الأخبار

أين يذهب برهامى وحسان والمقدم بعد قرار منعهم مـن الخطابة؟

68

 

 

«دروس علم وخطابة ومسابقات وأنشطة»، هذا هو العمود الفقرى الذى يعتمد عليه مجلس إدارة الدعوة السلفية للوصول إلى أكبر شريحة من الناس، حيث يوجد طلائع الدعوة السلفية ويعتبر من أهم أذرعها ويهتم باكتساب أنصار جدد من داخل المساجد. حالة من الاستياء سادت بين مشايخ الدعوة السلفية عقب قرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بقصر الخطابة فى المساجد على المؤهلين أزهريا، وكذلك قصر صلاة الجمعة على المساجد الجامعة فقط.

الكيان السلفى يدير الآلاف من المساجد والزوايا، مثل مسجد الهدى بإمبابة والذى خرجت منه «غزوة الصناديق»، ومسجد العزيز بالله فى الزيتون وهو أكبر تجمع سلفى فى القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى عدد من المساجد الشهيرة فى مصر مثل عمر بن الخطاب بحى شبرا، ومسجد الخليل بالمعادى، ومسجد السلام بمدينة نصر، ومساجد الفتح وعباد الرحمن بالشاطبى، ومسجد الدقيدى بمنطقة كرموز فى الإسكندرية، والهدى والاستقامة والغافر والإخلاص والشهيد والتوحيد فى الجيزة، كما يستحوذ أبو إسحاق الحوينى على مسجد ابن تيمية، بينما يسيطر الشيخ ياسر برهامى على مسجد الخلفاء الراشدين بالإسكندرية.

ومن أهم المساجد التى يسيطر عليها مشايخ السلفية مسجد النور فى العباسية ومسجد الفاتح عمر فى شارع الجزائر بالمعادى والذى يخطب فيه الشيخ محمد عبد المقصود، ومسجد الإيمان بمكرم عبيد بمدينة نصر ويخطب فيه الشيخ نشأت أحمد، وفى مدينة طنطا مسجد البخارى وهو أشهر المساجد السلفية هناك، بسبب قيام عدد من المشايخ بإلقاء دروس فيه مثل الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب.

أما فى مدينة المحلة فيوجد مساجد أولياء الرحمن والخليل إبراهيم والتوحيد والإسراء وعمر بن الخطاب والإمام البخارى، وفى مدينة المنصورة سيطر السلفيون على مسجد السلاب والذى يلقى فيه الدكتور حازم شومان محاضراته، وفى قرية منية سمنود فإن الشيخ مصطفى العدوى وجوده أثر على المنطقة فتحولت المساجد إلى تجمعات سلفية، وفى الشرقية فإن عددا كبيرا من المساجد سيطر عليها السلفيون ومنها مسجد الإيمان بحى الزهور بالزقازق للدكتور إبراهيم الشربينى، بينما يلقى الدكتور جمال المراكبى ندوته بمسجد أنصار السنة بمركز بلبيس.

الدكتور شعبان عبد العليم الأمين العام المساعد لحزب النور، قال إن هناك علامات استفهام فى قرار وزارة الأوقاف، حيث إنه ليس لديها ما يكفى لتعويض المساجد التى لا يوجد بها أئمة من خريجى الأزهر. الأمين العام المساعد لحزب النور أوضح فى تصريحاته لـ«التحرير» أن تأدية الصلوات فى المساجد الجامعة أمر جيد، لكن لا يمكن حدوثه الآن، حيث إن معنى قصر تأدية صلاة الجمعة فى هذه المساجد أمر صعب حدوثه، لأن معظم المساجد عبارة عن زوايا، ولا يوجد ثقافة المسجد الجامع، والسؤال الناس تصلى إزاى؟

عبد العليم أضاف أن كثيرا من الذين بدون شهادة مؤهلون للخطابة، ويجب عقد لقاء أو اختبار لغير المتخصصين على أن يكون هناك معايير معينة للاختيار، ويتم عزل من ليس لديه الحد الأعلى من الكفاءة. موضحا أن منع الخطابة ليس هو الأصل ولكن يجب منع الخطاب السياسى الذى يفرق بين المصريين، وأن يتم وضع ميثاق يلتزم به الجميع، فهناك قامات غير أزهرية وعلماء مثل الشيخ محمد حسان وبرهامى والمقدم.

الأمين العام المساعد للحزب النور، أوضح أن القرار يحتاج إلى فترة انتقالية متسائلا: هل جميع المتخصصين ممن حصلوا على شهادة أزهرية أكفاء. مشيرا إلى أن الكثير منهم ليس على كفاءة، مضيفا أنه لم يتم التخطيط لهذا القرار ولم يتم إنشاء مساجد جامعة كافية، فكان يجب على وزارة الأوقاف التخطيط لإنشاء مسجد فى كل حى، مشيرا إلى أن الحكومة قد تخلت عن القيام بهذا الأمر وتركت المسألة للأفراد، موضحا أن معظم المصليات عبارة عن زوايا.

الدعوة السلفية أعلنت رفضها لقرار وزارة الأوقاف بالالتزام بالمساجد الجامعة فى صلاة الجمعة، حيث إن بعض المشايخ أكدوا أن عدد الزوايا غير كاف حتى يتم الاعتماد عليها، وهو ما يؤثر على انتشار الدعوة، وأن قرار الأوقاف لن يحظى بموافقة الجميع عليه.

بعض مشايخ الدعوة السلفية أكدوا أنهم لن يتوقفوا عن تأدية أعمالهم، وأن هذا القرار لا ينطبق عليهم، لأن العلم متوفر عندهم، وأنه فى حال منعهم فإن هذا يعنى العودة إلى أساليب نظام مبارك، مطالبين بأن يتم منع كل من يسىء إلى الإسلام برسائله التى يلقيها، مشيرين إلى أنه تم إعلان موقف حاسم ضد جماعة الإخوان بعدما تم التعدى على بعض مشايخ الدعوة، وأنه لا يصح استخدام نفس الطريقة التى كان يتحرك بها الإخوان فى عهد مرسى.

القلق بدأ يدب داخل البيت السلفى، خصوصا أن هناك برنامجا متكاملا تم وضعه لاستغلال المساجد لتربية نشء سلفى وفق مناهج متكاملة، يخرج منها الشاب وقد تبلورت الفكرة التى اجتهد فى تشكيلها له مجلس إدارة الدعوة السلفية، من خلال الكتب التى توزع عليهم داخل المساجد والأنشطة التى يتم الإعلان عنها، مثل قضاء يوم كامل فى المسجد وتخصيص أساتذة من السلف طوال اليوم لكى يوفروا لهم البيئة السلفية المناسبة والمناخ الذى يساعد على تقبل المعلومات، كما أن هناك بعض الألعاب التى يتم ممارستها داخل المساجد، حيث يتم استخدامه كوسيلة للترفيه حتى يكون هو المكان الجامع للسلفيين.

الشيخ مصطفى دياب مسؤول طلائع الدعوة السلفية، قال لـ«التحرير» إن المسجد هو المحضن التربوى الذى يأوى إليه الطالب ليتعلم فيه ويتأسس داخله، موضحا أن الأولاد داخل المسجد ينقسمون إلى ثلاث مراحل، حيث يتم تخصيص أخ مشرف لمجموعة المرحلة الابتدائية، ويتم تكليف أخ آخر ليشرف على مجموعة المرحلة الإعدادية، ويتم تكليف أخ ثالت للإشراف على مجموعة المرحلة الثانوية، ويقوم المشرف بالجلوس مع الطلاب ويعطيهم المعلومات والمقرر الذى من المفترض أن يصل إليهم، كما يوجد نشاط باسم «يوم الصديق» وهو نشاط تربوى إيمانى يعمل على تغذية الروح.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى