فن وثقافة

5 حكايات لا تعرفها عن محمد خان

 

 

لم يكن الراحل محمد خان كغيره من المخرجين الذين تنقطع صلتهم بأفلامهم بعد عرضها، كان يشاهد أفلامه كثيرا حتى يصنع أفضل منها، طريقته فى الحياة التى تخلط الجد بالهزار والعصبية بالضحك هى من أعطته موهبة الثبات والاستمرار طوال سنوات التألق والتعملق.

صاحب فكرة سواق الأتوبيس.. ولا يحب عادل إمام فى الحريف

ظهر بدلا من الكومبارس فى إعلان «الفنكوش».. ووثق القاهرة بصريا

من أول أفلامه “ضربة شمس” وحتى آخرها “قبل زحمة الصيف” رحلة طويلة يعرف عنها الكثيرون حكايات وحكايات، إلا أن بعض الحكايات لا يعرفها إلا القليلون ومنها ما تحمله السطور القادمة.

سواق الأتوبيس

كان يجلس فى المقعد الخلفى فى السيارة 128 الخاصة بالمخرج عاطف الطيب، فجأة وبدون أى مقدمات، صرخ صاحبنا وقال وجدتها، وأمر الطيب الذى كان يقود السيارة أن يتوقف على أعلى أحد الكبارى، وهبط وقال “جاءتنى فكرة فيلم”، نظر إليه صاحباه ليأتى بما عنده فقال “رجل يهبط من تاكسى ويشعل به النار ضيقا من ثرثرة السائق”. ضحك الثلاثة واستمروا فى السير.

لا يعرف الكثيرون أن الصارخ هو محمد خان، والمصروخ فيهم هم الراحل عاطف الطيب، والثانى هو السيناريست الكبير بشير الديك، ولا يعرف أيضا أن فكرة الفيلم التى طرحها خان كان فيلم “سواق الأتوبيس” للديك والطيب، وقد يندهش الكثيرون أيضا أن اسم محمد خان موجود على تترات الفيلم كصاحب للقصة.

الحريف

جلس السيناريست والكاتب الصحفى بلال فضل مع النجم الكبير عادل إمام فى إحدى كافتيريات المهندسين الشهيرة، وكان يجلس صاحبنا فى إحدى الترابيزات المجاورة، كان بلال وقتها يرى أن فيلم “الحريف” هو أهم أفلام الزعيم قاطبة، وأنه نقل عادل إمام من مرحلة الهلس والكوميديا إلى مرحلة أخرى هى التى كونت نجوميته التى استمرت حتى هذا الزمان.

أشار بلال إلى الزعيم بأن من يجلس إلى جوارهم هو محمد خان مخرج “الحريف”، ولكن عادل أشار إليه بأنه لا يهتم، فسأله بلال عن سر عدم الاهتمام، فألمح إليه عادل بأن فيلم “الحريف” لا يعجبه، لأنه كان فوقيا وكئيبا.

حكى بلال هذه الحكاية فى برنامجه الرائع “الموهوبون فى الأرض”، يكملها السيناريست بشير الديك فى حوار لى معه حيث قال “عرضنا الفيلم على الراحل أحمد زكى فى البداية لكنه رفضه، فقبل عادل أن يجسد شخصية فارس فى الفيلم، لكن أداءه لم يكن يعجب خان، فكان يرى أن مشاهد مباريات الكرة من أضعف مشاهد الفيلم لأن عادل إمام لم يكن يحرك وسطه وهو يلعب”.

“مش عايزين تنظير”

فى أثناء ثورة 25 يناير، جلس صاحبنا فى إحدى الخيم المنصوبة في الميدان. اقترب منه أحد مراسلى القنوات الفضائية ليسأله عن رأيه فيما يحدث بالميدان، فصرخ خان “مش عايزين تنظير.. المصريون استيقظوا وأفاقوا من نومهم.. المهم كيف ننجح هذه الثورة ونحميها من أيدى أعدائها الموجودين فى كل مكان وفى كل مؤسسة”.

لم يستطع المراسل أن يتفوه بكلمة واحدة أخرى ولا أن يسأل سؤالا آخر لما وجده من صدى قوى وصوت هادر يصدره محمد خان ليعبر عن وجهة نظره فى عصبية وفى غيرة حقيقية على الثورة التى كان يقول دائما أنه انتظرها كثيرًا.

مخرج “الفنكوش”

ظهر صاحبنا فى فيلم “العوامة 70” لخيرى بشارة لأنه صديقه ولم يجد ما يمنع أن يظهر فيه، والطريف أن ظهوره فى فيلم “واحدة بواحدة” مع عادل إمام وإخراج نادر جلال كمخرج إعلانات “الفنكوش” ومعه خيرى بشارة كمصور جاء عن طريق الصدفة، فنادر كان يحتاج كومبارس يعملون مجانا فظهر خان وخيرى معه.

عن ظهوره المتكرر فى الأفلام يقول محمد خان ضاحكا “كل ممثل نفسه يكون مخرجا وكل مخرج نفسه يكون ممثلاً حتى يكسب فلوس كثيرة ولو كانت هناك مواهب تمثيلية دفينة لدى المخرجين فيمكنهم إخراجها من خلال الممثلين الذين يعملون معهم”.

خان جامل كاملة أبو ذكرى بظهوره كمخرج أيضا فى فيلمها الرائع “ملك وكتابة”، وظهر كممثل بارع، وما لا عرفه أحد أن أدوارًا تمثيلية انهالت على خان بعد هذا الفيلم، لكنه رفضها جميعا.

القاهرة

كتب الناقد أحمد شوقى مقالا بديعا عن سينما محمد خان فقال “فى مقاله عن فيلم (ضربة شمس) كتب الناقد الراحل الكبير سامى السلامونى واصفا القاهرة وصفا لا ينسى بأنها مدينة تكره التصوير، وهو وصف صار حقيقة يدركها الجميع فى عصرنا هذا، الذى صارت الجميع فيه يمتلكون كاميرات، لكنهم يعانون الأمرين من أجل التقاط ولو صورة فوتوغرافية فى أحد شوارع عاصمة الألف مئذنة والألف ألف حلم”.

السلامونى كتب وقتها عن الإنجاز الذى حققه محمد خان بصحبة صديقه ورفيق صباه مدير التصوير الكبير سعيد شيمى عندما خرجا بالكاميرا ليصورا معظم أحداث الفيلم فى شوارع العاصمة، متنقلين مع شمس من حى لحى ومن شارع لمترو أنفاق، ليقدما فى فيلمهما الأول توثيقا بصريا لم يتمكن أحد من تحقيقه قبلهما.

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى