الأخبار

«طائفية» المالكى تدمر وحدة العراق

116

 

 

أعد الملف: عبدالرحمن مصطفى و مصطفى هاشم

يبدو المشهد السياسى فى العراق متأزما بعد سنوات من سياسات التهميش ضد الطائفة السنية، التى انتهجها رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى.

واليوم.. تتصاعد الاحتجاجات ضد استمراره فى الحكم، خاصة بعد إخفاقه فى التصدى لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، الذى أعلن الخلافة الإسلامية أخيرًا، ووسط كل تلك الأجواء، يصر المالكى على تمسكه بالوضع الحالى دون تغيير، وهو ما يهدد وحدة العراق، وفى داخل هذا الملف، تحاول «الشروق» فهم ملامح هذه الأزمة وتعقيداتها المختلفة.

مظالم السُنة واحتجاج العشائر.. بداية الأزمة مع «المالكي»

• متهمون بدعم داعش ولا دليل ضدهم

تتسع دوائر الاتهام بتمويل وتسليح تنظيم دولة الاسلام فى العراق والشام (داعش) لتشمل أطرافا عديدة، وتظهر مفارقة فى أن تلك الاتهامات لم تراع التنافر بين المتهمين، واختلاف أهدافهم وسياساتهم، بل وضعف حجة الاتهام، لكنها سيناريوهات حركتها «نظرية المؤامرة» وترددت على ألسنة الساسة وفى المنابر الإعلامية المختلفة.

سوريا وإيران:

بدأ هذا الاتهام فى الظهور، بعد تصريح وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو أن هناك علاقة مباشرة بين النظام السورى وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش)، واستند مراقبون فى دعمهم هذا الاتهام إلى تراخى النظام السورى فى توجيه ضربات جادة لقوات داعش على إعتبار أنها تحارب له بالوكالة ضد القوات المعارضة فى سوريا، غير أن مسار الأحداث يكشف عن صدام بدأ يتضح مؤخرا بين الجيش النظامى السورى ضد التنظيم الإرهابى، وعن صعوبة دعم إيران لداعش التى توجه عملياتها ضد شيعة العراق.

الولايات المتحدة:

أشارت تقارير صحفية إلى تلقى معارضين لنظام بشار الأسد تدريبات عسكرية فى داخل المملكة الأردنية، زاعمين أن بعض من تلقوا هذه التدريبات قد انضووا تحت لواء داعش فى العامين الأخيرين، غير أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت رفعت مسئوليتها عن تدهور الأوضاع فى العراق، داعية قادة دول منطقة الشرق الأوسط إلى وقف تمويل وتجنيد التنظيم الإرهابى.

دول الخليج:

استند هذا الاتهام إلى سمعة أصابت منطقة الخليج بتمويلها تنظيم القاعدة فى فترة سابقة، وخاصة من أثرياء المنطقة الموالين للفكر الجهادى، فعلى سبيل المثال، ذكر ديفيد كوهين نائب مساعد وزير المالية الامريكى المكلف مكافحة تمويل الارهاب، فى العام 2010 أن تنظيم القاعدة وحركة طالبان لا يزالان يحصلان على المال من مصادر فى دول الخليج، وتكررت الاتهامات إلى المملكة العربية السعودية بأنها مصدر تمويل داعش، وهو ما نفته السعودية فى تصريحات رسمية قبل عدة أشهر، ويكشف مسار القنوات الإعلامية التى تنتهج الخط الرسمى لدول مثل قطر والسعودية، عن عدم دعمهم لداعش، بل ومهاجمتها فى كثير من الأحيان، بينما تبدى تعاطفا مع الطرف السنى العراقى.

• هل يتحول العراق إلى ساحة للحرب بالوكالة؟

كان لجوء رئيس الحكومة العراقية نورى المالكى إلى الميليشيات الشيعية وتكوين جيش شعبى مواز للجيش الرسمى، أمرا ملفتا للعديد من المراقبين، وجعل المالكى فى مرمى النيران بحكم مسئوليته عن وزارتى الدفاع والداخلية وتوليه منصب القائد العام للقوات المسلحة، أما ما زاد من عاصفة الانتقادات لسياسة الحكومة العراقية الحالية هو فتح الباب أمام تدخلات خارجية وإعلان إيران وحزب الله تدخلهما لحماية الشيعة فى العراق تكرار للمشهد السورى، ومطالبة المالكى أمريكا بالتدخل العسكرى فيما أكدت السعودية بأن ما يحدث ثورة شعبية ضد المالكى.

يرى اللواء محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن النزاعات الحالية فى العراق، تحركها أزمات عميقة فى المجتمع، وسوء إدارة سياسية، كانت محصلتها انفجار الموقف فى المناطق السنية.

«لا يمكننا القول بأن هناك إدارة خارجية لما يتم على الأرض من عمليات مسلحة داخل العراق، فالتدخلات الخارجية تكاد تنحصر فى الطرف الإيرانى، الذى يتدخل فى الشأن العراقى عن طريق الساسة من سنوات، إلى جانب وجود ميليشيات عراقية ذات صلة مباشرة بطهران». هذا ما يراه رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها قد وجهت رسائل سياسية إلى إيران، نتيجة نفوذ الأخيرة فى العراق.

وإن كان هناك تدخل ملموس وقديم للطرف الإيرانى فى الشأن العراقى، فإن الأطراف الإقليمية الأخرى قد بدا دورها باهتا فى تلك الأزمة.

فعلى عكس ما يشيع بعض الساسة فى العراق وإيران من وجود دور سعودى فى دعم «الثورة السنية» فى العراق، فقد كان أقصى ما قدمته الدبلوماسية السعودية قد برز فى تصريح وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل، حين وصف إن الأوضاع الأمنية فى العراق بأنها «تحمل فى ثناياها نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن باتجاهها وانعكاساتها على المنطقة»، متهما الحكومة العراقية باعتماد «أسلوب طائفى» وممارسة «الإقصاء»، فى إشارة إلى ما يتعرض له سنة العراق فى ظل حكومة رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، وما كان من المالكى إلا أن عاد واتهم المملكة العربية السعودية بأنها هى التى تساعد المتطرفين فى العراق.

وكان تصريح الرئيس الإيرانى عن نية دولته حماية الأماكن المقدسة لدى الشيعة فى العراق إزاء تهديد الجهاديين التابعين للدولة الإسلامية فى العراق والشام، دليلا على الانخراط الكامل لإيران فى الشأن العراقى، بل وتعدى الأمر ذلك إلى تهديد صريح قال فيه: «نحن نحذر القوى العظمى وأتباعها والقتلة والإرهابيين بأن الشعب الإيرانى العظيم سيبذل كل ما بوسعه لحمايتها»..

ويتفق سامح راشد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى محورية الدور الإيرانى داخل العراق، بل يرى أن تعقيد الملف بشكل رئيسى ينبع من العامل اﻻيرانى نفسه، فطهران رقم اساسى فى المعادلة العراقية، وبالتالى ــ حسب قوله ــ فإن كل طرف له علاقة مع إيران ــ سواء تعاونية أو تنافسية ــ ﻻبد وان يكون معنيا بالشان العراقى.. ويضيف قائلا: «يصعب القول ان العراق قد تحول إلى ساحة حرب بالوكالة، فموازين القوى فى الداخل العراقى، ﻻ تزال تميل لصالح أطراف بعينها هى تحديدا إيران وحلفاؤها، فضلا عن الوﻻيات المتحدة.. أما بقية الأطراف فهى تحاول تعديل الوضع وانتزاع مكاسب وحصص فى الساحة العراقية».

أما البحث عن أطراف أبعد من الطرف الإيرانى ذات صلة بالأزمة الحالية فى العراق، فإن سامح راشد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يرى أن كل الدول المجاورة للعراق تعد أطرافا فاعلة فى هذا الملف وان كان بدرجات متفاوتة، بل حتى اﻻطراف غير الملاصقة للحدود العراقية لها ايضا حساباتها تجاه الملف، بدءا من دول الخليج غير الحدودية مثل البحرين وقطر، ودول أخرى خارج هذه الدائرة مثل: مصر والوﻻيات المتحدة الأمريكية. ويقول معلقا: «ليس هناك دليل واضح على ان تركيا تشارك أو حتى ترحب بما يجرى، وكذلك اﻻمر بالنسبة لمصر، أما قطر فهى فى موقف حرج بين السعودية وإيران. لكن بشكل عام، ﻻ يوجد عادة بين الدول اتفاق شامل أو صراع مفتوح حول كل الملفات، فمن الطبيعى ان تختلف قطر والسعودية حول مصر ثم تتفقان فى العراق أو فى سوريا».

وحتى هذه اللحظة لا يوجد موقف رسمى بارز بين دول الشرق الأوسط، يدعم «الغضب السني» بشكل كامل، خاصة بعد اشتراك تنظيم «داعش» فى عمليات تستهدف الجيش العراقى على حساب طموحات المناطق السنية فى تحقيق مطالبها. ويبقى فى النهاية مأزق تركى فى القلق من النشاط الكردستانى داخل العراق، وتحقيقه بعض المكاسب من المعركة الدائرة حاليا، وهو ما يجعل الدولة التركية فى حالة من الحذر ومراقبة الطموح الكردى فى العراق، دون الانخراط فى مواقف تضعها فى نزاعات إقليمية مع إيران أو مع الحكومة العراقية.

• داعش.. قصة صعود فى أرض الرافدين وحلم «الخلافة»:

يعود أصل «داعش» إلى العام 2004، فقد كانت النواة الأولى لهذا التنظيم، هو جماعة التوحيد والجهاد فى العراق بزعامة أبو مصعب الزرقاوى، قبل أن تتحول إلى تنظيم «القاعدة فى بلاد الرافدين» بعد مبايعة الزرقاوى لأسامة بن لادن. وبعد مقتل الزرقاوى فى سنة 2006 جرى انتخاب أبو حمزة المهاجر زعيما جديدا للتنظيم قبل أن يتم تشكيل «دولة العراق الإسلامية» بزعامة أبى عمر البغدادى فى نهاية السنة نفسها، وبعد مقتل المهاجر وأبى عمر البغدادى تسلم أبو بكر البغدادى زعامة التنظيم سنة 2010.

وفى عام 2011 أعلنت «دولة العراق الإسلامية» أن المجموعة المسلحة فى سوريا المعروفة بـ«جبهة النصرة» هى امتداد لها وأنهما اندمجتا تحت مسمى «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»..

قبلت جبهة النصرة الانضمام إلى داعش فى بداية الأمر باستحسان، وكذلك فعلت التنظيمات المعارضة لنظام بشار الأسد والتى تبحث عن أى مساعدة فى صراعها ضد القوات النظامية السورية، إلا أن الخلافات والمعارك بدأت بعد أن وجهت الجماعات المعارضة الأخرى بما فيها جبهة النصرة، اتهامات إلى «داعش» بمحاولة الانفراد بالسيطرة والنفوذ والتشدد فى تطبيق الشريعة الإسلامية، وتنفيذ إعدامات عشوائية، خاصة اعتراض الأخيرة على طلب أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة بالتركيز على العراق وترك سوريا لـ«جبهة النصرة»، فأعلن الظواهرى تبرؤ القاعدة من تنظيم داعش فى الثانى من مارس من العام الحالى ولا يزال القتال بينهما جاريا حتى الآن.

يستخدم مقاتلو الدولة الإسلامية فى العراق والشام ــ الذين اجتاحوا شمال العراق وغربه مؤخرا ــ سيارات الشرطة المسروقة ويجوبون بها شوارع الموصل وانتشروا فى البنوك والمبانى الحكومية لحمايتها.

وخفض التنظيم من أسعار المواد الغذائية، لاستمالة قلوب الأهالى، حتى اقتربت من نصف أسعارها، كما قام بحملة لتوزيع السلع الغذائية على الفقراء، وما يفعله التنظيم فى العراق هو نفسه ما يفعه فى مدينة الرقة السورية التى انتشر فيها مقاتلو الدولة الإسلامية إلى جانب مقاتلى كتائب أخرى، وبدأوا يوزعون المواد الغذائية والأموال على السكان. وما إن رسخ التنظيم قبضته على المدينة حتى بدأ ينصب محاكم لتطبيق الحدود كما طرد الكتائب التى ساعدته فى السيطرة على الرقة ودمر أضرحة.

ويتلقى التنظيم مساعدة من البعثيين وجماعات سنية أخرى تختلف معه فى رؤيته لإقامة خلافة إسلامية لكنها تشاركه الكراهية الشديدة للحكومة التى يقودها الشيعة فى بغداد وبحسب حديث لعضو فى جماعة الجيش الإسلامى إلى «رويترز» فإن التنظيم وافق على إدارة المدينة بالتشاور مع كل الجماعات السنية عبر مجلس عسكرى، وإن كل القرارات ستكون بالتشاور.

• سيناريوهات المستقبل في العراق 

«كل الاحتمالات مفتوحة» ــ هكذا يختصر غسان عطية ــ مدير المعهد العراقى للتنمية والديمقراطية فى لندن ــ سيناريوهات مستقبل العراق فى ظل الأزمة الحالية مشيرا إلى أن «العرب لديهم المهارة الكبيرة فى الهروب إلى الأمام وتعقيد المشكلة».

ويشير عطية إلى أن المعتدلين من السنة والشيعة هم الذين يعانون من الحرب الدائرة حاليا لأنهم بين مطرقتى قوات الجيش، التى تورطت فى القتال على أساس طائفى حاليا وبين المتطرفين من السنة، مشيرا إلى أن سبب نزوح كثير من أهالى الموصل إلى المناطق الكردية مثل أربيل هو خوفهم من أن تتحول إلى منطقة مثل الفلوجة كأن تقصفها قوات المالكى بالبراميل المتفجرة. لذا تبرز ثلاثة سيناريوهات أمام مستقبل العراق، هى كالتالى:

1- التقسيم:

يرى غسان عطية أنه من الممكن ان تتحول التطورات الأخيرة إلى أمر واقع وسريع، وتصبح هناك 3 أقاليم أو دول، دولة للأكراد خاصة بعد تقدمهم من أربيل واستحواذهم على مناطق فى كركوك الغنية بالنفط، وهذا يعنى استقلالها اقتصاديا أيضا، ودولة للسنة مع الحدود مع سوريا، ودولة للشيعة، إلا أن المشكلة أنه من الممكن جدا أن تتحول المناطق المختلطة بالسنة والشيعة مثل العاصمة بغداد إلى مناطق نزاع، وغالبا ما سيحدث فيها حينئذ تطهير عرقى من قوات المالكى الذى سيدافع عن المناطق المتبقية بكل طاقته حتى يهرب عشرات الآلاف من السنة من هذه المناطق.

2- الحرب الطائفية:

من جانبه يرى على بكر الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن التطورات الحالية تدفع للحرب الطائفية خاصة أن المراجع الشيعية تدخلت بدعوة الشيعة من أجل من أجل حماية المقدسات الشيعية، كما أن العراق ستصبح ساحة للحرب بالوكالة حيث ستقاتل إيران بجانب المالكى وستدعمه بقوة، كما أن السعودية قد تنزلق إلى دعم العشائر السنية بشكل علنى.

3- رحيل المالكى:

وتراهن بعض التحليلات على تداعيات الأزمة التى يمكنها أن تطيح برئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، خاصة أنه كان قد لاقى معارضة لتمديد فترة توليه، وتشير تلك التحليلات إلى أن حل الأزمة الحالية، لن يتم إلا بعد رحيل المالكى، وتكوين حكومة انقاذ وطنى، وحسبما يشير الدكتور على بكر الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، فإن أداء المالكى المعادى للسنة، قد جعل العلاقة بين السنة والشيعة تصل لمرحلة الطلاق البائن، على حد تعبيره.

بروفايل: نورى المالكى.. حاكم على حافة الهاوية

بروفايل: أبو بكر البغدادى.. «زعيم داعش.. وأمير المؤمنين»

• مكونات الثورة السنية:

تصدر المشهد العراقى فى الفترة الماضية، صور عمليات تصدى لها تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق، وفيديوهات لتكفيريين يسفكون دماء ضباط الجيش العراقى، وغيرهم من المواطنين الأبرياء، لكن تلك المشاهد كانت تخفى وراءها مجموعات أخرى مسلحة لم تتبن منهج التكفير وبعيدة عن منهج «القاعدة» فى العمل المسلح، هذه المجموعات قد اختلفت أساليبها وتوجهاتها، إلا أنه يجمعها شيء واحد، وهو أنهم من أبناء المناطق السنية، وقد ظهرت مؤخرا بوادر نزاعات على الأرض بينها وبين تنظيم «داعش» الذى أساء إلى قضيتهم.

1- مجلس ثوار العشائر:

يعد من أبرز المجموعات التى تمثل العملية الاحتجاجية ضد حكومة المالكى، وذلك لاعتماده على أبرز قادة الحراك الشعبى الذين خرجوا ضد سياسات رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى أواخر عام 2012 وقد جمعوا مجهوداتهم تحت مسمى «المجلس العسكرى لثوار العشائر».

ومعظم المنتمين إلى هذا المجلس هم من فصائل متعددة أبرزها «الجيش الاسلامى» وبعض عناصر حزب البعث المنحل، ورجال العشائر العربية، وقيادات محلية فى مدن الاحتجاجات، وحسب قياديين فى المجلس العسكرى للثوار فإن المجلس يؤمن بـ«وحدة العراق ويرفض التقسيم والهيمنة الايرانية والامريكية ويعتبر العراق جزءا من الأمة العربية».

وبينما يتبنى المجلس العسكرى للثوار نبرة وحدوية، فإن مجموعة أخرى مثل «مجلس ثوار العشائر»، كان يرى أن تقسيم العراق هو الحل الأمثل للأوضاع الجارية فى البلاد، وذلك على لسان قائده بزعامة على حاتم السليمان، إذ إنه كان يطالب قبل الأزمة الأخيرة بتشكيل إقليم سنى على غرار إقليم شمال العراق.

كما أن حكومة المالكى، وقبلها النظام السورى، عملا على تصدير «داعش» المشهد وذلك لتبرير أنهما يواجهان تنظيمات «إرهابية وتكفيرية» وليس «انتفاضة» أو «ثورة» شعبية ضد سياستيهما.

2- رجال الطريقة النقشبندية:

تأسس تنظيم «رجال الطريقة النقشبندية» بعد إعدام الرئيس السابق صدام حسين عام 2006، وينتمى أعضاؤه إلى الطريقة النقشبندية فى التصوف الإسلامى، ويستحضر قياداته سيرة المجاهدين المتصوفة من أمثال عمر المختار فى ليبيا والإمام المهدى فى السودان، واستدعاء تجارب الصوفية فى المقاومة والكفاح المسلح.

وانضم إلى هذا التنظيم فى فترة مبكرة ضباط وعسكريون سابقون، كما يتردد أنه تنظيم يقوده عزت الدورى الرجل الثانى فى نظام صدام حسين. وكان «رجال النقشبندية» يستهدف القوات الأمريكية والعراقية المتحالفة معها أثناء فترة الاحتلال، لكنه فى نفس الوقت يرفض رفع السلاح ضد المدنيين.

ويكاد يكون تنظيم «رجال الطريقة النقشبندية» بمثابة الجناح العسكرى لحزب البعث العربى الاشتراكى المنحل، منذ سقوط نظام صدام حسين، ومن شعارات التنظيم أيضا محاربة التوسع الفارسى «الصفوى». وينتشر «رجال الطريقة النقشبندية» فى كركوك بمحافظة صلاح الدين بالشكل الرئيس، كما له وجود فى كل من ديالى ونينوى والأنبار وكذلك فى بغداد.

3- كتائب ثورة العشرين:

تأسست فى العام 2003 ضد الاحتلال الأمريكى، واستغلت «قناة الرافدين» التابعة لهيئة علماء المسلمين، لنشر عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية، ويتزعم الكتائب رئيس هيئة علماء المسلمين فى العراق الشيخ حارث الضارى، ويصف خبراء بالجماعات الإسلامية هذا الفصيل بـ«المعتدل»، ويؤمن بوحدة العراق واستقلاله، بخلاف تنظيم «الدولة الاسلامية فى العراق والشام» الذى يسعى للتمدد خارجه. وتنتشر فى محافظات بغداد والأنبار وديالى ونينوى وصلاح الدين وبابل جنوبى بغداد.

4- الجيش الإسلامى:

وهو مجموعة مسلحة ذات طابع سلفى جهادى، حسبما يذكر عدد من الخبراء، ونشأ بعد سقوط العاصمة بغداد فى العام 2003، وكان ينشر تسجيلات مصورة لعملياته على مواقع ذات طابع جهادى، وينتشر أفراده بين كل من بغداد والأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى وبابل وكذلك فى كركوك.

5- جيش المجاهدين:

إحدى الجماعات المسلحة التى تأسست بعد الاحتلال الأمريكى للعراق فى 2003، واستهدف القوات الأمريكية بشكل أساسى، إلى جانب استهداف القوات العراقية التى يرى أنها شريكة للمحتل الأجنبى.

وحسبما يؤكد خبراء فى الجماعات الإسلامية أن جيش المجاهدين هو أحد فصائل الجيش الاسلامى وهى جماعة تضم عسكريين سابقين ومسلحين من العشائر السنية المنتشرة فى ديالى وبغداد والانبار.

6- جيش الراشدين:

إحدى الجماعات المسلحة التى ترفض دعوات تقسيم العراق، أو استهداف أبناء الطوائف الأخرى من الشيعة أو الأكراد أو المسيحيين، وتأسس فى فترة الاحتلال الأمريكى واستهدف قوات الاحتلال والمتعاونين معهم طوال السنوات الماضية، حتى جلائهم عن العراق. تبرز مشكلة فى التعامل مع حجم هذه التنظيمات بسبب غياب حصر لا يعتمد على المبالغات فى عدد أفرادها وقوة عتادها، كما أن هناك فصائل أخرى أقل تأثيرا، كانت قد ظهرت فى فترة الاحتلال الأمريكى، اندمج أغلبها فى تنظيمات وجماعات أكبر أو اختفى من خريطة العمل المسلح تماما، ومنها: «جيش أنصار السنة» و«الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية» و«الجبهة الوطنية لتحرير العراق» و«كتائب صلاح الدين الأيوبي».

لكن يظل أقوى التنظيمات على أرض العراق هو تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، بحكم خبرته القتالية، وطموحه الأكبر فى الاستحواذ على العراق كقاعدة لتأسيس دولة الخلافة المزعومة.

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى