثل”.

“سنتيس” حاول التقليل من خطورة الأمر بالقول إن لإسرائيل أذرع عملاقة داخل الكنائس الأمريكية لتلميع صورتها من بينهم ” حلفاء مسيحيون يعملون ليل نهار في محاولة لوقف مبادرات معادية لإسرائيل في كنائسهم”، إضافة إلى حقيقة أن معظم الأمريكان مسيحيون ليبراليون لا تعنيهم السياسة وتشدد المؤسسات الدينية، علاوة على أن العلاقات بين اليهود والمسيحيين في أمريكا أفضل ما تكون ومعظم الكنائس لا ترغب في الإضرار بتلك العلاقات، كما أن معطم الليبراليون المسيحيون يؤيديون حق اليهود في دولة ذات سيادة في إطار دولتين لشعبين.

لكن ورغم ذلك لم يتمكن الباحث والناشط الإسرائيلي في إخفاء مخاوفه قائلا:” التصويت الذى جرى في ديترويت فضيحة والمخاطر على إسرائيل كبيرة. ربما لا نعرف معنى كلمة ” مشيخي” لكن لا يشكل هذا فارقًا. المهم أن نعرف أن لقرار الكنيسة الصغيرة هذه يمكن أن تكون عواقب حقيقية علينا في إسرائيل”.

مصر العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى