الأخبار

زيادة عدد الجهاديين الشيشان والقوقازيين

219

 

 

 

نشر موقع المعهد الألماني للشئون الدولية والأمنية، يوم أمس الخميس، تقريرًا حول تزايد عدد المتمردين الشيشانيين والقوقازيين في صفوف الثوار في الحرب الأهلية بسوريا، الأمر الذي يمثل منعطفًا جديدًا تمامًا في الجهاد الدولي.
ويحذر التقرير من خطورة الوضع الراهن؛ إذ تُعد الحرب في سوريا بالنسبة إلى هؤلاء الجهاديين على وجه التحديد من الشيشانيين والقوقازيين مجرد خطوة أولى في صراع أكبر من شأنه أن يستمر عقب سقوط بشار الأسد. ومن ثم يحث التقرير الدول الغربية على التعاون مع تركيا وروسيا لتنفيذ إستراتيجية مشتركة لمكافحة الإرهاب.
المجاهدون الشيشان في سوريا
باتت مشاركة المجاهدين الشيشان والقوقازيين واضحة في الكفاح المسلح ضد نظام بشار الأسد منذ منتصف عام 2012، وكان أول ظهور مرئي في حلب قد تزامن مع التحول في بنية حركة التمرد السوري الذي عززته التيارات الإسلامية في ذلك العام.
وخلال عام 2012، تزايدت قوة الجماعات الجهادية في سوريا وانضم إليها العديد من المقاتلين الأجانب، ومنهم المجاهدون الشيشان والقوقازيون.
ويذكر التقرير أن العدد الإجمالي للثوار المسلحين بسوريا في مطلع العام 2014، يبلغ نحو من 80 إلى 100 ألف مقاتل، من بينهم ثمانية آلاف على الأقل من المقاتلين الأجانب.
ويشير التقرير إلى أن هناك تقديرات أخرى تفيد أن عدد المقاتلين الأجانب يصل إلى 17 ألف مقاتل، أغلبهم من العرب، بينما يمثل القوقازيون أكبر مجموعة من الأجانب، ومن المرجح أن يصل عددهم إلى 1500 مقاتل. ويشير التقرير أيضًا إلى أن عدد الجهاديين في سوريا يتراوح ما بين 10 إلى 30 ألف مقاتل.
غياب القيادة المركزية
يرى التقرير أن الثورة السورية تعاني من غياب القيادة المركزية للأطراف المسلحة التي يجمعها الكفاح المسلح نحو هدف واحد وهو إسقاط بشار الأسد، وذلك على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية والإستراتيجية لتلك القوى والجماعات الجهادية الموجودة على الأرض، وما يحدث من تحالفات وانشقاقات متكررة.
يذكر التقرير أن هناك 4 تشكيلات مختلفة للمتمردين من الشيشان والقوقازيين وينضم إليها مقاتلون أجانب آخرون، ينتمون جميعًا إلى الجهاديين. وقد اشتركوا في العديد من العمليات القتالية الناجحة ضد قوات بشار الأسد ولديهم خبرة عسكرية تجعلهم يدربون المقاتلين الأجانب. ويؤكد التقرير أنه لولا تفككهم لكان لهم دور أكبر في الصراع الحالي.
وقد أدى الصراع ما بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى حالة من الاستقطاب ما بين جماعات الشيشان والقوقازيين الأربعة؛ حيث انضمت إحداها إلى جبهة النصرة، وانضمت أخرى إلى داعش، وتعمل جماعتان بصورة مستقلة، بيد أنهما على صلة وثيقة بجبهة النصرة وأحرار الشام.
أزمة الأمن القومي الأوربي
يوضح التقرير أن وجود الجهاديين الشيشان والقوقازيين في سوريا يمثل مشكلة للأمن القومي في أوربا وتركيا، حيث إن أعدادًا كبيرة من هؤلاء تأتي من جورجيا وتركيا، وهناك عشرات يأتون من النمسا وفرنسا وبلجيكا والدول الإسكندنافية وألمانيا.
ويظل طموح هؤلاء المقاتلين في تحرير “القوقاز” من السيطرة الروسية، بيد أنهم يقاتلون مع جهاديين آخرين لإسقاط نظام الأسد وتأسيس دولة إسلامية في سوريا ونقل الصراع المسلح إلى الدول المجاورة “لبنان والأردن والعراق وتركيا”، ثم تحرير القدس.
وهناك حافز آخر يدفعهم إلى الانخراط في هذا القتال وهو محاربة الأنظمة الأجنبية الداعمة لبشار الأسد، حيث تحتل روسيا المرتبة الثانية بعد إيران. كما تواجه دول أوربا خطر عودة هؤلاء المقاتلين إلى موطنهم بعد انتهاء الحرب في سوريا والخبرة التي حصلوا عليها في حرب العصابات والممارسات الإرهابية.
تركيا تتسامح مع الإرهابيين الإسلاميين
وفي الوقت الذي يؤكد فيه التقرير أنه لا يمكن مواجهة خطر الجهاديين الشيشان والقوقازيين من دون التعاون الكامل مع تركيا وروسيا، فإنه ينتقد تسامح تركيا مع ممارسة أنشطة الإرهابيين الإسلاميين على أراضيها، إذ إنها خلال الفترة من عام 1990 وحتى عام 2000، غضت بصرها عن تحرك المقاتلين الأجانب إلى القوقاز عبر أراضيها، وفشلت في الاستجابة لطلب وقف انضمام العديد من مئات الأتراك إلى المقاتلين ضد روسيا.
وعلى الرغم من تخلى أنقرة عن هذه السياسة في عامي 2004 و2005، فإنها تعيد تكرار ذلك الخطأ من جديد فيما يتعلق بسوريا، حيث يستخدم الجهاديون القوقازيون تركيا كقاعدة خلفية ويتلقون الدعم من الشتات الشيشاني من دون أي تدخل من الدولة التركية.
ويرى التقرير أن تركيا تعمد إلى مثل هذا التصرف؛ طمعًا في استغلال الجماعات الجهادية لأغراضها الخاصة، ومنها على سبيل المثال إسقاط نظام الأسد وقمع التيارات الكردية السورية القريبة من حزب العمل الكردستاني.
فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى